الخرطوم (سونا)-اعتبر الأستاذ عوض جادين محي الدين المدير العام لوكالة السودان للأنباء النظم المعمول بها في التعيين والترقي غير مواكبة للمتغيرات المتسارعة في مجال الإعلام داعيا إلى التخلي عن نظام التعيين المستديم واستبداله بالصيغ التعاقدية سواء بالمدة الزمنية أو الإنتاج أو التشغيل من الخارج . وأشار مدير وكالة السودان للأنباء في ورقته التي قدمها اليوم بمجلس الوزراء في المؤتمر القومي الثاني للإعلام بعنوان " وكالة السودان للأنباء الحاضر والمستقبل" إلى نقص القوى العاملة بنسبة 50 % من الوظائف المصدق بها في الهيكل المجاز للوكالة عام 1997م واختلال الميزان بين الوظائف الأساسية والوظائف المساندة حيث يشكل الصحفيون 20% من الوظائف المصدقة . ولفت الانتباه إلى اختلال معادلة الجندر بين الصحفيين بارتفاع عدد الإناث إلى أكثر من 35% الأمر الذي اثر سلبا على قوة الأداء الفعلية خاصة في أوقات وأماكن الشدة لضعف استجابة العنصر النسوي بجانب ارتفاع نسبة المسنين فوق سن 45 سنة وسط الصحفيين لتقترب من 70% بينما انخفضت نسبة الشباب دون سن 35 سنة إلى اقل من 5% من القوة الكلية للصحفيين . وقال جادين إن المالية توقفت عن رصد أي اعتمادات لتعويض النقص بالتعيين في مستويات الهيكل المختلفة القاعدية والوسطية منوها إلى أن آخر تعيينات في وظائف صحفيين كانت عام 1993 واستثناءات قليلة تمت عامي 1998م و2005م لأبناء دولة الجنوب قبل الانفصال . ونوه إلى ما تعانيه (سونا) من تقييد لسد النقص بالمتعاونين أو المتعاقدين بقرار من مجلس الوزراء ووزارة العمل والاعتراضات المتكررة وعدم رضا العاملين على استيعاب أي كفاءات بأية صيغة في مستويات الهيكل . واقترح جادين حلا وسطا بأن تنشأ (سونا) بقانون خاص كهيئة عامة مستقلة ذات طبيعة خاصة وان يكون على رأسها مجلس إدارة على صيغة وكالة الصحافة الفرنسية اذ يتكون مجلس إدارتها من 15 عضوا 8 منهم يمثلون الصحافة الفرنسية وممثلان للعاملين بالوكالة ممثلان للإذاعة والتلفزيون المملوكين للدولة وثلاثة يمثلون الحكومة احدهم يرشحه رئيس الوزراء والثاني يرشحه وزير المالية والثالث يرشحه وزير الخارجية وان تكون علاقتها أشبه بمجلس الصحافة او المراجع العام او السلطة القضائية . وطالب بإعادة التوازن إلى عدد ونسب توزيع القوى العاملة بحيث تكون النسبة الأكبر للصحفيين وإعادة النظر في وضع المرأة في سلك الوظيفة الإخبارية وبحث إمكانية الاستفادة منها بشكل أفضل وفك التجميد عن مشروعات الوكالة خاصة شبكة جمع وتوزيع الأخبار والمعلومات لتمكين الوكالة من الاضطلاع بدورها . وقال إن النظام الإعلامي الجديد لا مجال فيه للعودة للهيكل الوظيفي القديم للوكالة لافتا إلى أهمية مواكبة استخدام الوسائط المتعددة ودخول خدمات الأخبار المصورة لشبكات الانترنت والهواتف الذكية وغيرها . وأوضح أن العمل في (سونا) ذو طبيعة شاقة وخطرة تقتضى الجاهزية للعمل طوال ساعات اليوم في أوقات الشدة والحروب وأماكن الأوبئة مدافعا عن وجه نظره حول عمل المرأة بأنه حديث ينصب في العدد فقط وليس اعتراضا على عملها مطلقا .