هموم المغتربين كثيرة وأصواتهم دائماً في ارتفاع مهما كانت مجهودات جهاز شؤون العاملين بالخارج، فما هي العقبات في طريق تنفيذ التوصيات التي تخرج بها مؤتمراتهم السنوية، وما هي خطة هذا الجهاز لمزيد من إجراءات تبسيط الإجراءات، كل هذا وغيره من أسئلة كثيرة واجهت بها آخر لحظة السفير حاج ماجد سوار - أمين عام جهاز العاملين بالخارج وكانت دهشتنا عندما وجدنا الأستاذ حاج ماجد وبالرغم من أنه يشغل هذا المنصب حديثاً، أنه تحدث في كل الاتجاهات حديث العارف والملم بأدق الأسرار، فرسم مستقبل الجهاز وأعماله بمهارة عاملاً على كسر كل الحواجز لإضاءة أنوار المستقبل للعاملين بالخارج، فغلبت على حديثه البشريات والآفاق الجديدة التي تبشر بواقع جديد وصفحة جديدة تفتحها الدولة مع شريحة مهمة للسودانيين بالخارج، وفيما يلي تفاصيل أول حديث صحفي شامل مع السفير سوار. مؤتمر المغتربين إشارات وبشريات سيادة السفير .. انتهت أعمال مؤتمر المغتربين قبل اسبوعين فماذا بشأن التوصيات والمخرجات التي أفضى اليها المؤتمر، وما هي أهم البشريات؟. - يرد سيادته قائلاً انتهى المؤتمر بعد أن حقق الكثير من النجاحات والاشراقات التي تحسب للمغتربين وجهاز شؤون العاملين بالخارج، وذلك بعد مناقشات ومداولات هادفة ومثمرة، ومن جانبنا فقد وضعنا تلك المخرجات في إطارها واتجاهها الصحيح وقمنا بتصنيفها الى ثلاثة محاور ومواضيع رئيسية، وأولها وأهمها تلك القرارات التي أصدرها السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية، والتي وضعناها في مصفوفة خاصة وخاطبنا بها مجلس الوزراء رسمياً لتصدر في شكل قرارات، وكان النائب الأول قد وعدنا بعمل آلية خاصة لمتابعة القرارات التي أصدرها فعلاً. ثانياً: لدينا القرارات التي خرجت بها مجموعة العمل المحلية في مجال الهجرة والاقتصاد، بالاضافة لمحاور التعليم والإعلام والهجرة، ودور المغتربين في تغيير صورة السودان وتحسينها بالخارج، فوضعنا أوراق العمل في هذه الجوانب في مصفوفة مع تحديد المدى الزمني لوضعها حيز التنفيذ، وتحويلها لواقع يعيشه ويعايشه الناس، وعليه قمنا بتشكيل آلية مصغرة على مستوى جهاز المغتربين لمتابعة سير تنفيذ المقترحات وفقاً لجدولة زمنية محددة.. والى ذلك حددنا محوراً ثالثاً نعتبره من الأهمية بمكان، يتمثل في إعادة بناء الثقة المفقودة بين الدولة وأجهزتها ومؤسساتها المختلفة والمغتربين.. وأعتقد جازماً بأن هذا من المخرجات المهمة ولا بد من وقفة أثمن من خلالها ما خرجنا به من توصيات، لأننا نشعر بأن العلاقة بين الطرفين يشوبها شيء من عدم الثقة وعدم الرضاء، وإن كنا نشعر بأن الرضاء بدأ يعود بقدر وبدرجة مقدرة، ونحن نعمل لدعم هذا الاتجاه ومد جسور الثقة وتمتينها بين الطرفين تحقيقاً ووصولاً للأهداف المشتركة من خلال تنفيذها للتوصيات، والعمل على مزيد من الخطوات الإيجابية التي تصب في اتجاه تبسيط الاجراءات لتسهيل مهمة المغتربين. في خدمة المغتربين سألنا سعادة السفير عن حجم التجاوب والتعاون مع الجهات التي شاركت في المؤتمر؟. ليرد قائلاً: نعم هناك تعاون كبير وغير محدود بيننا كجهاز لشؤون المغتربين وثماني وعشرين جهة شاركت في المعرض المصاحب لفعاليات المؤتمر، وفي مقدمتها شركة شيكان للتأمين وإعادة التأمين التي وقعنا معها على مذكرة إطارية تحولت الى وثيقة عمل، ونفس الشيء مع بقية الجهات من شركات عاملة في القطاع الخاص للولايات، وفي هذا الإطار قمنا بالفعل بزيارة لولاية الجزيرة ووقعنا مع حكومتها مذكرة اطارية من أجل تهيئة أجواء خاصة لاستثمار