قال سفر السالم، الصحفي السعودي الموجود حالياً في القاهرة، إنَّ عصابات منظمة تداهم المنازل في الأحياء الراقية بمصر، وتستولي على الأموال والأجهزة. مضيفاً أنه شاهد بعينه عصابات في سيارات إسعاف ودفاع مدني تقف في بعض الشوارع في حي المهندسين، وينزل منها شباب يرتدون ملابس مدنية، ويدخلون العمارات ويسطون على المنازل. مضيفاً أنهم مسلحون، ويثيرون الذعر والرعب بين المواطنين، وأن فِرَقاً مسلحة بالعصي وقضبان الحديد وبعض الأسلحة من شباب الأحياء شُكِّلت للحفاظ على الأمن، وذلك بعد انسحاب الشرطة وعدم حضور رجال الأمن. وقال "السالم"، الصحفي في جريدة "الجزيرة"، في اتصال هاتفي مع "سبق" إنه حضر يوم الخميس الماضي إلى القاهرة لظروف دراسية، وفوجئ بالأحداث تتصاعد بشكل خطير في يوم "جمعة الغضب"، وتوقع أن تنتهي، ولكن في مساء يوم الجمعة تدهورت الأوضاع الأمنية بشكل مخيف. وأضاف أنه اتصل بالسفارة السعودية في القاهرة مساء اليوم لمساعدته في العودة إلى المملكة، وقال إن الدكتور علي الشمراني مسؤول التنسيق في السفارة المكلَّف بقيادة فريق عمل يضم كلاً من وليد الربيعان وبليهد البليهد اتصل به وأخبره بأن موعد حظر التجوال بدأ؛ وعليه التزام الفندق، وأن يكون غداً الأحد في الساعة التاسعة صباحاً في المطار، وسيجد الترتيبات كافة مُعدَّة لعودته إلى المملكة. مؤكداً أن استجابة فريق التنسيق في السفارة كانت سريعة جداً. وأشار السالم إلى أنه يقيم في فندق بشارع البطل أحمد بن عبدالعزيز في حي المهندسين، الذي وصفه بأنه اتسم بالهدوء النسبي، ولكن في تمام الساعة التاسعة مساء اليوم سمع دوياً لإطلاق الرصاص، وعلم أن هناك مطاردة من الفِرَق الشعبية المشكَّلة في الحي للصوص حاولوا السطو على أحد المنازل، وقال: إن المساجد والجوامع في الحي الذي يقطن فيه بثت نداءات في صلاة المغرب؛ لتجميع شباب الحي في لقاءات بعد صلاة العشاء؛ للدفاع عن الحي. مضيفاً أنه شهد أعداداً كبيرة من الشباب المصري يتجمعون في المسجد، وتم عمل تشكيلات للحماية، وكذلك بدأت المساجد في القنوت في الصلاة وسط حالة من الخوف تسيطر على الأهالي. وأشار "السالم" إلى أن عدداً كبيراً من المصريين قاموا بشراء كميات كبيرة من الأطعمة والمواد الغذائية يومي الخميس والجمعة لتخزينها، وأن الكثير من المحال التي تبيع المواد الغذائية في حي المهندسين صارت شبه خاوية من البضائع. وقال السالم إنه قام بجولة وقت الظهيرة في شارع جامعة الدول العربية المشهور بتردد أعداد كبيرة من السعوديين عليه، وشاهد مكتب الخطوط الجوية السعودية وقد دُمِّر تماماً، ولم يبقَ منه إلا الحطام، وكذلك دُمِّرت الأسواق الحرة الموجودة بالشارع وأُحرقت بالكامل، وإنه شاهد سيارات للشرطة والدفاع المدني تم حرقها وتحطيمها. وأضاف أن عدداً كبيراً من السعوديين الذين جاؤوا لزيارة معرض القاهرة الدولي للكتاب غادروا القاهرة عائدين إلى المملكة، وكذلك عدد كبير من الطلاب الذين يدرسون في الجامعات المصرية اضطروا إلى المغادرة. وقال سفر السالم إن ما شاهده في القاهرة يصعب وصفه. وأضاف "أمر مروع؛ رائحة الدخان في كل مكان، حالة من الخوف تسيطر على السكان، شائعات عن عصابات للسلب والنهب والقتل تتداول بشكل كبير". وقال: "بالنسبة للسعوديين فإننا اتصلنا بالسفارة، ورُتِّبت لنا العودة إلى المملكة"