سبق أن أقترحت و دعوت فى مناسبات عديدة من ضمنها الصحف (كما أفعل اليوم) بأن نولى قطاع الزراعه اهتماما بل أولوية فيما نتناول من القضايا فى الاعلام خاصة ونحن شعب يتعاطى السياسه بجرعات عاليه فكل الشعب السودانى ينوم و يصحى على السياسه (نضم) و الكوره " حصريا" (مش الرياضه بأنواعها) رغم اننا لم نصل مستويات متقدمه فى المضمارين..و أرى ذلك مطلوبا بل واجبا على كل المهنيين.. لدى بعض المحاولات فى الكتابه المهنيه - فى مجال تخصصى – الزراعه و التعليم .. و بالتالى فسوف تكون الزراعه و التعليم فى اطار مساهماتى و أشراك القراء في بعض ما نرى من أفكار و بما ان السياسه علم و مهنه وهى بالتعريف العام علم او فن ادارة شؤون الحياه فى مختلف مناحيها.. وبالتالى فالمساهمات السياسيه أيضا مطلوبه و سوف نساهم فيها أيضا "كهواة" فالسياسة علم من العلوم الاساسية و الهامة..حتى حديثنا فى الزراعة يندرج فى أطارها..... لقد ابدينا رؤيتنا فى كل المنابر بأن حاضر و مستقبل السودان يتمحور حول الزراعه.. بها نسود و بها ننهض و بها نتطور و هى و سيلتنا فى التنميه بمفهومها الاشمل ولا أعتقد أن هناك من يرى غير ذلك ..ومن يرى غير ذلك نقترح عليه - عفوا- ان " يذاكر شويه" .. أتفقنا..... أذن و بعون البارى نواصل مسيرتنا فى المساهمه فى النهضه الزراعيه السودانيه بما هو متاح بالاضافه ألى أجتهادنا فى الجانب المهنى الاكاديمى...ولابأس من استحضار بعض المعلومات الاساسيه عن الزراعه فى بلادنا كعصف ذهنى و حتى تكون الصوره واضحه للقارىء الكريم فيما نطرح من أفكار و أراء قد تكون اضافه متواضعه فى طموحاتنا النهضويه الزراعيه...كانت الزراعة المكون الاساسى للاقتصاد السوداني لوقت قريب, الا أن هذا الوضع قد تغير حيث تشهد البلاد حاليا انخفاضا في مساهمة الزراعة- بشقيها - في الناتج القومي وذلك بعد دخول البترول في التركيبة الاقتصادية . السودان قطر زراعي يعتمد ( أو هكذا يجب ان يكون الحال)على الزراعة فى التنمية الاقتصادية و غيرها كما انها تساهم فى النهضه الصناعيه و(التحويليه خاصة) بتوفير المواد الخام , بالاضافة الى أنها تستوعب حوالي 58% من العمالة ,كما ان حوالي 83% من السكان يعتمدمون عليها في حياتهم حسب تقرير برنامج الاممالمتحده الانمائى(70% على الزراعة المطرية التقليدية ، 21% على الزراعة المروية 0,7% على الزراعة الالية .. و كانت الزراعه توفر المواد الغذائية الرئيسيه و كنا حقيقة نأكل مما نزرع كما غنى بها و لها الاخ الشيخ محمد عبد الحليم قبل أن نصاب بمرض المستورد ( هل نعتبر هذا دعوه للشيخ بنشر قصيدته التى هى برنامج زراعى كما أرى؟). و يمكن للزراعه ان تتطلع بهذا الدور اذا استثمرت و تم الاستفاده منها وفق الأستراتيجيه العلميه المهنيه والاداريه المناسبه مع تشجيع/ تحفيز القطاع الخاص ليلعب دور الرياده و تقليص الدور الحكومى لينحصر فى وضع السياسات العامه و البنيات التحتيه..تشكل الزراعة المطرية (الاليه و التقليدية 45% , 55 % على التوالي ) مع اعتبار الارقام مؤشرات حيث ان مساحات كبيرة من الزراعة المطرية هُجرت بسبب ضعف خصوبة الاراضي والظروف الاقتصادية وكذلك بسبب الحروب والنزاعات.. تتراوح المساحة المتاحة للزراعة بيين 84 -105 مليون هكتار – حوالي34-42% من المساحة الكلية للسودان – تزرع منها حوالي12.6 – 16.7 مليون هكتار تمثل 15 -16% من المساحة الكلية حسب احصاءات سابقة خلال عقد الثانى من هذا القرن و بالتلى تؤخذ هذه الارقام كمؤشرات قابله للتعديل حسب المستجدات من موسم لاخر,و تعتبر الامطار- و الزراعة المطرية العامل الاساسى في تحديد المساحة المزروعه في كل عام ..ولا بد من ذكر" المعلومه المحفوظه عن ظهر قلب " والتى تقول بأن السودان ضمن مجموعة الخمس دول المصنفة كسلة غناء العالم و من المتوقع ان يلعب ذلك الدور على الاقل على مستوى الشرق الاوسط و افريقيا...تكون الزراعة المروية الالية حوالى 90% من المساحه المرويه الكليه و حوالى 7% من المساحه المزروعه و لكنها تعطى حوالى 50% من الانتاج الكلى للبلد و من هنا تأتى أهميتها فى الزراعه السودانيه..