الرئيس السوداني يطلق رصاصة الرحمة علي الشعب السوداني بالترشح تارة أخري رغم أنف الشعب السوداني الرافض له لمنصب رئيس حزبه الحاكم والمرشح الوحيد لإنتخابات الرئاسة في أبريل 2015م وكان البشير قد صرح لجريدة الشرق القطرية في العام الماضي (بتاريخ 20/3/2013م) إنه (لن يترشح لرئاسة الجمهورية مرة أخري وإنه سيفسح المجال للشباب وإنه ...و..) ولم يفت علي العالمين ببواطن الأمور ومن خبر الرجل أنه يناور ويراوغ لشراء الوقت كما أن الفرحين بذلك القرار وحتي الصحفي الذي ضيع زمنه في تلك المقابلة لم يدرك حينها أن البشير كان يمارس هوايته في الكذب وقد ظل يكذب علي شعبه وعلي العالم أكثرمن خمسة وعشرين عاماً دون أن يرف جفنه او يفسح مجالاً ضيقاً للصدق في اقواله وأفعاله حتي يكتب عند الله صديقاً . وفي خطابه الذي ألقاه علي مسامع المعذبين بحكمه بمناسبة إنعقاد المؤتمر العام للحزب الحاكم في دورة إنعقاده الرابعه (23/10/2014م) مارس البشير هوايته في الكذب علي أعضاء حزبه والقلة القليلة من ضيوفه وهم يعلموا أنه من الكاذبين عندما تحدث عن العلاقات الخارجية الطيبة وحجم الإستثمارات الذي بلغ (ثلاثين مليار دولار) في مجال الفنادق والإتصالات ويعلم الإقتصاديون علم اليقين أن إقتصاد البلاد يعاني من الإنهيار الكامل في بنيته الأساسية وقدرته علي تحقيق عائد من الصادرات وأن دولة البشير لا نعت لها غير أنها دولة تتسول الإعانات لتقيم أود إقتصادها المتهالك وساعدت سياسة الدولة التي كرست للجهوية والتعصب القبلي والجهوي (اقر بذلك البشير في نفس الخطاب ) إلي إشتعال الحروب في مناطق إنتاج الثروات الحيوانية في كل من ولايتي دارفور وكردفان .ولم يستحي البشير من الإستشهاد بزيارته لمصر والسعودية وهو يعلم أنها زيارات حملت فشلاً ذريعاً في أحشائها وكانت بغرض السفر وإيهام السطاء من غمار الناس أن العلاقات الخارجية في أحسن حالاتها . إذاً لماذا أقام البشير الحجة علي نفسه وأثبت أنه كاذب (يلحس) أقواله ؟؟ والواقع يبرهن أن المذكور ليس له في الأمر شيء فهو طبع لا يملك تغييره فالبشير يدرك خطورة وضعه خارج السلطة والمجتمع الدولي يتربص به الدوائر لتنفيذ أمر القبض الصادر في مواجهته منذ العام 2009م وإزدياد فرص الغدر به وتقديمه ككبش فداء من قبل الجناح المناويء له في حزبه لمحكمة الجنايات الدولية سيما وقد رسخ في اذهانهم أن التضحية بالبشير هو تذكرة رابحة لضمان إستمرارهم في الحكم ونيل القبول من المجتمع الدولي بعد رفض ذلك المجتمع بقاء البشير رئيساً لدولة مسلمة يمارس القتل والتعذيب ضد شعبه .وفي محاولة لمعايرة هذا التفسير بمقياس الأخلاق والشهامة فإن البشير الذي وضع سلامته الشخصية في كفة ومعاناة الشعب في كفة أخري لم يتردد في ترجيح كفة سلامته الشخصية وتقديمها علي المصلحة العليا للبلاد حتي ولو ذهبت البلاد إلي الجحيم . وبينما تمضي السنوات وتكر الأيام سبحتها يبدو أن الشعب موعود بخمس سنوات أخري من الفساد والحروب والتشريد في مشارق الأرض ومغاربها وينتظره القتل وهتك الأعراض وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح وإنتشار المليشيات المسلحة في شوارع المدن وبين أزقتها ولن يكون للشعب غير أن يستشهد عزاءاً لنفسه بالمثل العربي (إنج سعد فقد هلك سعيد) ويتضح أمام الناظرين أنه لا فكاك لهم من حكم الطاغية إلا الموت ليفرق بينهم وحلم برحمة من الله لا ينقطع عنها الأمل . ومن ثم فإن الأصوات التي تشمت في البشير وإهداره للكرامة الوطنية إبان زيارته للسعودية أو القاهرة (18/10/2014م) وإبتزال الماساة التي ألمت بنا والكارثة التي إجتاحت بلادنا منذ تاريخ 30/6/1989م وإختزالها في علمٍ للبلاد أو خريطة لمثلث حلايب المخذلة للشعب والأصوات التي تستهدف إغتيال آمال الشعب وإرادته الحرة والتي تنادي بضرورة ترشح البشير في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا حتي لا تتحول البلاد إلي يمنٍ أخري أو عراقٍ أو ليبيا أخري نقول لهم أن الذي يشكك في تحول بلادنا إلي دولة مفككة مهترئة النسيج معدومة الأمن والأمان في اسراب مجتمعاتنا وتفرقها إلي ايدي سبأ أنه لم يتسني له زيارة جنوب كردفان أو ولايات دارفور أو جنوب النيل الأزرق ليشاهد بأم عينيه حجم الماساة الأمنية والإجتماعية والإنسانية التي إجتاحت بلادنا وعدد القوات الأجنبية والأممية التي تجوس خلال ديارنا لتمنع النظام من إستكمال مسلسل الإبادة العرقية وإغتيال الطفولة في تلك التخوم .. كما أنه لم ير راي العين الملايين من النساء والأطفال الذين يلوذون بالفرار إلي الجبال طلباً للنجاة من براميل النظام المتفجرة . الآن يناور النظام في لحظاته الآخيرة بورقة يسميها زوراً وبهتاناً (سبعة في سبعة) ويأفك في الحديث عن جمعية عمومية للأحزاب المرحبة تقود مع النظام الحوار المجتمعي وهي في غالبيتها حتي لا نظلم أحداً (أحزاب فكة) لا تحمل في دواخلها ذرة من الوطنية وهي تظاهر النظام وتكرس عبر التوالي معه للظلم والفساد خصماً علي مصلحة الوطن وكبريائه وعزته وموت بطيء لأجيالنا القادمة .. بالله عليكم أليس باطن الأرض خير من ظاهرها إذا عاد البشير رئيساً للبلاد حتي العام 2020م ؟؟ وبربكم أليس في هذه الدنيا أو بيننا رجل رشيد ؟؟ عمر موسي عمر - المحامي [email protected]