تغيير كبير حدث في البيت خلاف الدور الذي كان يقوم به، اصبحت له مهام جديدة فمعظم الأسر تجدها عملت على اقامة مشاريع في بيوتها بصرف النظر عن طبيعة المشروع المقام المهم ان يكون هناك مشروع ما. ما هي تلك الظروف التي دفعت الاسر لفعل ذلك؟ وما طبيعة تلك الظروف وهو ما نجد اجاباته في هذا الاستطلاع وهل ينطوي الامر على تبعات؟ وما هو موقفنا من النصيحة الغالية والمتوارثة «اوصيكم على البيت الكبير اسعوا». قال الكاتب الصحفي يوسف فششوية:- ان ظاهرة تحويل المنازل الى متاجر اصبحت واضحة جداً وسببها يعود للظروف الاقتصادية الحرجة، اضافة لانتشار البطالة وسط الشباب، هذا الأمر أدى الى قيام تلك المشاريع المنزلية، ولا أجد نفسي مبالغاً ان قلت إن هناك بعض الأحياء السكنية أصبحت مثل الاسواق، فعندما تتحول البيوت الى اسواق فهذا يعني انها سوف تتعرض لحراك من مختلف فئات المجتمع وهذا قد يجعلها عرضة للانتهاك فمهما كانت وضعية هذه البيوت الا ان تحويل جزء منها ليصبح مكاناً عاماً لا شك انه يؤثر بشكل او بآخر في استقرار البيت، فمثلاً في أوقات النهار تخلو المنازل من الرجال مما يسهل امكانية انتهاك حرمته، خاصة ان الذي يرتاد المكان يعلم جيداً حركة الداخل والخارج، فنصيحتي للاسرة التي لديها متاجر في منازلها ان لا تحصر تفكيرها في الجانب المادي فقط، وايضاً يجب عليها ان تكون يقظة حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه. وفي السياق ذاته ذكر صلاح محمد ابراهيم:- ان ظاهرة المشاريع المنزلية أخذت في الازدياد و يرجع ذلك للضغوط الاقتصادية التي اصبحت على مستوى العالم، وانعكست تبعات ذلك الوضع الاقتصادي المتأزم على استقرار الأسرة، فهناك الكثير من الاسر تفتقد الى أبسط مقومات الحياة ونجدها قد عجزت عن تحقيق متطلباتها الأمر الذي دفعها لانشاء مشروعات تساعدها على تحقيق العيش الكريم ومن المحتمل ان تتعرض تلك البيوت الى انتهاك حرماتها وربما ان هنالك بعض المشاكل وصلت الى محكمة الأحوال الشخصية. ومن وجهة نظري أقول لا بد من وضع خطة محكمة من قبل القائمين على الأمر لمعاجة مثل هذه التبعات الجسيمة. وقالت ملاذ الطيب تاي الله: «طالبة بجامعة الرباط» في تقديري ان اقامة مشروع في حرم المنزل تعد فكرة ممتازة لانها تساعد في تخفيف اعباء المعيشة، خاصة ان الظروف اصبحت صعبة جداً، ولذلك لابد من ان يتكاتف جميع افراد الاسرة حتى يتمكنوا من ان يحققوا لانفسهم حياة كريمة تليق بهم. واتفقت معها في الرأي زميلتها سلمى حامدوك أحمد: حيث قالت في الغالب نجد أن من يقوم بتأسيس هذه المشروعات هن السيدات فتجد ربة المنزل تعمل على اقامة مشروع دواجن او مركز اتصالات او اي مشروع آخر يمكنها من خلاله المساهمة في تحقيق قدر معقول من الامان الاقتصادي للاسرة الكريمة وارى انه من المهم ان تشجع ربات البيوت على اقامة مثل هذه المشروعات الصغيرة ذات العائد السريع، وعلاوة على العائد المادي فان المرأة يمكنها من خلال ادارتها لعملها ان تملأ فراغها وقطعاً ان ذلك يجعلها تشعر بذاتيتها ووجودها. وذكر الاستاذ عصام احمد منصور «رئيس القسم الرياضي باذاعة القوات المسلحة» في ظل الواقع والظروف الصعبة اتجهت كثير من الاسر لاقامة مشروعات صغيرة تساعدها على الايفاء بمتطلبات الحياة المتلاحقة، وهذا ادى بدوره الى تضييق مساحة المنزل مما يعني ان لا مكان فيه لضيف او لزائر ينوي الاقامة ولو لمدة قصيرة، وقد انعكس ذلك بشكل سلبي على درجة التواصل بين الاقارب والمعارف، مما يتسبب في حدوث قطيعة اجتماعية، عليه ارى ان الامر لا يخلو من دلالات خطيرة يتوجب الوقوف عندها مليئاً، ومن ثم العمل على معالجتها بالطرق الملائمة. الدكتور خضر خواض «باحث اجتماعي» يقول: قامت مشروعات الاسر المنتجة للحد من اشكالات الفقر وتحسين المستوى المادي والمعيشي لبعض الاسر التي تعاني اقتصادياً كما لها بعض الاهداف الاستثمارية.. هنالك الكثير من الايجابيات لهذه المشروعات أهمها تحسين أوضاع وأحوال أسر كثيرة اقتصادياً وخلق فرص عمل لبعض العاطلين والمساهمة في استثمار المشروعات وافكار بعض اصحاب الدخل المحدود حيث قامت بعض مؤسسات التمويل الأصغر في مساعدتهم بتنفيذ ذلك. على الصعيد الاجتماعي نجد ان أغلب هذه المشروعات داخل المنازل وما جاورها وهذا يؤدي الى انتهاك حرمات المنازل في بعض الاحيان من قبل العاملين والعملاء والمترددين على مواقع هذه المشروعات مما يؤثر سلباً على النواحي الاجتماعية للاسرة. كما ينتج عن ذلك بعض المضايقات من خلال الازعاج الدائم وتعالي الاصوات وما يصدر من كلمات وتعليقات ربما تسيئ للذوق العام مما يؤدي الى حدوث الكثير من الاشكالات الاجتماعية والاسرية. الرأي العام