كشفت الخرطوم عن اتصالات مع طرابلس للحد من تحركات زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم، باعتباره اختار طريق الحرب على السلام، في وقت أعلنت فيه الوساطة القطرية عن اتفاق الحكومة السودانية مع حركة التحرير والعدالة حول جدول أعمال مفاوضات الدوحة والمتوقع استمرارها حتى منتصف الشهر المقبل. وأعلن بيان للوساطة القطرية لسلام دارفور أن الخرطوم وحركة التحرير والعدالة اتفقتا على جدول أعمال اللجان وتواريخها. وأوضح البيان أن اجتماع لجنة التعويضات وعودة اللاجئين والنازحين سيلتئم في يوم 29 يونيو (حزيران) ولجنة الترتيبات الأمنية، ولجنة المشاركة في السلطة والوضع الإداري لدارفور في يوم 30 من الشهر نفسه، ولجنة العدالة والمصالحات في الأول من يوليو (تموز) المقبل. بينما اتفق على أن تبدأ لجنة التعويضات وعودة اللاجئين والنازحين أعمالها بحضور ممثلي النازحين واللاجئين ولجنة الترتيبات الأمنية بحضور القادة الميدانيين. وتوقعت الوساطة توقيع اتفاق نهائي منتصف الشهر المقبل. إلى ذلك، قال الناطق باسم الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد في تصريحات صحافية، أمس، إن اتصالات تجرى مع الجانب الليبي للحد من تحركات رئيس حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم، باعتباره اختار خيار الحرب على السلام، وظل يدلي بتصريحات صحافية بتجهيز عمليات عسكرية والعودة للخرطوم مرة أخرى. وأضاف: «إننا نرفض هذا النوع من التوجه العدائي ولا نريد لمثل هذه التوجهات أن تخرج من الأراضي الليبية، ولذلك نعمل من جانبنا على إبلاغ ليبيا للحد من هذه التحركات المعادية التي تقوم بها حركة العدل والمساواة». وشدد خالد على أن وجود خليل في ليبيا غير مرغوب فيه، وقد فضل طريق الحرب على السلام، على الرغم من توافر فرص السلام عبر التفاوض واستعداد الحكومة لتوقيع اتفاق سلام لإنهاء النزاعات في دارفور. إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لتأمين وحماية الوجود الأجنبي في دارفور سواء قوات اليونيميد أو العناصر المدنية التي تعمل علي إنفاذ بعض المشاريع في الإقليم، مشيرا إلى تنسيق وحركة دؤوبة من جانب الجهات المختصة في دارفور لمجابهة هذه الظاهرة، مضيفا أن «الحد من هذه الظواهر يأتي عبر السلام»، وكانت جماعة مسلحة قد اختطفت أمس من عمال الإغاثة الأمان في دارفور. وفي الميدان، أعلنت حركة العدل والمساواة عن انتهاء معاركها في الريف وأنها ستنتقل إلى داخل المدن الثلاث في دارفور، بعد معارك شرسة في اليومين الماضيين بالقرب من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. غير أن المتحدث باسم الجيش السوداني قال إن الخسائر وسط المتمردين بلغت 47 قتيلا وتمت هزيمتهم في (عزبان)، في وقت أعلنت منظمة ألمانية عن اختطاف اثنين من موظفيها من داخل مجمع المنظمة في نيالا. وقال المتحدث العسكري لحركة العدل والمساواة علي الوافي ل«الشرق الأوسط» إن قوات حركته صدت هجمات حكومية كبيرة في منطقة عزبان على بعد 90 كيلومترا جنوب شرقي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور الاثنين الماضي، وأضاف أن معارك أخرى دارت في منطقة «أم كتكوت»، وقال إن المعارك في ريف دارفور انتهت وهدف قوات الحركة أصبح المدن الكبيرة كنيالا، الفاشر والجنينة - عواصمجنوب، وشمال وغرب دارفور على التوالي - وأن معارك الأمس تعتبر نقلة نوعية في معاركها ضد الحكومة. الخرطوم: فايز الشيخ لندن: مصطفى سري