ساعات ويلملم عام 2014 أطرافه مخلفا وراءه أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية، عام حمل في طياته الكثير من معاناة المواطن بعد الإجراءات التي أجرتها الدولة في مفاصل الاقتصاد ليجد المواطن نفسه مواجها بغول الغلاء الذي تفشي في أسعار السلع الاستراتيجية، عام خططت له جهات اقتصادية بتحقيق مكاسب عديدة على الصعيد الاقتصادي غير أن الرياح أتت بما لم تشته السفن رغم التخطيط، ودونكم معدل التضخم الذي لا يزال متمسكا بالقفز فوق حاجز الثلاثين وسعر صرف عصي على أولي الأمر الإمساك بزمامه وإرجاعه إلى حالة الاستقرار التي ينشدها الجميع.. هنا جرد حساب اقتصادي للعام 2014 للوقوف على الربح والخسارة: يناير.. مفاجآت ترفيهية والناس يحتفلون بقدوم العام الجديد فوجئ مرتادو غابة السنط بفرض رسوم أطلق عليها (رسوم الترفيه) ليواجه المواطن حينها أول ضربة في بداية العام بفرض رسوم جديدة فرضتها الهيئة القومية للغابات وفقا لقانون الإجراءات المالية للعام 2013، بعد ذلك بأيام تفجرت أزمة لوقود الطائرات تدخل البرلمان بها وكشف عن استيراد بواخر محملة بالوقود عبر ميناء بورتسودان، وشهد الشهر المفتاحي للعام تصاعد أسعار صرف النقد الأجنبي وتخطي الدولار حاجز ال (8) جنيهات كما شهد زيارة لوزير النفط الجنوبي للخرطوم، وقبل أن يختتم يناير أيامه كان الحدث الاقتصادي والسياسي الذي تمثل في خطاب رئيس الجمهورية والذي حوى العديد من الموجهات الاقتصادية وفي مقدمتها تأسيس وكالة للتخطيط الاستراتيجي تتبع لوزارة المالية. فبراير.. سودانير على الخط من الأخبار السارة التي حملها شهر فبراير اعتزام تركيا دعم أسطول طيران سودانير بطائرتين جديدتين وفي ذات الوقت شهد الشهر منتديين لمجلس الوزراء تم تخصيصهما لقضية سودانير وتكونت على إثرهما لجنة برئاسة د. نافع علي نافع لدراسة واقع سودانير والدفع بالحلول.. ومن الأحداث البارزة في أيام فبراير الاستقالة التي دفع بها رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للغابات بروفيسور حسن عبد النور من منصبه لرئاسة الجمهورية على خلفية خلافه مع وزير البيئة وتنمية الموارد . مارس.. شهر الأزمات النفطية والدولارية زيادة 25% في أسعار وقود الطائرات كان الحدث الأبرز في شهر مارس بعد أن أقرت وزارة المالية هذه الزيادة ودفعت بها لوزارة النفط لتطبيقها، الأمر الذي انعكس بصورة فورية على أسعار تذاكر الطيران خاصة الطيران الداخلي، مارس أيضا اختلطت أيامه بأزمة ظاهرة في غاز الطبخ بجانب ارتفاع في أسعار الصرف وقفز سعر الدولار في السوق الموازي إلى 8.50 جنيه غير أن أكبر الأزمات التي شهدها الاقتصاد السوداني في شهر مارس كان الإعلان عن إيقاف المصارف السعودية والغربية لتعاملاتها المصرفية مع السودان. أبريل.. منح وودائع كان شهر أبريل أكثر حظا من سابقه بالنسبة للوضع الاقتصادي، فقد شهد الشهر الرابع زيارة الأمير القطري تميم بن حمد ومنحه للسودان وديعة تقدر بمليار دولار كان لها أثرها في خفض أسعار الصرف بمعدلات طفيفة، ومن بشائر الشهر استطاعة السودان رفع تقريره الأول عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لمجموعة العمل المالي للشرق الأوسط وأفريقيا. مايو.. برامج وخطط مؤجلة كان الحدث الأبرز في شهر مايو هو الفعالية التي أقامتها وزارة المعادن لمؤتمر التعدين التقليدي وفي ذات الوقت أعلنت وزارة المعادن عن أن إنتاج الذهب للربع الأول من العام بلغ (18) طنا ولم تمض حرارة مايو دون أن تعلن وزارة المالية اعتزامها إعداد برنامج خماسي بعد انتهاء البرنامج الثلاثي للفترة من 2015- 2019 لإعادة الاستقرار للاقتصاد السوداني. يونيو.. شهر الإنجازات والإخفاقات شهد شهر يونيو ارتفاعا في أسعار بعض السلع كان الأسمنت وزيوت الطعام في مقدمتها، وفي ذات الشهر ارتفعت أسعار صرف الدولار أمام الجنيه السوداني ووصلت إلى حدود 9.40 ومن أبرز الإنجازات الاقتصادية في يونيو ما أبرمته وزارة النفط مع شركة بترودار النفطية من اتفاق يقضي بدفع رسوم تقدر ب19.8 دولار لكل برميل خام يمر من حقلي 3 و7 بجنوب السودان إلى ميناء الصادر، وتقضي الاتفاقية بدفع مبلغ 366 مليون دولار سنويا لحكومة السودان، وفي ختام الشهر أقامت وزارة الاستثمار ملتقى المستثمريين الوطنيين لمناقشة هموم وقضايا المستثمر الوطني، وفتحت المفوضية العامة للخدمة العامة أربعين ألف وظيفة. يوليو يشتعل في كنانة صراع كبير في شركة كنانة ومغادرة العضو المنتدب محمد المرضي لمنصبه كان