نفذ المئات من سكان مربعي "24- 82" بحي الطائف شرقي الخرطوم اعتصاماً، بميدان مربع "24"، وذلك احتجاجا على منح الميدان ل (فاطمة الامين) زوجة نائب رئيس الجمهورية السابق علي عثمان محمد طه، بوصفها رئيسة منظمة البر والتواصل، لاقامة مستشفى خيري. واظهر سكان الطائف امتعاضا كبيرا من اعطاء ميدان مربع "24" لحرم علي عثمان محمد طه، واعتبروا ان قيام المستشفى في هذه المنطقة يتنافى مع مطلوبات الصحة العامة وصحة البيئة، اذ ان الميدان يضم احد الآبار التي يشرب منها سكان الحي. ونصب المحتجون خيمة فى منتصف الميدان مطالبين رئيسة المنظمة بالانصياع لقرار حكومة ولاية الخرطوم التي وجهّت بايقاف اعمال الحفر الجارية فى الميدان، بعد ان وعدت حكومة ولاية الخرطوم بمنح منظمة البر والتوصل قطعة ارض بديلة لاقامة المستشفى. وقال بعض المواطنين المتضررين ل (الراكوبة) إن زوجة علي عثمان ابلغتهم أن المستشفى سيكون في صالح اهل الحي، وان العلاج فيه لن يكون مجانا، وسيكون ب "القروش" على حسب ما قالته لسكان الحي الذين التقوها عند زيارتها للميدان. وقالت فاطمة الامين زوجة علي عثمان طه: "إن مامون حميدة وزير الصحة هو الذى منحها الارض، لانها مسجلة باسم وزارة الصحة،". مشيرة الى ان "حميدة" منح الميدان الى منظمة "البر والتواصل" وتنازلت لها من القطعة وسجلتها بشهادة بحث باسم المنظمة. وقال مصادر بالحى ل (الراكوبة) إن اهل الحي قابلوا مامون حميدة محتجين على بناء المستشفى في مربع "24"، فما كان من الرجل الا ان قال لهم "اتنو مالكم.. الارض دي مملوكة لوزارة الصحة، ونحن اديناها لمنظمة البر والتواصل". واشارت المصادر الى ان اهل الحي قالوا لمامون حميدة انك تقوك سياسة نقل الخدمة الطبية للاطراف، وبناء المستشفى يتناقض مع هذه السياسية، فقال لهم "انا ما عندى شغلة.. انا ماشى بالطول.. وسياستي دى خلوها". وقال احد اعضاء لجنة الحي طالبا حجب اسمه ل (الراكوبة) إن "سكرتير زوجة على عثمان طه، واسمه ابو علي، قال ان "الشيخة فاطمة الامين" مصرة على اقامة المستشفى فى هذا المكان بالتحديد". واضاف عضو لجنة الحي: إن السكرتير قال بالحرف الواحد لمواطنى الطائف "نحن ما بوقفنا قرار معتمد ولا والي سوف نبني المستشفى في هذا الميدان تحديدا". وقال عدد من المحتجين ل (الراكوبة) "إن المنطقة ليست في حاجة الى مستشفى للنساء والتوليد، لان هناك اكثر من مسشتفى في هذه التخصص بالمنطقة، وان مثل هذه المستشفى تحتاجه الاحياء الطرفية فى العاصمة، التي تموت نساءها قبل الوصول الى المستشفيات البعيدة عنهم. وقالوا على السيدة فاطمة الامين - اذا ارادت ان تفعل الخير، واذا ارادات ان يُكتب فى ميزان حسناتها - ان تبني المستشفى في بعض المناطق التي لا تزال نساؤها يلدن بالحبل". في وقت خاطبت اللجنة الشعبية لحي الطائف شمال معتمد الخرطوم اللواء عمر نمر، في شهر نوفمبر الماضي وابغته رسميا بان هناك شهادة ملكية بغرض فتح مستشفى للنساء والتوليد بالقطعة رقم (163) مربع (24) جوار مستشفى السويدي، وهو ما يتنافى مع وجود بئر لماء الشرب خاصة بمربع (24) ومربع (82) وهذا يعني وجود خطورة على البئر وعلى ماء الشرب من الناحية الصحية على المواطنين. واشارت اللجنة الشعبية لحي الطائف شمال في خطابها لمعتمد الخرطوم الى ان القطعة مثار النزاع هي الميدان الوحيد لمربعي (24) و(82) حسب الرخطة العامة لمنطقة الطائف شمال. واكد الخطاب الموجه الى المعتمد أن اللجنة الشعبية لحي الطائف شمال ليس لديها علم او موافقة من مواطني الحي او تصديق مسبق بفتح مستشفى للنساء والتوليد. وطالب خطاب اللجنة الشعبية معتمد الخرطوم بوقف العمل فورا. النفايات الطبية التي سيخلفها المستشفى، تعبتر اكبر كارثة بيئية للحي لان ماء الصرف الصحى للمستشفى يمكن ان يختلط بمياه الشرب التى تصدر من محطة المياه القريبة من الميدان.