شهدت الصفحة الرسمية للفنان المصري خالد الصاوي على موقع فيس بوك مناقشات سياسية ساخنة في اليومين الأخيرين عقب إعلان نتائج الدستور، والموافقة على قانون يجرم الاعتصامات والإضرابات. واعتبر الفنان المصري القانون الأخير منافيا لحق من حقوق الإنسان، وهو الاحتجاج السلمي، بينما وصف هذا القرار بأنه انتحار سياسي لعصام شرف، رئيس الوزراء المصري الجديد. وأصدر مجلس الوزراء الأربعاء 23 مارس/آذار 2011 قانونا يجرم الاعتصام والتجمهر والتحريض عليهما حال تعطيل العمل، وأعلن المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء عن موافقة المجلس على مشروع مرسوم قانون يتضمن توقيع عقاب شديد على من يحرض أو يدعو لاعتصامات بعقوبة تصل إلى الحبس لمدة أقصاها سنة، وغرامة تصل إلى نصف مليون جنيه. وشمل المرسوم تجريم بعض حالات الاعتصام والتجمهر والاحتجاج إذا أدت إلى تعطل الأعمال، سواء العامة أو الخاصة، والتأثير على المال العام أو الخاص. والمعروف أن مصر تشهد حاليا موجة من الاعتصامات العمالية في معظم شركات القطاعين العام والخاص للمطالبة بحقوق العمال المهدرة. وكتب الصاوي معلقا على القرار "حق الإنسان المعاصر في الاحتجاج السلمي بكل طرقه مش حيسقط بقانون متفصل، ولا بإعلام خبيث، ولا حتى بغطرسة السلاح". وأضاف: "اللي حيسقط لو فكر يمس الحق ده هو عصام شرف اللي كان محتج معانا، ولما مسك الوزارة راح حلف قدام الجماهير وبعدها على طول اتفضت الاحتجاجات بالعنف والتعذيب، وحراسه اعتدوا على الناس يوم الاستفتاء عشان يوسعوا له، ودلوقتي بيهندس في تجريم الاحتجاجات أصلا.. انتحار سياسي ده يا دكتور". التيار الديني وسبق هذا التعليق بحوالي ساعتين تعليق آخر شن فيه الصاوي هجوما على التيار الديني في مصر، واصفا إياه بالفكر الأحادي المتجمد الذي سعى إلى قمع انتفاضات الثورة لطلاب السبعينيات عن طريق التواطؤ مع الإدارة والحرس والسلطة. حيث كتب أيضا على صفحته الرسمية "كنت في الجامعة لما التيار الديني قتل الرئيس الأسبق محمد أنور السادات اللي دعمه أصلا لقمع الانتفاضات الثورية لطلاب السبعينيات، وشفت بعيني انتشار التيار ده بالفكر الأحادي المتجمد، والدعاية العدوانية، وإرهاب الطلبة والأساتذة، والعمل الخيري الترقيعي لا الثوري، والتواطؤ مع الإدارة والحرس، بل والسلطة أيضا. كنا قلة محاصرة عاجزة عن خلق لجان قوية للدفاع عن العلم والديمقراطية والعدل الاجتماعي. دلوقتي انتم تقدروا يا شباب.. ربنا معاكم". وشهدت صفحة خالد الصاوي نقاشات بين التيارات السياسية المختلفة؛ حيث وصل عدد التعليقات على ما كتبه حول قانون محاربة الاعتصامات إلى 350 تعليقا في غضون ساعتين ، وأيد رأيه 144. بينما حظي رأيه على التيارات الدينية في الجامعة على 162 تعليقا وتأييد 44 شخص. وتعددت التعليقات على الصفحة بين مؤيد ومعارض ومهاجم لرأي الصاوي عن التيار السياسي، يقول أحمد سليمان أحد المعارضين لرأيه: "الشارع هو الحاكم، وليست الكتلة التصويتية التي رفضت التعديلات بالهامشية، فنحن أمام ربع الناخبين المشاركين، ولم تكن القوى الدينية وحدها وراء التصويت بنعم ولا، ينبغي التعامل مع مصوتي نعم ككتلة تصويتية واحدة". وعقبت "هيا طريقي" جملة شهيرة بقولها: "أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، ولا يصل أهل الدين إلى السياسة" ونسبتها إلى فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي. بينما قال هاني إبراهيم: "أنحني لك تقديرا وتبجيلا لشجاعتك، أنا بحبك وأنا مسلم، كما أضاف "محمد أبو سلمه" قائلا: "الضمانة تكون في شعب بيفكر مش شعب بيقدس كلام رجال الدين". وانتقدت "ياسمين مجدي" ما وصفته هجوما على الإسلام، مؤكدة على ضرورة التحلي بالروح التي سادت ميدان التحرير وقت الثورة، والعمل على معاقبة كل الفاسدين، وأن الحرية تعني الاختلاف في الرأي، وهذا الاختلاف لا يفسد للود قضية. وعقب الصاوي قائلا: "الجامعة.. بيت الداء.. عاوزين تيارات فكرية متنوعة ومتحاورة بمنتهى الحرية وإلا.. هتكون جحيم، أنا قلت اللي عندي.. اللهم فاشهد". رفض الدستور والاستفتاء وكان الصاوي قد أعرب عن رفضه التعديلات الدستورية أثناء مشاركته في التصويت، موضحا أن الدستور سقط بالثورة الشعبية التي أسقطت النظام وبرلمانه وحزبه وجميع متعلقاته، وليس هناك ما يدعو لإنقاذه، داعيا إلى إعلان دستور جديد يضمن وجود ديمقراطية حقيقية في مصر. وبعيدا عن السياسة؛ استكمل خالد الصاوي تصوير المشاهد الأخيرة من فيلمه الجديد "الفاجومي" على ضفاف شاطئ النيل وسط جمهوره الذي قابله بالفرح والأحضان أثناء تصوير الفيلم الذي كان انتهى من معظم مشاهده قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني، والذي يتناول قصة الشاعر المصري الساخر أحمد فؤاد نجم، ويشاركه فيه الفنان صلاح "عبد الله" في دور الشيخ إمام، والفنانة جيهان فاضل، والسورية كنده علوش، وفرح يوسف، وعدد من ضيوف الشرف مثل تامر هجرس، ومحمود قابيل، وإنجي شرف.