وقد كانت الزراعه المرويه اهم استثمار اقتصادى فى الماضى الا ان الدراسات و الاحصاءات تؤكد تدهور مساهمتها خلال السنوات الماضيه حيث انخفضت المساهمه بنسب عاليه فى بعض السنوات حتى و صلت نصف المساحة المخططه فى بعض السنوات و ذلك لتدهور البنيات الاساسيه للرى و الصرف كما ان الاطماء فى القنوات اثر سلبا ( مشروع الجزيره كمثال). وتعتبر اهم المحاصيل فيها : الذر ة ، القطن ، الاعلاف ، القمح ، الخضر. تتركز الزراعة التجارية في وسط السودان بشكل اكبر وتمتد هذه المنطقة بطول يقدر بحوالي 1100 كيلومتر من الشرق الى الغرب بين خط عرض10 -14 درجة شمالا فى منطقة السافنا شبه الجافه , ا ما الزراعة الاعاشية الصغيرة فتنتشر في كل السودان وبشكل خاص في الجنوب ودارفور . . يمكن تقسيم السودان الى ثلاثة مناطق رئيسية من وجهة النظر الزراعية : منطقة الري الدائم (الزراعة الالية المروية و التقليدية ) و منطقة الزراعة المطرية يشقيها الالى و التقليدى وومنطقة أراضي الفيضان, بالاضافة الى الانتاج الحيوانى حيث ترعى حوالى134 مليون رأس من الحيوان فى مناطق الرحل ..وهناك تقاطعات اغلبها ذات علاقه بقطاع او قطاعين فى الزراعه نجملها فى الربط بين الزيادات السكانيه و تغير المناخ الذى من المتوقع أن يكون من أسباب الصراعات و النزاعات فى القرن الحالى على نطاق العالم.. تساهم الثروة الحيوانية اسهاما كبيرا في الاقتصاد الوطني قد يتجاوز 14% من اجمالي الناتج القومي ومن الممكن زيادة المساهمة لهذا القطاع باتباع اسلوب عملي- علمى سليم من خلال خطة عمل قومية تستوعب كل المتغيرات والمستجدات.. تتراوح المساحات المتاحه للرعى بين 97الى117 مليون هكتار (39 – 47 % من مساحة السودان),و تنتشر المراعى فى كل السودان ما عدا المناطق الجبليه و الصحراء و كما هو الحال بالنسبه للزراعه فأن حوالى 80% من المراعى توجد فى المناطق شبه الصحراويه ومناطق امطار السافنا الفقيره والتى تتميز بتذبذب الامطار مع مواسم الجفاف المتكرره ..وتتعرض هذه المساحات للرعى الجائر و التقاطع مع الزراعه و هذا الاخير يسبب النزاعات( دارفور مثال),, تضم الثروه الحيوانيه الابل , الضأن و الغنم فى المناطق الصحراويه و شبه الصحراويه أما الماشيه فهى الاهم فى مناطق الامطار الغزيره و المتوسطه فى السافنا و الاراضى الفيضيه فى أعالى النيل.... ولا يمكن ان يكون هذا المدخل مكتملا دون التطرق للمياه و الموارد المائيه( الامطار و المياه السطحيه و الجوفيه ) و لنذكر و بأختصار شديد المعلومات الاساسيه ذات العلاقه بالنشاط الزراعى و التى استقيناها من بعض تقارير و زرتى الزراعة و الرى و الموارد المائيه..تعتبر كمية المياه المتاحة العامل الاساسي في تحديد الانتاج الزراعي في البلاد كذلك فان التوزيع الجغرافي والزماني يلعب دورا كبيرا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالاضافة الى التوزيع السكانى, وتأتي حوالي 80% منها من الدول المجاورة اما الباقي فيأتي من الامطار داخل السودان وتنخفض هذه النسبة الى حوالي 15% في السنوات الجافة ... ولابد من اخذ هذه الحقائق في الاعتبار حين الحديث عن القطاع الزراعى : واهمها التغييرات في كميات المياه التي تجرى الى السودان من الخارج مع ضعف مساهمة الامطار التي تتأثر بد ورها بالتغييرات المناخية الاقليمية ..يستهلك السودان حوالي 16 مليار متر مكعب منها حوالى 15مليار متر مكعب فى الزراعه(93%) , الاستهلاك المنزلى(3%) و الاستهلاك الحيوانى (4%) .. لقد بدأت الاستفادة من المياه الجوفيه تزداد اهمية في السنوات الاخيرة كمياه الشرب بالدرجة الاولى وللزراعة بدرجة اقل خاصة في حوض نهر النيل والتروس العليا وكذلك الوديان المختلفة .. ويعتبر استفادتنا من المياه المتاحه دون المطلوب و ذلك للطبيعه الموسميه لمعظم الانهار و الخيران مع ضعف المواعين التخزينيه و هناك خطط و محاولات لتحسينها كالبدء فى خزانى ستيت و اعالى نهر عطبره.. وننوه بأن هناك أحتمال وجود اختلاف فى الارقام التى أستقيناها من بعض التقارير و ذلك لضعف الاحصاءات فى البلد بشكل عام ...و نواصل... بأذن البارى... [email protected]