المغتربين بالولاية، وعقدنا شراكة استراتيجية مع الإعلام بوسائله المختلفة بغرض ايصال الرسالة للمغتربين فيما يخص الوطن وهمومه وقضاياه في كافة المجالات، بجانب نقل هموم المغتربين على أن يتم تبصير الجهات بأوجه الخلل والقصور عبر النقد الهادف البناء والمتابعة الدقيقة في الأجهزة الإعلامية المختلفة لهذه التوصيات والمخرجات، التي انتهى اليها مؤتمر المغتربين. قرارات تحرجنا! قلت لسيادة الوزير لقد قرأت تصريحاً لك قبل فترة عبرت فيه عن عدم رضائك لصدور بعض القرارات بشأن المغتربين لم يتم استشارتكم فيها، وأنها أحرجتكم مع المغتربين فماذا هناك؟. يرد: للأسف الشديد والعميق هذا صحيح مائة بالمائة، فهناك بعض القرارات والسياسات التي اتخذت ولم يتم استشارة جهاز المغتربين فيها وفي مقدمتها إعادة فرض الضرائب على الشريحة الضعيفة، وكان هذا القرار عبارة عن اجتهاد من وزارة المالية والاقتصاد الوطني واتضح في وقت لاحق بحسب دراسة تم اجراؤها لهذا الغرض إن هذه الضرائب تمثل 2% فقط، وهي بكل الوضوح لا تعني غير «شيل حس» للحكومة ولا تضيف شيئاً ذا قيمة لمواردها ودخلها العام.. أما الأمر الثاني الذي لم تتم استشارتنا فيه فهو القرار الذي اتخذته وزارة التعليم العالي بتنظيم نظام «الكوتة» لأبناء المغتربين بالخارج، بل أن الوزارة أصدرت هذا القرار وقامت بتمريره، وهناك بعض الرسوم التي تفرض في ميناء سواكن على أصحاب العربات الذين يحضرونها للسودان بنظام «الافراج المؤقت»، وهذه القرارات من شأنها التأثير سلباً على علاقتهم بالدولة ونحن بوصفنا كنقابة مسؤولة عن شؤون المغتربين ندافع عن حقوقهم أينما وجدت، وقد ظل هؤلاء يحملون هموم السودان لسنوات طويلة كما أن الجهاز يجب أن يكون حارساً من حراس السودان. مطالب وأمنيات متكررة.. قلت للأستاذ سوار هناك أمنيات وأحلام بل وقرارات مكررة في كل المؤتمرات ماذا عنها ومقدار الأمل في الإستجابة لها؟ يرد سوار: هذا صحيح فالحديث والمطالبة بتسمية وزارة للمغتربين ليس بالأمر الجديد، بل هو حديث قديم متجدد ولا يمكن اعتباره من توصيات مؤتمر المغتربين الأخير، والملاحظ أن هناك ثلاثة مطالب تكررت هذه المرة وهي بنك المغتربين، وجامعة المغتربين، ووزارة لهم، ومن حق المغتربين المطالبة بوزارة تهتم بشؤونهم وقضاياهم، وأكثر من ذلك من حقهم التمثيل في البرلمان «المجلس الوطني»، وحينما يطالبوا بهذه المطالب فإنهم لم يأتوا ببدعة، وذلك عطفاً على إنشاء العديد من الدول لوزارة تعنى بشؤون المغتربين وقضاياهم وهمومهم. - حقائق وأسرار عن السودانيين في ليبيا سألنا الرجل الذي يحمل هموم المغتربين وقد كان سفيراً للسودان في ليبيا عن أحوال السودانيين هناك، وكيف تبدو حالتهم بعد ورود اعداد كبيرة منهم للبلاد، فهل حدث ما يعزز المطالبة بترحيلهم أو تدخل الدولة لاجلائهم؟. يرد سيادته ويكشف العديد من الحقائق والأسرار الخاصة ليقول: من المؤسف بالنسبة لنا في السودان أن الجماهيرية الليبية لم تستقر حتى الآن بعد ثورة «17» فبراير التي اطاحت بالرئيس معمر القذافي، وللحقيقة فإن الشعب الليبي بطبيعة الحال طيب ومضياف وتواق دائماً الى الحرية والاستقرار والأمن وهذا ما نتمناه لتعود ليبيا دولة رائدة وقائدة في المنطقة العربية، فمن المعلوم أن الوجود السوداني في ليبيا الشقيقة قديم جداً، وربما يرجع الى العام 1962م ممثلة في بعض المواطنين، وزاد: ذلك الارتباط أكدته أكثر بمرور الايام وتقادم السنين ليصبح ارتباطاً أقوى يصل في مداه الى درجة حصول بعض السودانيين حق المواطنة والمصاهرة، ومضي