اصدر نظام البشير قرارا باطلاق سراح رئيس هيئة قوى الاجماع الوطني فاروق ابوعيسى، ورئيس كنفدرالية المجتمع المدني الدكتور امين مكي مدني، بعد ان امضيا في محابس جهاز أمن البشير سيئة السمعة اربعة اشهر بالتمام والكمال. واستخدم وزير عدل البشير محمد بشارة دوسة، سلطاته بموجب المادة (58) من قانون الاجراءات الجنائية الخاصة بسحب اوراق التقاضي ذلك بعد تلقي الاشارة من البشير .ووجه القاضي بوقف اجراءات المحاكمة . وقال الدكتور عمر عبد العاطي رئيس هيئة الدفاع عن ابوعيسى ومكي مدني ل (الراكوبة) إن وزير العدل استخدم صلاحياته الخاصة بوقف اجراءات التقاضي، وقام بسحب اوراق القضية. مشيرا الى ان هذا يعتبر حقاً اصيلا لوزير العدل. وفي الاثناء قالت مصادر داخل هيئة الدفاع عن ابوعيسى ومكي مدني، ل (الراكوبة) ان وزير العدل سبق ان رفض طلبا، تقدمت به الهيئة للوزير لسحب اوراق القضية، انطلاقا من سلطاته الموكولة في المادة (58) من قانون الاجراءات الجنائية. واكدت المصادر ان اطلاق سراح الرمزين ابوعيسى ومكي مدني، على اعتاب الانتخابات التي ينتوي حزب البشير اجراءها في الايام المقبلة، يؤكد ان النظام يبحث عن "اكسسورات سياسية" لتجميل وجه الانتخابات القبيح، بعدما قاطعتها القوة السياسية الحية. واكدت المصادر ان النظام يريد ان يقول للناس ان الانتخابات تجري في ظل اجواء ديمقراطية، بدليل ايقاف محاكمة الرمزين فاروق ومكي مدني. وشدت المصادر على ان وزير العدل وجد نفسه مضطرا لسحب اوراق القضية، ليُخرج النظام من ورطة اعتقال الرمزين فاروق ومكي مدني، خصوصا بعدما فشل جهاز أمن البشير في تقديم ادلة تعدم المحاكمة المزيفة. وكانت قوة من جهاز امن البشير قوامها "6" عربات دفع رباعي، قد اعتقلت رئيس هيئة قوى الاجماع الوطني فاروق ابوعيسى من منزله بضاحية الرياض شرقي الخرطوم، في السابع من ديسمبر 2014م، وذلك بعد يوم واحد فقط من وصوله الى الخرطوم قادما من اديس ابابا، التي وقع فيها على وثيقة نداء السودان ممثلا لقوى الاجماع الوطني. وتزامن اعتقال فاروق ابو عيسى مع اعتقال رئيس كنفدرالية المجتمع المدني الدكتور امين مكي مدني الذي مهر وثيقة نداء السودان كممثل لمنظمات المجتمع المدني السودانية. واثارت وثيقة نداء السودان حفيظة المؤتمر الوطني وجعلته يقرر فتح معسكرات الدفاع الشعبي لمناهضتها. قبل ان يقوم باعتقال الرمزين فاروق ومكي مدني بعد وصولها الى السودان قادمين من اديس ابابا. وشهدت صحة الرجلين تدهورا كبيرا ابان اعتقالهما في محابس جهاز أمن البشير، وكثيرا ما تم نقلهما الى المشافي لتقلي العلاج بعدما ساءت صحتهما، وهو ما يؤكد القسوة انعدام الانسانية التي يتعامل بها النظام مع معارضيه. وسبق ان طالبت هيئة الدفاع عن ابوعيسى ومكي مدني باطلاق سراحهما انطلاقا من انهما تجاوزا السبعين عاما، وهو ما يعني ان اعتقالهما يجافي القانون الذي وضعه النظام نفسه. وسبق ان اعتقل جهاز امن البشير الاستاذ فاروق ابوعيسى لمرات كثيرة، قبل ان ياتي ويطلق سراحه في كل مرة دون ان يقدمه لمحاكمة. وتم اطلاق الدكتور فرح العقار القيادي السابق بحزب البشير