سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القذافي لن يستجيب لطلب إبعاد خليل..مسئول ليبي يرد على وفد من الخرطوم : قلتم سابقا إنه غير مهم.. كيف تريدون منا إبعاده؟ الخرطوم تستدعي سفراء أوروبيين وتصف احتجاز قبرص سفينة سودانية بأنه «قرصنة»..موسفيني ينهي جدل مشاركة البشير.
أكدت مصادر رفيعة المستوى في ليبيا وحركة العدل والمساواة السودانية المعارضة ل«الشرق الأوسط» أن السلطات الليبية لا تنوي على ما يبدو الاستجابة لمساعي الرئيس السوداني عمر البشير في إقناع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بإبعاد رئيس الحركة الدكتور خليل إبراهيم وطرده من الأراضي الليبية لإجباره على العودة إلى مفاوضات السلام المتعثرة في العاصمة القطرية الدوحة. وبينما قال مسؤول ليبي رفيع المستوى ل«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس إن خليل يعتبر ضيفا على القيادة الليبية والعقيد القذافي شخصيا ولا مجال لإبعاده، أكد الناطق باسم الحركة ل«الشرق الأوسط» هاتفيا من مقره في العاصمة البريطانية لندن مجددا، أن ليبيا التي تدرك ما وصفه بتعقيدات الموقف في إقليم دارفور المضطرب غرب السودان تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السودانيين. وروت المصادر ل«الشرق الأوسط» أن مسؤولا ليبيا رفيع المستوى رفضت تسميته أبلغ وفدا سودانيا التقاه مؤخرا في طرابلس، أن ليبيا دهشت لموقف الحكومة السودانية من مسألة إصرارها على إبعاد الدكتور خليل واعتباره مجرد عابر لليبيا وليس مقيما فيها. ونقلت المصادر عن المسؤول الليبي قوله لوفد من الخرطوم: «في السابق قلتم إنه (خليل) شخص غير مهم، الآن تريدون منا إبعاده، كيف؟ نحن نستغرب هذا الموقف! زعيم الحركة مجرد شخص عربي يقيم على أرض عربية، ولا مجال لفرض أي مواقف أو إجباره على مغادرة ليبيا في الوقت الراهن». وجرى إبعاد الدكتور خليل من تشاد بطلب سوداني رسمي في التاسع عشر من الشهر الماضي، وهو يقيم في ليبيا منذ ذلك التاريخ على أمل أن يتمكن من العودة إلى السودان للقاء مناصريه هناك. وكانت وزارة الخارجية السودانية قد تحدثت عن اتصالات مع الجانب الليبي بهدف ما وصفته بالحد من تحركات خليل باعتباره اختار طريق الحرب على السلام، وظل يدلي بتصريحات صحافية بتجهيز عمليات عسكرية والعودة إلى الخرطوم مرة أخرى. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد: «إننا نرفض هذا النوع من التوجه العدائي، ولا نريد لمثل هذه التوجهات أن تخرج من الأراضي الليبية، ولذلك نعمل من جانبنا على إبلاغ ليبيا للحد من هذه التحركات المعادية». والتزمت ليبيا الصمت ولم تعقب على هذه التصريحات، في ما بدا أنه محاولة لتفادي أحداث المزيد من التوتر في العلاقات الليبية السودانية على المستوى الرسمي، وفقا لما أبلغته مصادر ليبية مطلعة. من جهته اعتبر أحمد حسين الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة ل«الشرق الأوسط» أن «العقيد القذافي الذي يترأس الدورة الحالية للقمة العربية، على دراية بتعقيدات الوضع في دارفور ولا يمكن أن يستجيب لابتزاز الخرطوم، تماما كما فعلت القاهرة التي رفضت محاولات سودانية رسمية مماثلة». ونفى الناطق باسم الحركة ل«الشرق الأوسط» تقديم ليبيا أي مساعدات لوجيستية أو عسكرية لها، وقال: «ليبيا لا تقدم لنا أي دعم عسكري أو لوجيستي، ليبيا بريئة من أي اتهام يوجهه إليها النظام في الخرطوم». وشدد على أن ليبيا تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف والفرقاء في السودان. وقال مسؤولون حكوميون في الخرطوم إن الرئيس السوداني عمر البشير قد أوفد عدة وفود أمنية وسياسية على مستوى رفيع للتباحث مع المسؤولين الليبيين بهدف حثهم على إبعاد خليل، لكن الناطق الرسمي باسم الحركة بدا أمس واثقا من عدم إمكانية استجابة ليبيا لهذه الضغوط، وقال: «لا أظن أن ليبيا تقبل بأي ابتزاز، وهي تعلم أن ما تقوله الحكومة السودانية غير صحيح. الجيش الآن يستسلم ويترك أفراده آلياتهم العسكرية لنا». وانتقد حسين ضمنيا موقف الجامعة العربية من تطورات الأزمة السودانية، وقال: «كان ينبغي أن يكون لهم موقف واضح، ولكنهم قرروا الصمت. الجامعة العربية ليس لها دور واضح حتى الآن». الخرطوم تستدعي سفراء أوروبيين.. وتصف احتجاز قبرص سفينة سودانية بأنه «قرصنة» موسفيني ينهي جدل مشاركة الرئيس السوداني في قمة الاتحاد الأفريقي.. ويدعو البشير رسميا لكمبالا الخرطوم: فايز الشيخ قدم مبعوث من الرئيس الأوغندي يوري موسفيني دعوة رسمية للرئيس السوداني عمر البشير للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي في كمبالا