كثيرة هي الوعود الانتخابية التي يطلقها السياسيين في العادة قبل بداية السباق الإنتخابي، وللدرجة التي تساهم بشكل كبير في تحديد وجهة الناخب أثناء مرحلة الدعاية الإنتخابية. وتلك الوعود في الغالب تكون مرتبطة بنوعية القضايا الخدمية التي تشغل المواطن، ولأن رهان كل المرشحين يقوم في الأساس على محاولات لتلمس القضايا التي يعاني منها المواطن،إلا أن بعد الفراغ من عمليات الإقتراع وظهور فوز المرشح، يظهر في العادة غياب ملحوظ للنائب البرلماني ويبدو في نظر المواطنيين وكأنه تسلق على أكتاف قضاياهم وصولاً للسلطة. ولهذا كثيراً ما نلاحظ أن البرنامج الإنتخابي لغالبية المرشحين ظل عبارة عن أوراق و(ملصقات) معلقة على جدران الأحياء، بينما ظلت القضايا والمطالب تنتظر مرشح آخر وبرنامج إنتخابي آخر!!. لكن زاكرة الناخب قوية وحاضرة وهذا ما التمسناه خلال جولة استطلاعية لل(الجريدة) هدفنا فيها الاول كان عكس آراء المواطنين حول خدمات النظافة والصحة في احياء الخرطومجنوب لنجد أنفسنا امام آراء كبيرة حول ما يدور في الساحة السياسية وربطها بالخدمات والوعود الانتخابية لنخرج باستطلاعات وآراء في غاية الأهمية يمكن ان تكون Data) ) معلوماتية وخطط هادفة للمرشحين للانتخابات القادمة فالعام 2015 اصبح علي الأبواب وانتخابات هذا العام من اهم الأحداث التي يركز عليها حزب الموتمر الوطني الحاكم وتعترض المعارضة علي قيامها سؤال (الجريدة) للمواطن كان يدور حول: ماهو رأيك في مرشح دائرتك الذي منحته صوتك في الانتخابات الماضية؟ وهل انت راضي عنه كنائب عنك ومتحدث باسمك ويطالب بحقك ويشرع القوانين التي تنظم حياتك ؟ الفئة الأولي من الاستطلاعات كانت للمواطنين في مناطق جنوبالخرطوم (السلمة والأزهري) علي ان تواصل الجريدة استطلاعاتها في مقبل الأيام في مناطق اخري . غلطة لن تتكرر : بهذه العبارات بداء معنا العم بريمة عبد الله من مواطني مدينة الأزهري ، فعم بريمة رجل خمسيني عاصر اغلب الأنظمة السياسية التي مرت علي تاريخ السودان الحديث لكنه قال انه لم يري مثلما يراه الان من تدني في الأخلاق والسلوك والتلاعب باسم الدين وقال انه ارتكب غلطة لن يكررها في حقه بمشاركته في انتخابات 2010 ومنح صوته لمرشح دائرته بالمجلس الوطني والمجلس التشريعي بجانب منح صوته لمرشح حزب الموتمر الوطني الذي وعدهم وعود قال انها وعود السراب بل وضاقت الارض بهم من شدة ما يعانون بحسب وصفه وعن مشاركته في انتخابات 2015 قال ماذا فعلوا لنا في الانتخابات السابقة لنشارك في الانتخابات القادمة وأكد انه لن يشارك وسيكون متفرج فقط واشتكى بريمة من سوء خدمات النظافة بالأحياء ورداءه طعم مياه الشرب وعدم توفر المواصلات واستغلال اصحاب المركبات العامة لهم بدفع أموال إضافية نساء المرشحين في حلبة الانتخابات: الحاجة مريم ضيف الله من مواطني السلمة قالت ان احدي زوجات مرشح الموتمر الوطني والفائز بمقعد المجلس التشريعي سجلت زيارات لكل بيوت السلمة قبيل