الأبنوس ذلك الخشب الأسود اللامع الصلب الذي يُخلب الأنظار ويمثل حلماً للنحاتين، فيرسمونه معاني جميلة ومناظر سياحية مُقتبسة من بيئتهم، وضوء حلم ينبع من الاسم الأفريقي والشجرة الإنجليزية التي احتلت مكانة سامقة في الكثير من من بينها جزر الهند والفلبين واليابان وجنوب أفريقيا والسودان. ونحت الأبنوس مهنة يمتهنها تجار المنحوتات والأناتيك والمشغولات اليدوية التي كثيراً ما أبهرت الباحثين عن الفلكور السوداني وأعطت خصوصية مصدرها مختلف ولايات السودان، خاصة بابنوسة وجبال النوبة وبعض مناطق جنوبنا الحبيب. وصفة خبير وفي السياق، قال خبير الفلكلور مجدي قمبر ل (اليوم التالي) تأتي المواد الخام من غابات من مناطق مختلفة بالبلاد وتدخل الورش التي اتخذت مدينة أم درمان تجمعا لها، لتصوغه بعد ذلك منحوتات بديعة من الفلكور القديم منذ عصر الربابة والسيوف والحيوانات إلى يوم الناس هذا، وكانت صناعة منحوتات الأبنوس في السابق صناعة شائعة ورائجة، وتعد مصدر دخل لأعداد مقدرة من الفنانين المختصين بالشأن، أما الآن فقد أصبحت شاملة وهي تقدم تشكيلة غنية ومتنوعة من التراث السوداني الأصيل ينحت في شكل رموز تصنع من المساك والحجر والخشب القديم، وتابع: توجد معظم منحوتات العصور الغابرة في موقع خاص بمتحف السودان الطبيعي. في شارع الجمهورية في شارع الجمهورية بالخرطوم، حيث تتكئ المئات من مختلف المنحوتات الأبنوسية التي تعرض في محلات بيع (الأناتيك) التقت (اليوم التالي) بتاجر منحوتات أبنوسية من أصل سوري، ويدين المسيحية وينتمي للمذهب الكاثلوكي، سرح بخيال الفنانين والرسامين الذين لا يحبون الحديث كثيرا، بل يفضلون ترجمة ما يدور بخلدهم إلى أشكال تعطي معاني سامية، قال في دواخل الفنانين إبداعات يصنعونها في اشكال جميلة يحاولون أن يبدعوا من خلالها أعمال تعكس قدراتهم الإبداعية وخيالاتهم الفنية، الأمر الذي يجعل من كل منحوتة بصمة خاصة بصاحبها. وزاد: أرى الفن ميزة موجودة داخل كل إنسان له شعور حي وإذا كان فنانأً فيجب أن ينتج فنه فكريا على أن تعرض هذه الأفكار في شكل منحوتات، يمكن بعد ذلك أن تعرض في السوق لأن هذه الصناعة غير مستمرة، خصوصا أننا نستورد الأبنوس من كينيا ومصر وبعض البلاد الأفريقية، ولا أنكر أن هناك وجوداً كبيراً للأبنوس في السودان إلا أننا نحتاج إلى البعض منه خاصة الرسوم. وأوضوح أن خشب الأبنوس يوجد في السودان بالقرب من الحدود الجنوبية. ترويج للصناعة ودعا محمد منعم إلى ضرورة الترويج لصناعة المنحوتات الأبنوسية، مشيرا إلى أننا نعاني في السودان من مشكلة كبيرة تكمن في أن كثيرين في المجتمع لا يرون الجانب المشرق والجمالي في العمل الفني، نحن حاليا نعاني لأنه لا توجد في العيون الإعجاب والدهشة لهذه الأعمال من قبل الجمهور، بجانب أن النظرة التجارية غير المريحة، خاصة وأن المنافسة في هذا المجال كبيرة أدت إلى انخفاض الأرباح. ويضيف قائلاً: أرى أن السياحة لها معان كثيرة، ولابد أن يكون لدى السودان قدرات ترويجية كبيرة، وهذا الجانب ينقص في السودان مقارنة مع بلدان كثيرة. تأثيرات أخرى النحات أروك جيل يقول إنه يمارس مهنة النحت والتشكيل بشارع الغابة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث أنه ينحت صور الناس وكافة أشكال الحيوانات وأشياء أخرى. وأضاف تأثرت مهنتنا بما سماه مشاكل السياسة، وزاد: على الرغم من أن معظم ما ننحته من أشكال يمثل البيئة التي جاءنا منها إلى الشمال، فإن ذلك يفتقد للسوق الحقيقية في الجنوب. اليوم التالي