سوار بالقول من المهم جداً أن يفهم الناس ارتباط السودانيين بليبيا وتمسكهم بها، حتى والدولة في أحلك وأصعب الظروف.. والجدير بالذكر هنا أن «55» ألف من السودانيين لم يغادروا الأراضي الليبية، وذلك من أصل «150» ألف هؤلاء تمسكوا بالبقاء بالرغم من شدة الاشتباكات والمواجهات داخل الأراضي الليبية، ولم ترتفع أصواتهم من أجل إجلائهم الى بلادهم بل ظلوا صامتين صابرين متمسكين بوجودهم هناك ولقد كنت شخصياً بوصفي أميناً عاماً لجهاز المغتربين العاملين بالخارج، وسفيراً سابقاً للسودان لدى ليبيا على إتصال مستمر لمعرفة أحوال رعايانا وبلا شك فإن قرار الإجلاء ليس مسؤولية الجهاز وإنما قرار اتخذته جهات أخرى مثل رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، وهناك عدة دول لم تتخذ قراراً بإجلاء رعاياها من ليبيا ولم نسمع بدولة افريقية تحديداً إتخذت هذه الخطوة. سجناء سودانيون في الخارج! قلت لأمين عام جهاز المغتربين هناك قضية ظلت صداعاً في الرأس متمثلة في تواجد العديد من السودانيين في السجون بالخارج الى الحد الذي استحوذت هذه القضية اهتمام رئيس المجلس الوطني فماذا جرى وأين يتواجد هؤلاء في الخارج؟ يرد سوار قائلاً: لدينا إدارة خاصة بالعودة وقضايا العمل وهناك آلية أكبر تضم وزارة العدل ووزارة الخارجية، وجهاز شؤون العاملين بالخارج واتحاد المحامين وهي آلية معنية بمتابعة أوضاع السودانيين المخالفين لأي قوانين وبدورنا طلبنا من السفارات بالخارج أن تمدنا بتقارير مفصلة عن أوضاع منسوبينا ورعايانا بالخارج، وقد عقدت الآلية اجتماعاً في هذا الخصوص وناقشت تلك التقارير ووضعنا الخطة المناسبة للتعامل مع هذه القضية وأكثر المخالفات للسودانيين توجد بالسعودية، ومعظمها مخالفات خاصة بالهجرة، ومخالفة قوانين العمل، وهناك بعض المخالفات الجنائية، وسبق أن التقينا برئيس المجلس الوطني قبل وبعد المؤتمر ودار نقاش حول أوضاع السودانيين بالخارج، ووعد بدراسة الأمر، وللحقيقة فإن تحركات رئيس المجلس الوطني في هذا الإتجاه تجد منا التقدير والاحترام ومن شأنها المساهمة في الحل لتلك المخالفات والمشكلات. -اهتمام بجاليات افريقيا واوربا قلت لسوار هل بالإمكان عقد مؤتمر للغتربين خارج البلاد وهل بنيتكم ذلك؟ رد قائلاً: ليس هناك ما يمنع ويمكن أن يأتي اليوم الذي نعقد فيه المؤتمر في واحدة من دول وجود السودانيين، وتأكيداً لذلك لدينا منشطان مهمان في عام 2015م يستهدفان الوجود في القارة الأفريقية، حيث توجد كوادر نوعية في عدد من هذه الدول، وهناك ملتقى ثانٍ خاص بالسودانيين في البلاد الأوربية والولايات المتحدةالأمريكية، بغرض ربطهم بالوطن وقضاياه الراهنة في المجالات كافة. - لا تسييس للجاليات ما هي طبيعة علاقتكم بالجاليات وما صحة ما يتردد بتسييس لجان أنديتها الاجتماعية؟ نود التأكيد على أن الجاليات السودانية بالخارج كلها بخير وهي بعيدة عن عملية التسييس، ومن ناحيتنا نعتبر الروابط الرياضية من الكيانات المهمة جداً والمؤثرة في مسيرة الرياضة، وإبان فترة عملي كسفير في ليبيا وجدت اتحادات قوية سودانية تقود نشاطاً دافقاً، ومن خلال اقترابي منهم شعرت بأنه يمكن للسودانيين في الخارج أن يساهموا بشكل كبير في النهضة الرياضية بالبلاد، فيوجد في هذه التكوينات لاعبون يمكن أن يمثلوا إضافات نوعية لأندية القمة والممتاز، وسبق أن أصاب أبناء المغتربين نجاحات كبيرة بالقمة وأندية الممتاز، وبمزيد من البحث ستجد الأندية هناك العديد من المواهب التي ستكون رافداً وداعماً لصفوفها. اخر لحظة