يتبادل السوريون عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، تحديدا ال«فيس بوك»، أغنية جديدة للفنان السوري سميح شقير تحت عنوان «يا حيف»، المهداة إلى شهداء درعا. وهناك من اعتبرها «أغنية الثورة السورية»، خصوصا أنها صدرت عن شقير الذي عرف بأغانيه الوطنية الثورية. وشقير يقوم عادة بكتابة كلمات معظم أغانيه ويلحنها بنفسه، فهو مغن ومؤلف موسيقي وشاعر، تخرج في معهد عال للموسيقى في العاصمة الأوكرانية كييف، وبدأ تجربته الموسيقية الغنائية عام 1982، وأصدر تسع مجموعات غنائية ما بين عامي 1982 و2009 . وجاءت أغنية «يا حيف» المهداة إلى أطفال درعا مؤثرة جدا، من حيث كونها تتناول حدثا ساخنا أدمى قلوب الكثيرين في سورية في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى أن شقير الذي يعيش خارج البلاد، هو ابن مدينة السويداء القريبة من درعا في المنطقة الجنوبية، التي انطلقت منها الاحتجاجات وشهدت أحداثا دموية. وتعتبر هذه الأغنية هي الأولى من نوعها، من حيث الاحترافية والجرأة في التعبير عن حدث سياسي ما زال يتفاعل، وإعلان رفض القمع الذي مارسته السلطة على المحتجين والمطالبين بالحرية، وإطلاق النار على شباب رفضوا الضيم وتنسموا هواء الحرية، ولعل الأكثر تأثيرا في الأغنية إدانة اعتقال الأطفال وقتل ابن البلد لأخيه وأولاده. ومع أن الأغنية أثارت مشاعر غالبية من سمعها، إلا أن هناك من اعتبرها خيانة، وتعرض بعض ممن نشروها على صفحته الخاصة في ال«فيس بوك» إلى الشتائم والاتهام بالعمالة، الأمر الذي أثار مزيدا من الاستياء والاستهجان، وحتى السخرية من انتعاش مفردات مثل «مندس» و«عميل» و«خائن»، وهناك من سمى نفسه على شبكة ال«فيس بوك» «كون مندس». وقال آخر: «إذا كان هذا هو معنى مندس، فأنا مندس»، وثالث أطلق شعار «كل مواطن مندس حتى يثبت العكس».. إلخ من تعليقات ساخرة لا تزال تتفاعل بين السوريين على صفحات ال«فيس بوك» و«توتير». وأيا كان الموقف من هذه الأغنية، فإنها سجلت مشاهدات كبيرة على المواقع الإلكترونية، وتم تداولها بشكل كبير. وتقول كلماتها: «يا حيف أخ ويا حيف/ زخ رصاص على الناس العزل يا حيف/ وأطفال بعمر الورد تعتقلن كيف/ وانت ابن بلادي وتقتل بولادي/ ظهرك للعادي وعلي هاجم بالسيف....». وتتحدث الأغنية أيضا عن الحرية، وتقول بعض كلماتها: «سمعت هالشباب يما الحرية عالباب يما/ وطلعوا يهتفوا لها/ شافو البواريد يما قالوا إخوتنا هنن/ ومش رح يضربونا/ ضربونا يما بالرصاص الحي..». يشار إلى أن سميح شقير لم ينتم إلى أي حزب سياسي، بل بقي مستقلا على الرغم من ميله الثقافي الواضح إلى اليسار، حيث قدم العديد من الأغاني الإنسانية والثورية والعاطفية والسياسية بأسلوب ناقد، وتنوعت أعماله بين الوجداني والساخر والشعبي والصوفي، كما غنى للأطفال. وكان له تجربته المميزة في الموسيقى التصويرية، حيث قدم العديد من القطع الموسيقية للمسرح والتلفزيون، ومنها موسيقى تصويرية للفيلم السينمائي الطويل «الطحين الأسود» ومسرحية «خارج السرب» لمحمد الماغوط. ولحن العديد من قصائد محمود درويش. حزب الله يتهم تيار «المستقبل» بتغذية الاضطرابات في سورية بالمال والسلاح إجراءات سورية استثنائية عند الحدود مع لبنان.. ومعلومات عن موقوفين وشيكات على وقع