تزخر لهجتنا العامية بالكلمات المعبرة، التي تتجدد حسب تطور المجتمع سواء أكان للأفضل أو الأسوأ، فهناك لغة الراندوق (الشماسة) ولغة الكماسرة التي كان الغرض منها التحدث بها بحيث لا يفهمها الآخرون، لكن هيهات فقد أصبحت متداولة في مجتمعنا السوداني، بل ومرغوبة وتلاقي اهتماماً عالياً، بحيث تجد المهتمون يتابعون تحديثها، وهناك أيضاً اللهجة العادية المتداولة بين كل الناس سواء أكانت تعبر عن أصالة السودانوية أو المقلدة من ألفاظ لغات لشعوب أخرى لأن البعض يلجأ لتقليد المصريين وآخرون يقلدون السوريين أواللبنانيين. (1) شاكل أو يشاكل وفي أحيان نقول شكلة، وترد في كلامنا بمعنى مشاجرة، (قد) بفتح القاف في كلامنا، بمعنى ثغر أو خرم أو شق أو فتق، ولكن لا نستعمل هذه الكلمة في لغة الكتابة والمخاطبات الرسمية ظناً من أنها (عامية)، ولكن الكلمة وردت في القرآن الكريم في صورة يوسف قال تعالى"... إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ". ونقول أيضاً قد بكسر القاف ونقصد بها المشي سريعاً، كما نقول لجمجمة الرأس (قرعوبة)، ولعلها من القرعة أي أن شكلها يشبه القرعة، كلمة نسوان ليس كونها عامية فقط بل تستخدم للتقليل من شأن المرأة، ولكن نسوان مثلها مثل نسوة ونساء. (2) وفي السنوات الأخيرة صرنا نستخدم كلمة (حنك) أو (حناك) للذي يقنعك بشيء لا تريد فعله، (العجاج) ويقصد به الغبار الناتج من الهبوب أي الرياح الشديدة، وهناك (الهمبريب) أي الهواء العليل، وكذلك (جضم) بضم الجيم تعني الخد وبفتحها نستخدمها للشخص الكثير المذاكرة، إذ نقول فلان جضم المادة الفلانية أي قتلها بحثاً وفهماً، ونقول (كراع) ويقصد بها الرجل، وهناك كلمة (شاميك) تأتي بمعنى كارهك أو حاقد عليك، و(زعاط) كلمة تطلق على الشخص كثير الكلام، (قرطع) أي تناول المشروب دفعة واحدة وبسرعة، (اجغم) فعل لمسمى كلمة (جغمة) تناول نسبة قليلة من مشروب مرة واحدة فقط. (مكوجنة) و(مجغمسة) تدلان على خلط الأشياء الأولى تدل على الخلط فقط، أما الثانية فكناية على تلوثها، (مطمبجة) أي ملاء الشيء حتى فقد طعمه أو شكله، (فجخيبة) تستخدم عند الدخول في الطين منها فجخ الشيء أو قام بدعسه، (فرناغة) إثارة الغبار الناعم، (قرمة) وترادفها قطمة في اللغة، ويستخدم البعض أيضاً كلمة (كبسيبة) وتدل على وجود مجموعة من الناس في مكان واحد. (3) نستخدم الأصوات في لغتنا العامية للتدليل عن الحال التي تنتاب الشخص في الوقت والتو، كأن نقول (شوتك شوتك) وتدل على المشي بسرعة، (اللللللل) كلام مجموعة في وقت واحد لدرجة الإزعاج، (اتنتحت) أي شربت الماء زيادة عن اللزوم، (كررررررر) جر الشيء مسافة طويلة دون مراعاة أحد، (شرررررررر) تدل على انسياب السوائل، (زن زن زن) للشخص الملحاح في طلبه، (شوووووو) عند كشح الماء دفعة واحدة، (جمبلغ) بضم الجيم نستخدمها عند وقوع الشيء في الماء، (زووت) عند انزالق الشيء بسرعة أو هروب أحدهم من شخص ينتظر منه شيئاً، (رو) نقولها عندما يقفل الباب بشدة، وأيضاً (رو) و(كرو) لوصف الأشياء التي تقع، كأن نقول "والله جات واقعة رو لما اتخلعت". وهناك الكثير الكثير من الألفاظ والدلالات التي لا تنتهي في لغتنا العامية والدارجة، وهي في ذات الوقت محببة ونستخدمها بصورة طبيعية حتى أننا قد لا ننتبه لذلك. اليوم التالي