أضحت أدوات التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك وتويتر أدوات معروفة استخدمتها المعارضة في السنوات الأخيرة خلال ثورات ضد أنظمة متجذرة اعتادت على بسط سيطرتها على المعلومات التي تصل إلى مواطنيها من خلال القبضة الحديدية على الصحافة والتلفزيون. لكن في آخر انتفاضات من إيران عام 2009 إلى ميانمار عام 2007 استطاعت الأنظمة سحق المعارضة، وفي بعض الأحيان توجيه التكنولوجيا الحديثة لصالحها عن طريق استخدامها لمراقبة ومعرفة المعارضين. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن استخدام التكنولوجيا في الثورات السياسية ليس بجديد. ففي عام 1989 استخدمت ماكينات الفاكس في لعب دور هام في نشر المعلومات بين المنشقين خلال انهيار دول الاتحاد السوفياتي السابق. وفي عام 1979 استخدم المنظمون في ثورة إيران أشرطة الكاسيت المهربة من أجل نشر خطابات مثيرة للحماس لزعماء المعارضة. لكن تويتر والفيسبوك كانت أقوى من كل تلك الأدوات. فقد أدى تويتر والفيسبوك إلى زيادة قوة المعارضة من ابتداء من تونس إلى مصر، وقد تنتقل رياح التغيير إلى مناطق أخرى من العالم العربي. وقال محمد بن عيسى آل خليفة رئيس مجلس النمو الاقتصادي في البحرين إن خطوات الإصلاح ستتسارع وإن الدول سوف تتكيف مع الحقائق الجديدة إذ إن منع الحكومات للناس من استخدام أشياء معينة لم يعد هو الحل. وقال جون بالفري مدير مركز بيركمان لشؤون الإنترنت والمجتمع في جامعة هارفرد إن التكنولوجيا أصبحت أداة مساعدة للثورات. ويقول الكاتب كلي شيركي -وهو صاحب كتاب يحلل أهمية أدوات التواصل الاجتماعي- إننا نرى حاليا قوة هذه الأدوات في مساعدة الأشخاص في التعبير عن آرائهم والجماعات في التجمع، وهو ما يعطي الثورات شخصية جديدة. وقد ساعدت رؤية المعلومات القادمة من مصر عن طريق الإنترنت على تنظيم مظاهرات في لندن وعلى سفر البعض إلى ميدان التحرير بالقاهرة والبدء في إرسال المعلومات إلى آخرين في لندن. ولم يكن نظام الرئيس مبارك في غفلة عن قوة أدوات التكنولوجيا الجديد بدليل أنه قام بمنع الإنترنت خمسة أيام لكن الخطوة جاءت متأخرة. فقد كانت قوة أدوات التواصل الاجتماعي في جمع المتظاهرين قد انطلقت وإرهاصات الثورة قد بدأت.