حسمت السعودية و(الخرطوم) ، بخبرين تصدرا وسائل الإعلام السعودية، ونشرته صحيفة سودانية، مصير كذبة البشير التي حاول ترويجها، بأن السعودية منحت نظامه دعما ماليا سريا، (تحت الطاولة)، مدعيا على لسان بوقه الاستثماري مصطفى اسماعيل أن هذا الدعم وراء (فقاعة الصابون) التي رفعت شكليا قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار, قبل أن يتهاوي مجددا. وكانت كذبة البشارة التي أعلنها البشير وإعلامه الرسمي إبان عودته من زيارة السعودية، التي تمت الشهر الماضي، ارتبطت بترويج شائعة نجاح الزيارة واعتبارها انتصارا للتقارب مع دول الخليج، وتعدي الأمر ذلك، بالترويج بأن السعودية دفعت لهم "تحت الطاولة" أموالا لم يحدد نوعها ولا صفتها ولا مقابلها، اعتبرها السبب المباشر في تعزيز قيمة الجنيه السوداني ورفعه أمام الدولار. لكن السعودية التي بالطبع لم تعتاد على هذا النوع من الرشاوي أو الدعم المبطن، سواء السلمي كما في حالات فلسطين وغزة، أو العسكري كما في حالات دعم الجيش اللبناني، كانت واضحة في شفافية أموالها التي تهبها لأي جهة سواء على صعيد الأشقاء أو حتى الأصدقاء في ظل ما تتبناه من نهج قوي يعتمد على مساعدة الشعوب، وهو إطار لطالما تبنته رسميا وعززته شعبيا بحملات انتصرت فيها الإنسانية السعودية في الكثير من القضايا بتوفير الملايين لنصرة ودعم الكثير من الشعوب، والأنظمة التي تعمل لصالح مواطنيها. وجاء الرد السعودي على (كذبة البشير) بخبر واضح تصدر كافة وسائل الإعلام وأعلنته وكالة الأنباء الرسمية عن دعم سعودي واضح لمصر بقيمة 350 مليون دولار (ما يصل إلى 1.3 مليار ريال)، محددة أوجه صرفها لدعم المصريين ممثلة في ثلاث اتفاقيات تمت بين الصندوق السعودي للتنمية جمهورية مصر العربية، لتمويل كل من مشروعي توسعة محطتي توليد كهرباء الشباب وغرب دمياط بقيمة 100 مليون دولار ، والاتفاقية الثالثة لتمويل توفير مشتقات بترولية لصالح الهيئة المصرية العامة للبترول بقيمة 250 مليون دولار. وكانت السعودية لم تخجل رسميا في وقت سابق في إعلان دعمها لتعزيز الجيش اللبناني، بثلاثة مليارات دولار لتوريد أسلحة وعتاد عسكري فرنسي للجيش اللبناني، وذلك في إطار حرصها على دعم مقدرات الشعوب العربية وأياديها البيضاء لكافة الجهات، بل استضافت في عاصمتها الرياض توقيع الاتفاقيات بين الجانبين، كتأكيد على أن دعمها مباشر وشفاف ولا يعتمد على معايير سرية خاصة للأنظمة أو الحكومات. لكن الأمر لم يتوقف لهذا الحد من جانب واحد، بل فاجأت (الخرطوم) وهي الصحيفة السودانية التي توزع رسميا في السعودية، والتي انتهجت مؤخرا اتجاها واضحا في الترويج لأكاذيب والتطبيل لنظام البشير، فاجأت الجميع بحوار موسع مع اتحاد أصحاب العمل السوداني أعلن خلاله رئيسه علي ابرسي أنه ليس هناك أسبابا حقيقية أدت لانخفاض الدولار، وليست هناك مبالغ تم ضخها، وأن بنك السودان لم يدفع للبنوك نقدا أجنبيا، ولا توجد موارد أجنبية واضحة ظهرت أمامنا لتؤدي لهذا الإنحفاض. وأفردت (الخرطوم) الصحيفة بشكل بارز هذا الأمر، بالرغم من أنها أبرزت بذات النحو قبل أسابيع ما روجه الوزير اسماعيل بوجود دعم سعودي (تحت الطاولة) لنظام البشير. وعزا أبرسي في الحوار مع (الخرطوم) أمر انخفاض الدولار شكليا أمام الجنيه السوداني بتحسن العلاقات السياسية، وليست بدعم مباشر من أي جهة، وقال صراحة أن الدولار تأثر بالزيارة، حتى لو لم تضخ أي موارد أجنبية بسبب ارتباط السياسة وتأثيرها الكبير على الاقتصاد السوداني.