نصح عدد من قادة انتفاضة أبريل بالسودان التي اندلعت في العام 1985.المصريين توخي الحذر حتي لا تخطف ثورتهم التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، وان عليهم ألا يتعجلوا اجراء الانتخابات. وقبل انتفاضة تونس الشهر الماضي والثورة المصرية التي تلتها، كان السودان في عام 1985. آخر دولة عربية تسقط رئيسا مستبدا من خلال احتجاجات شعبية. ونبه الزعماء المدنيون لانتفاضة ابريل، منظمي المظاهرات التي استمرت 18 يوما في مصر الي أن الجزء الاهم من مهمتهم قد بدأ للتو،وقال المحامي امين مكي مدني ،وهو احد قادة الانتفاضة ،ان في مصر امنا قويا وجهازا مدنيا قويا ورجال أعمال وكانوا جميعا موالين للحزب الوطني الديمقراطي،واستطرد قائلا، انه من السهل أن ينخدع المصريون ويعودوا لممارسة عملهم وتساءل كيف سيستطيع المنظمون جمع الناس مجددا بروح اليوم. وقال الجزولي دفع الله ،الذي تولي رئاسة الوزارة في حكومة الانتفاضة،انه كان يجب الاصرار علي فترة انتقالية اطول حتي يتسني ترسيخ الحريات بعد 61 عاما من الاستبداد. وأضاف أنه تبين أن الجيش لا يرغب في مواصلة حكم البلاد،وتابع أنه لم يكن هناك سوي عام واحد للاعداد وأن الاحزاب السياسية لم تكن جاهزة لتولي الحكم في انتخابات 1986. مما أثار غضبا شعبيا وأدي الي انقلاب عسكري علي الحكم بعد ذلك بثلاث سنوات، وينطبق هذا علي مصر اذ تحتاج الاحزاب السياسية الي وقت لإعداد برامج كما يحتاج النشطاء وقتا لتنظيم صفوفهم ايضا. وقال دفع الله انه مادام الشعب محافظا علي وحدته ويتحلي باليقظة مع الاستفادة من الخبرة والتنظيم فإن الجميع سيعلم أنه اذا لم ينفذ ارادة الشعب فإن الانتفاضة مازالت حية. ونصح قادة الانتفاضة، الحركة الجديدة في مصر بالتنظيم وعدم السماح لآخرين بتولي زمام الامور، وهو الامر الذي يقول كثير منهم انهم ندموا عليه عام 1985. وقال وزير العدل السابق عمر عبد العاطي الذي ألقي الخطبة في الاحتجاجات الحاشدة التي أصابت الخرطوم بالشلل عام 1985.ان علي المحتجين أن ينظموا أنفسهم في مجموعة يطلقون عليها اي اسم،وأضاف أنه يجب تكوين جماعة ضغط بحيث تذكر اية حكومة قادمة بأن ميدان التحرير مازال موجودا. لكنه حذرهم من استعداء الجيش لأن في الوقت الحالي لا يوجد بديل له يتحمل عبء الحكم،وقال انه يجب أن يظل المحتجون في الشوارع الي أن يحصلوا علي مطالبهم الاساسية مثل إلغاء قانون الطوارئ ،وتابع أن مشاركتهم في صياغة دستور جديد هي الاولوية الاهم. لكن الجميع نصحوا المحتجين بالتحلي بالصبر لانه لا يمكن التخلص من حكم الحزب الواحد الذي استمر 30 عاما بين عشية وضحاها. وقال مكي مدني ان المصريين انتظروا 30 عاما ويتعين عليهم ألا يدمروا ما بنوه في ستة اشهر فقط بسبب افتقارهم للخبرة، وأضاف ان علي هؤلاء أن يعدوا أنفسهم لإجراء انتخابات في غضون عام أو اثنين.