الاضطرابات التي حصلت في سورية، تدور في لبنان حرب مواقف واتهامات بين فريقي «8 آذار» و«14 آذار»، بعد أن ألقى الأول في وجه الثاني تهمة من «العيار الثقيل» مفادها أن تيار «المستقبل» تحديدا يدعم المتظاهرين ويرسل من يقوم بأعمال الشغب إلى سورية، وصولا إلى تهم مده هؤلاء بالمال والسلاح، وهي تهمة نفاها تيار «المستقبل» الذي اتهم وسائل إعلام حزب الله التي أذاعت الخبر ب«الكذب والافتراء». أما القيادة السياسية للتيار فقد حرصت على تأكيد «رفضها التدخل في شؤون سورية وحرصها على استقرارها»، أما تهمة السلاح فردها بعض قياديي قوى «14 آذار» بأن هذا الفريق لا يملك السلاح ليدافع عن نفسه (مقابل سلاح حزب الله) فكيف يمتلك الأسلحة ليوزعها». وبعد معلومات غير رسمية تحدثت عن ضبط السلطات السورية 7 سفن محملة بالسلاح كانت متجهة إلى سورية، قالت مصادر لبنانية قريبة من دمشق، إن السلطات السورية تمتلك اعترافات وموقوفين لبنانيين متورطين في الأحداث الأخيرة، مشيرة إلى أن ضبط سيارات لبنانية وكميات من الأموال والشيكات الصادرة عن مصارف قريبة من تيار «المستقبل». وفيما لم يصدر موقف رسمي عن السلطات اللبنانية يؤكد أو ينفي صحة وصول زوارق محملة بالأسلحة إلى دمشق متجهة من مدينة طرابلس، كان لافتا قيام التلفزيون السوري بتكذيب الخبر الذي تداولته وسائل إعلام لبنانية، مؤكدا أن سورية لم تقبض على أي أسلحة، ولم تتهم أحدا بإرسالها. وأن سورية لم تقبض على أي أسلحة. وتبدو تأثيرات الحدث السوري على الشارع اللبناني جلية وصولا إلى قول سياسي لبناني بارز، إن «خراب سورية خراب للبنان». وقالت مصادر لبنانية ل«الشرق الأوسط» إن تعليمات مشددة أعطيت لعناصر حزب الله بعدم التوجه إلى سورية خلال هذه الفترة، تجنبا لاحتكاكات أو أي مفاجآت في ظل كلام المعارضة السورية عن مشاركة عناصر الحزب في قمع المتظاهرين في درعا. وتخضع السلطات السورية اللبنانيين الداخلين إلى سورية لتفتيش دقيق، وتدقيق في الأوراق الثبوتية، في خطوة مختلفة تماما عن الوضع الذي كان سائدا والذي كان يكفي معه لسائق السيارة أن يحمل هوية الركاب إلى الأمن العام السوري دون اضطرارهم إلى مقابلة الموظف السوري شخصيا. ويعمل المسؤولون السوريون على المعابر الحدودية الثلاثة التي تربط البلدين بهمة مختلفة عما سبق، حيث يتم إجراء مسح شامل يدوي للحقائب، بالإضافة إلى أسئلة عن وجهة الراكب والمدة التي سيقضيها في سورية ومكان الإقامة هناك. وفي سياق متصل، اعتبر الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري أن الكلام عن إشكالات حصلت بين تيار «المستقبل» ومتظاهرين سوريين هو «محاولة لزج التيار في موضوع غير معني به لا من قريب ولا من بعيد»، مشددا على أن «سورية دولة تعرف مصلحتها واستقرارها يعنينا كما استقرار لبنان». ورأى أن «الشعب السوري راشد وليس بحاجة إلى تدخلات خارجية»، داعيا «من يريد توريط تيار (المستقبل) إلى التخييط بغير هذه المسلة». وتحدث النائب عن تيار «المستقبل» عمار حوري عن «حملة غير أخلاقية لإدخال التيار فيما يجري في سورية». وقال: «هذا أمر لا علاقة لنا به لا من قريب ولا من بعيد». وشدد على أن «تيار (المستقبل) يرفض أن يتدخل أحد في شؤون لبنان كما يرفض تدخل أي لبناني في شؤون الآخرين الداخلية».