انتشرت قضايا الاغتصاب والتحرش بالأطفال بصورة لافتة مما استدعى ذلك اهتماما من قبل كل شرائح المجتمع وحتى قانون الطفل للعام 2010م الذي أوقع عقوبة على الجاني تصل حد الإعدام أوالسجن 15عاماً، ويعتبر السودان الدولة الوحيدة في العالم التي حدثت فيها جريمة اغتصاب لطفلة لم يتجاوز عمرها الأربعين يوماً وهذا بحسب قول المحامي عثمان العاقب الذي قال خلال ندوة مبادرة «لا للصمت » التي أقيمت بالاتحاد العام للمرأة السودانية، وكشف عثمان العاقب خلال حديثه بالندوة عن مائة حالة اغتصاب لأطفال مشيرا لعدد «50» حالة اغتصاب طفلة من قبل شيخ خلوة. مضيفاً أن مجمل حالات الاغتصاب بلغت حوالي «2293» حالة تم رصدها في الآونة الأخيرة، وذلك بحسب تقرير حماية الأسرة والطفل. ومضى عثمان قائلاً: هناك عدد «685» متهماً بسجن الهدى في انتظار تنفيذ حكم الإعدام هذا بالاضافة ل«10» متهمين بسجن كوبر. وفى سياق متصل استنكر العاقب تنفيذ الحكم على «45» في صمت أي لم يتم إعدامهم فى ساحات عامة ليكون عظة وعبرة لغيرهم، وهذا الأمر دفع عدداً من المحامين لرفع مذكرة للبرلمان لتفيذ أحكام إعدام المغتصبين بميدان عام حتى يصبحوا عبرة للآخرين، فيما كشف العاقب عن ازدياد حالات الاغتصاب في ظل صمت الأسر على ذلك محملاً الأم مشكلة التحرش بالطفل. فيما طالب بوضع عقوبة عليها تحت بند الإهمال، داعياً المجتمع الى تضافر الجهود للوصول الى مرحلة الطفل الآمن. علامات للمتحرش بينما ترى المهتمة بقضايا الطفل الدكتورة نجاة كبيدة أن هناك العديد من الاعتداءات غير المعلن عنها مع عدم وجود إحصائيات دقيقة، فيما شددت كبيدة على ضرورة توعية الأطفال بقضية التحرش، وكشفت في ذات الوقت عن «70%» من اعتداءات التحرش التى تتم داخل المنازل، وأضافت قائلة هناك علامات تظهر على الشخص المتحرش بالأطفال ومن تلك العلامات أن يكون هذا الشخص ودوداً وقريباً جداً من الطفل ودائما ما يغريه بالهدايا، إضافة للميل الواضح لمصادقته والاهتمام بأنشطته وعدم تركه التحرك بحرية محاولاً عزله عن بقية الأطفال، وأضافت نجاة كما أن المتحرش دائماً يعاني من عدم وجود الدعم العاطفي والمعنوي إضافة إلى انه دائما يشعر بالإحباط المستمر في العلاقات، بجانب أنه دائما ما يكون منشغلا بالنظر في المناطق الحساسه له. هذا الطفل ضحية وكشفت دكتورة نجاة عن الأعراض التي تجعل الأسرة تتعرف من خلالها على أن الطفل قد تعرض للتحرش أم لا من هذه الأعراض ضعف في الشهية بجانب الكوابيس أثناء النوم مع عدم القدرة على النوم والانسحاب من الأنشطة العادية بجانب ضعف علاقاته مع الآخرين والعودة للتبول أثناء النوم بجانب تعرضه لنوبات من الرعب والبكاء المستمر، وأضافت أن الطفل ايضاً يكون في حالة لمس متكرر للمناطق الحساسة بجانب الإفاقة الجنسية المبكرة وتغيير في السلوك العام للطف. وشددت كبيدة علي ضرورة العلاج النفسي للطفل الضحية. صراع دائم وأضافت نجاة أن الطفل سوف يتعرض للعديد من الآثار السالبة في المستقبل من عقدة الذنب والعزلة بجانب الخوف وعدم الأمان والقلق المستمر بالإضافة إلى الصدمة وعدم احترام الذات وفقدان التركيز والتدهور الدراسي، كما أن الطفل سوف يكون في حالة صراع دائم مع نفسه. ودعت الى الحيطة والحذر بعدم ترك الأطفال بمفردهم مع المراقبة اللصيقة لهم داعية الى أهمية الحوار مع الأطفال بجانب تفادي الأسرالذهاب للأماكن التى تهدد أمن أطفالهم بجانب تفادي الثقه المفرطة مع ضرورة تعليم الأطفال كيفية الحفاظ على أجسادهم وتدريبهم على ذلك مع عدم قبول الهدايا من الآخرين مشددة على ضرورة الدعم النفسي الكامل. الالنتباهة