كلما يحين موعد أعلان نتيجة إمتحان الشهادة السودانية يطرأ على ذهنى سؤال أين ذهب أوائل الشهادة السودانية من الجنسين ؟ ويلح على السؤال أكثر بخصوص الطالبات المتفوقات , والسؤال له مايبرره لأن الحياة السياسية والاقتصادية فى السودان باتت لاتفسح المجال للمتفوقين ليظهروا قدراتهم ويقودوا الحياة , أصبح التفوق الاكاديمى يبعث على الفرح وعلى الزهو الفردى والاسرى لكنه فى كثير من الاحيان لايقود لتحقيق الأحلام , كم من متفوق /متفوقة اصطدموا بواقع متحيز ضد النجاح وكم منهم سرق الفقرأو الحرب أو تسلط الاسرة أحلامهم فى إختيار نوع الدراسة أو التخصص؟ وكم منهم تسنى لهم تحقيق أحلامهم ؟ وكم منهم وجد الابواب مفتوحة لإضافة الجديد وتقديم المفيد لذواتهم واسرهم وبلدهم ؟ هل التفوق الاكاديمى دليل على القدرة الذهنية الفائقة وهل المناهج الحالية والمدرسة بعالمها المحدود هى المقياس على النجاح أو الفشل ؟ هل نتيح للشباب ان يطرقوا الابواب التى تفتح لهم مسارات مختلفة للتفوق وتنمية القدرات ؟ تأتى هذه الاسئلة أيضا متزامنة مع اليوم العالمى للسكان الذى تم تخصيصه هذا العام للشباب , فقد أوصى الامين العام للامم المتحدة السيد بانكى مون بالإستثمار فى الشباب فهم فى عمر الفرص المتعددة والخيارات الوافرة والطرق المتنوعة ماذا أعددنا لهم ليتسنى لهم الاختيار بحرية لتحديد شكل الحياة ونوع العمل الذى يرغبون فى القيام به ؟ ومع ذلك فأن الشباب يصنع حياته بإرادته وميزة الحياة فى فترة الشباب هو القدرة على التمرد وصنع الحياة المختارة . أتمنى من كل قلبى النجاح فى الحياة لكل المثابرين من الجنسين خاصة الطالبات لعلمى ان الطريق أمام أغلبهن صعب فى مجتمع لايشجع المبادرات الفردية للنساء ويضع الزواج فى قمة خيارات البنات ويضع العراقيل أمام الطموح المفارق لروح وذهنية القطيع , لنستثمر فى الشباب بفتح الأبواب لإختبار الإرادة لتحقيق أحلامهم . الميدان