الانتخابات الماضية ودعتهم بلطف لرد الزيارة ومد جسور التواصل بينها وبين نساء الحي ففرحوا بأنها أصبحت جزء منهم وكانت تزورهم خلال عام كامل وتشاركهم أفراحهم وأتراحهم لكنهم فوجؤوا بعب انها أصبحت لا تبالي لأمرهم بعد فوز زوجها بل أصبحت تتهرب منهم ،وقالت علمنا بعدها انها كانت تمارس علينا خديعة كبيرة واكتشفناها وزادت بالقول هاهي الانتخابات قادمة وسنرد لها تعاملها. أنانية: المواطنة أنعام ابراهيم الطيب قالت ان مرشحي الحزب الحاكم الفائزين في الانتخابات الماضية خاصة في منطقتها السلمة يمارسون الأنانية بشكل قبيح وعلني علي حد وصفها وزكرت حادثة قالت انها كانت كافية لتصرف النظر عن مرشحي حزب الموتمر الوطني علي وجه الخصوص وهي حادثة الأمطار التي ضربت ولاية الخرطوم في الخريف الماضي وأحدثت ركبة في كثير من الأحياء والسلمة واحدة من تلك الأحياء المتأثرة بالأمطار قالت ان ممثلهم في المجلس الوطني لم يكلف نفسه ان يعاني مثلهم بل جاء بتراب خرسانة وردم به شارع منزله وصولاً إلى شارع الزلط لتخرج سيارته من منزله نضيفه واكتفي بالنظر لهم هم وأطفال هم يخوضون مياه الأمطار لقضاء حوائجهم ولم يكلف نفسه بمواساة هم فقط واعتبرت ان هذا السلوك كفيل بان يكون دافعا لهم بمقاطعة الانتخابات بغض الطرف عن سوء المواصلات وانعدام سيارات النظافة وانتشار الباعوض والذباب وغيرها من خدمات لن يأتوا مرة اخري : مجموعة من الشباب كانت تقف ونحن نتحاور مع المستطلعين سمعتهم يتحدثون بصورة غير منظمة بلهجة تساؤلية قائلين من سيسمح لهم بالترشيح مرة اخري ومن سيعطيهم صوته وركزو علي كشف عدد من النقاط السلبية التي أدرجت في ملفات نواب احياء هم في المجالس التشريعية ابرزها ان نوابهم لم يوفوا باي وعد قطعوه لهم قبيل الانتخابات واعتبروا ان برامجهم الانتخابية التي أعلنوا عنها كانت مجرد وعود واهية، وأن النواب الذين سبق وأن فازوا في الانتخابات السابقة الآن هم يتخلفون حتى عن مواساة الناس في أحزانهم و لا يحرصون حتى على المشاركة في العزاء. خازوق المواصلات : الطالبة الهام حسين قالت يبدوا ان من ناب عنا في المجلس التشريعي ليعلم بخازوق المواصلات الذي نعيش مسلسله بصورة يومية بعد ان أصبحنا ندفع حق (المشوار) مضاعف وزادت أدعوه لركوب المواصلات العامة أسوة بالمسؤولين الأجانب (الأمريكان) الذين يلتمسون مراجع الناس في المواصلات ويعيشون حياتهم وزادت بقولها لي (عليك الله مات وجعي قلبي زيادة بلا سياسة بلا لمة) خروج بهذا الاستطلاع البسيط استطعنا ان نقيس آراء كثير من المواطنين حول مرشحيهم بعد ان اجمع جلهم علي عدم تجديد الثقة لهم مرة اخري وبدورنا عكسنا ماسمعناه من مواطني الخرطومجنوب علي ان نواصل في بقية المناطق ونعكس ما بداخلهم عن مرشحيهم، أملاً في أن نرى انتخابات تقوم على مصداقية الإيفاء بالوعود والالتزام بالبرامج الانتخابية، وحتى تغدو مشاركة المواطنيين في الانتخابات هي العنوان الأبرز لنجاح أي عملية انتخابية. الجريدة