ليقطع الشكوك أمام تصريحات أوغندية باعتقال الرئيس السوداني حال وصوله هناك بسبب ملاحقات لمحكمة الجنايات الدولية واتهامه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور المضطرب. فيما كشفت مصادر سودانية أمس عن استدعاء وزارة الخارجية السودانية ل5 سفراء دول غربية في الخرطوم لعدم مشاركتهم في مناسبات رسمية آخرها تنصيب الرئيس عمر البشير الشهر الماضي فيما أعلنت الخرطوم اعتزامها مقاضاة قبرص لاحتجازها سفينة سودانية منذ الثلاثاء، ووصفت الاحتجاز بأنه «قرصنة بحرية». واستقبل الرئيس السوداني عمر البشير أمس وزير الدولة بوزارة الخارجية الأوغندية إيزاك اسانقا المبعوث الخاص للرئيس يوري موسفيني، بغرض توضيح مواقف كمبالا من الخرطوم، وجاءت الزيارة الرسمية بعد أن نقل عن مسؤولين أوغنديين أن الرئيس البشير مهدد بالاعتقال حال وصوله العاصمة الأوغندية للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي في شهر يوليو (تموز) المقبل، بسبب مطلب مدعي محكمة الجنايات الدولية لوريس أوكامبو باعتقال البشير لاتهامه بجرائم حرب ارتكبت في إقليم دارفور المضطرب. وكشف ل«الشرق الأوسط» الناطق باسم الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد عن «أن المبعوث الأوغندي سلم رسالة خطية من موسفيني إلى البشير، تتضمن دعوة رسمية له للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي الخامسة عشرة التي تستضيفها كمبالا»، وعلم أن الوزير الأوغندي قدم إيضاحات حول ما تردد من تصريحات أضرت بعلاقة البلدين، وقال المبعوث الأوغندي في تصريحات صحافية «إن ما صدر من تصريحات ببلاده حول مشاركة الرئيس البشير في القمة الأفريقية صدرت من شخصيات غير مفوضة بذلك». وأضاف «لا يوجد أي سوء تفاهم بين البلدين، وأن علاقات كمبالا والخرطوم علاقات لصيقة وقوية وضاربة في التاريخ لا بد من احترامها وتقديرها»، وأكد إيزاك أهمية تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وضرورة تكاتفهما من أجل محاربة الإرهاب وخاصة جيش الرب الذي يهدد أمن المنطقة والإقليم. وتطلب كمبالا من الخرطوم وحكومة جنوب السودان التعاون في ملاحقة عناصر الجيش المسيحي الذي يتهم زعيمه جوزيف كوني بارتكاب جرائم حرب في جنوب السودان وشمال أوغندا، ووقع البلدان بروتوكولات عسكرية وأمنية منحت كمبالا نشر قواتها داخل الأراضي السودانية لمطاردة جيش الرب. من جهة ثانية قال المركز السوداني للخدمات الصحافية المقرب من الحكومة السودانية أمس «إن وزارة الخارجية ستستدعي 5 من سفراء الاتحاد الأوروبي بالخرطوم لاستيضاحهم حول مواقفهم بشأن عدم مشاركتهم في المناسبات الوطنية والرسمية». وأكد «أن الأجراء يأتي في إطار شروع الحكومة في بلورة سياسة التعامل بالمثل سيما في مستوى التمثيل الدبلوماسي مع اتخاذ الإجراءات الضرورية لتحديد مستوى المقابلات وفقا لما هو متبع في نظم العمل الدبلوماسي الأوروبي»، لكن مصدرا مسؤولا في الخارجية السودانية نفى ل«الشرق الأوسط» علمه بالخطوة، وكان السفراء الغربيون بالخرطوم قد قاطعوا حفل تنصيب الرئيس البشير في الشهر الماضي بعد انتخابه رئيسا في انتخابات جرت في شهر أبريل (نيسان) الماضي، وربط دبلوماسيون مقاطعتهم بانتهاكات واسعة للحريات قامت بها السلطات السودانية مؤخرا منها اعتقال الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي، وإغلاق صحيفة «رأي الشعب» الموالية له، واعتقال صحافيين عاملين بها، فيما لا يستبعد مراقبون علاقة الموقف بقرار محكمة الجنايات الدولية ضد البشير. في غضون ذلك وصفت الخرطوم احتجاز السلطات القبرصية للسفينة «سانتياغو» بأنه «قرصنة» بعدما أقرت باتجاه السفينة المحتجزة إلى ميناء بورتسودان، ونفت وجود متفجرات، أو مواد عسكرية، وكانت قبرص أعلنت الثلاثاء الماضي أنها اعترضت قبالة سواحل مدينة «ليماسول» سفينة الشحن الألمانية «سانتياغو» التي ترفع علم دولة انتيغوا يشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى السودان في انتهاك للحظر الذي تفرضه الأممالمتحدة على السودان منذ عام 2004، وأعلنت الحكومة السودانية أنها سترفع دعوى ضد السلطات القبرصية لاحتجازها السفينة، وقال وزير المعادن السوداني عبد الباقي الجيلاني «إن الشحنة التي تحملها السفينة عبارة عن متفجرات تستخدم في أغراض التعدين وقد تسبب احتجازها في خسائر كبيرة لشركة (ارياب) لذلك نحن بصدد رفع دعوى ضد الجهات المتسببة في حجز الشحنة»، فيما أشار وزير التجارة القبرصي إلى أن قبرص تأمل في انتهاء التحقيقات قريبا بشأن ما إذا كانت شحنة من المتفجرات على سفينة متجهة إلى السودان تنتهك حظرا مفروضا على السودان.