نقود الإصلاح نستكمل النهضة،هذا هو شعار المؤتمر الوطني في إنتخاباته المضروبة. هل رأي الناس هذا الإصلاح الذي يقوده(الكيزان)؟،بل أين هي النهضة التي سيستكملونها !!! والعبارة الصحيحة يمكن أن تقرأ كما يلي(نقود الفساد،نستكمل التدمير)،وقيادة الفساد لا تحتاج لدليل،والتدمير يشهد عليه مشروع الجزيرة وتدهور الإنتاج الزراعي . من ضمن مناظر الفساد وليس الفيلم،العطاءات الحكومية(المضروبة)،التي ترسو حصرياً علي الحرامية بعد أن يدفعوا المعلوم للحصول علي العطاء دون منافسة،ثم يحصلون علي المال العام دون أن ينجزوا العمل المطلوب،ويكتب في الورق(كل حاجة تمام)،ولو كان العطاء لبناء مبني حكومي فسينهار فوق رؤوس الناس مثلما إنهارت جامعة الرباط،ولو كان شارع (زلط)،سيصبح بين ليلة وضحاها مثل شارع كوستيالخرطوم(بين كل حفرة وحفرة .. حفرة كبيرة)،ويصبح الصمت سيد الموقف لأن الجميع متورطين في الفساد(ومافيش حرامي ح يسأل حرامي)،وينطبق الأمر علي القروض الأجنبية،والمشاريع الوهمية التي ترد في كتاب الموازنة كل سنة،والسحب اليومي من العملات الأجنبية علي ما يسمي بمشاريع توطين البدو الرحل،وتوطين القمح،وتوطين التقانة،بينما يستوطن الفقر في أكثر من 90% من أفراد الشعب السوداني. وما ينطبق علي القروض،ينطبق علي الديون الداخلية وما يسمي بالسندات الحكومية،التي يستولي عليها سدنة وتنابلة باعتبارهم دائنين،بينما لم يفعلوا ما يستوجب الدفع،لكنهم فهموا حكاية(درس العصر)بكسر الصاد،وعملوا بالمثل الإنتهازي(نفع واستنفع). وكم من أرض زراعية،كانت ملكاً للأهالي في بحر أبيض،نزعت منهم بالقوة المسلحة لصالح أجانب دفعوا الرشاوي بالدولار،وكم من مشروع زراعي في أم دوم ضرب أصحابه بالرصاص حتي يؤول لأصحاب العقالات،الذين يدفعون الريالات للسدنة والسادنات. وكم من راعي ضان في الخلاء،طاردته الدوريات بسبب الزكاة والضرائب،وهو لا يملك قوت يومه،فقط لأنه لم يرفع لسادن معروف خروف (في ضهر عربيتو)،وكم من مواطن شريف كل رأسماله طبلية (تحويل رصيد)طورد من قبل موظفي المحليات لأنه لا يدفع الرشوة في موعدها المحدد . وكم من لجنة خصخصة باعت المؤسسات والفلل الرئاسية والمرطبات،ولم تصل القروش للخزينة العامة ولم تظهر الإيصالات،و(الفات الفات في ديلو سبعة لفات). وفي موازنات المحليات أموال تخصص للمعتمد،وللجهاد،وللخدمة الإجتماعية والمنظمات،لا يراها الناس بالعين المجردة،لكنها تتحول لقصور وعمارات وحسابات في بنوك آسيويات. وبينما يطالب سكان لقاوة بالعلاج والتعليم،وهو لا يكلف الكيزان (واحد علي ألف)مما يدفعونه للجنجويد،يعلن القصر الجمهوري عن حاجته الماسة لشركات تنسيق الحدائق والبساتين والزهور،عسي ولعل أن يستوطن فيه النحل من أجل أن يغني التنابلة(المزمزم ضرب مثل عجوة معطونة في عسل). ولأن المال العام في خدمة السدنة والتنابلة لحين إشعار آخر،يموت الناس لأنهم لا يستطيعون دفع تكاليف العلاج أو العملية ،ولأن مشروع الكيزان لاستكمال النهضة يتطلب(مسح)المستشفيات الحكومية،وإحالة الأطباء للمعاش ومعهم الكوادر الصحية،العاوز يهاجر والماعاوز يعمل صاج طعمية،أو حلة كوارع في أمبدة بالردمية ،أو (الثورات)التي يخشاها تنابلة كافوري والمنشية . [email protected]