الحدث الاقتصادي الأبرز في شهر يوليو. أغسطس.. المرور بالمعابر الشهر الثامن شهد حدثا إقليميا له تداعياته يتمثل في افتتاح معبر أشكيت- قسطل بين مصر والسودان بصورة غير رسمية وسبق الافتتاح انعقاد اللجنة التجارية الصناعية السودانية المصرية بالخرطوم بالإضافة إلى إعلان وزارة المالية والاقتصاد الوطني لإعادة هيكلتها والبدء في إنشاء وكالة للتخطيط الاستراتيجي استجابة لموجهات رئاسة الجمهورية في خطاب يناير. سبتمبر.. فعاليات محلية وإقليمية ولشهر سبتمبر حكايته مع الفعاليات الإقليمية والمحلية حيث شهدت أيامه منتدى آفاق الاستثمار في الأمن الغذائي العربي والثروة المعدنية الذي استضافته الخرطوم لمدة يومين ونظمه اتحاد أصحاب العمل السوداني بمشاركة الغرفة العربية للتجارة والصناعة وعدد من الجهات المهتمة بالقضية في محاولة لتذليل الصعاب التي تواجه مشاريع الأمن الغذائي العربي، علاوة على مؤتمر القطاع الاقتصادي لحزب المؤتمر الوطني. أكتوبر.. خلافات الأجور والديون وما إن بدأت أيام أكتوبر حتى تجدد الخلاف بين اتحاد العمال ووزارة المالية بسبب مطالبة الأول بزيادة الحد الأدنى من الأجور وشهد أكتوبر اجتماعات البنك وصندوق النقد الدوليين والتي بذل فيها وفد السودان بقيادة وزير المالية مجهودات لإعفاء السودان من الديون الخارجية وزيادة حصة أفريقيا في التمثيل بصندوق النقد الدولي، وشهدت أسعار الصرف تراجعا واضحا خاصة الدولار الذي تراجع عائدا لحاجز الثماني جنيهات. نوفمبر.. بشريات مؤجلة شهد شهر نوفمبر زيارة رئيس جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت وهو حدث له ارتباطه بالواقع الاقتصادي للبلاد، لارتباط السودان وجنوب السودان بالواقع المشترك في ما يخص النفط والتجارة الحدودية، وفي نوفمبر وافقت الإدارة الأمريكية للسودان على النظر في استيراد إسبيرات الطائرات واستثنائها من الحصار الأمريكي أسوة بالمعدات الزراعية، ولم تمض أيام في نوفمبر حتى عقد المؤتمر الثاني لإنتاج وتسويق الحبوب الزيتية الذي عقده اتحاد الغرف التجارية واتحاد أصحاب العمل، وفي ذات الوقت أعلنت وزارة المالية والاقتصاد الرسوم الجمركية المفروضة على الزيوت المستوردة بواقع 40 % بعد تخفيضها إلى 10% في الفترة الماضية حماية للمنتجين المحليين غير أن أيام نوفمبر أثرت عدم المضي دون أزمات فشهدت عدد من احياء العاصمة والولايات أزمة في الخبز بعد تقلص حصص الدقيق الممنوحة للمصانع، وشهدت أروقة وزارة المالية الاستعداد لإعداد الموازنة الجديدة وصدور موجهاتها. ديسمبر.. حزين على الدول النفطية الشهر الذي يختتم أيامه اليوم كانت أبرز أحداثه عالمية تتمثل في تراجع أسعار النفط والقمح في الأسواق العالمية، الأمر الذي عاد بشكل إيجابي على الدول المستهلكة وبشكل سلبي على الدول المنتجة، الحدث له تدعاياته على الاقتصاد المحلي غير أنها لم تظهر حتى الآن، أما الحدث الاقتصادي الأبرز فكان في إجازة موازنة العام الجديد من مجلس الوزراء ودخولها إلى البرلمان بغرض إجازتها التي ستتم اليوم (الأربعاء) من قبل نواب الهيئة التشريعية التي تأتي خالية من الضرائب ورفع الدعم. إنجازات وتحديات الخبراء الاقتصاديون يرون أن أبرز أحداث العام 2014 تمثلث في الحدث العالمي الأبرز وهو تراجع أسعار النفط والقمح عالميا مبدين استغرابهم لعدم انعكاس ذلك على موازنة السودان وعلى اقتصاده وأكد الخبير الاقتصادي د. هيثم محمد فتحي أن أبرز الأحداث على المستوى المحلي تمثلت في التوجيه الرئاسي باستلام العاملين في الخارج لأموالهم بنفس العملات المحولة تشجيعا للمغتربين على تحويل مدخراتهم للسودان للاستفادة من المبالغ والتي تقدر ب 4 مليارات دولار سنويا بالإضافة إلى تطور معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.5% وزيادة الإنتاجية في بعض السلع كالأسمنت والسكر وإجازة قانون الاستثمار واهتمام الدولة ببرامج التمويل الأصغر ويرى فتحي في حديثه ل( اليوم التالي) أن أهم التحديات التي جابهت العام 2014 تمثلت في تطوير العلاقات الخارجية وبنائها على أهداف اقتصادية وتحقيق معدلات تضخم واستقرار سعر الصرف بجانب زيادة قدرة الصادر التنافسية. فيما يرى المحلل الاقتصادي محمد الناير أن انخفاض أسعار النفط بسبب ظهور النفط الصخري الذي يحتاج لآليات متطورة قطعت أمريكا فيها شوطا مما أنتج زيادة في عرض النفط بجانب آثار الربيع العربي التي لازالت تنعكس على اقتصاديات دول الربيع العربي وما جاورها وعلى الصعيد المحلي. اليوم التالي