حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» من أزمة غذاء وسوء تغذية وشيكة تواجه قرابة 5 ملايين نسمة في جنوب السودان يتهددهم شبح المجاعة ما لم يتدخل المجتمع الدولي. وذكرت المنظمة في بيان لها أن التصنيف المرحلي للأمن الغذائي لديها يشير إلى أن الذين يواجهون «درجة الطوارئ الغذائية» ازداد عددهم إلى 3.8 مليون شخص في جنوب السودان نتيجة للصراع المستمر والانكماش الاقتصادي. وحذرت المنظمة، في تصنيفها، من أن عدم تسارع المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لتدارك الوضع فسوف يتفاقم ليشمل 4.6 مليون نسمة أي نحو %40 من مجموع سكان البلاد بحلول شهر يوليو المقبل. وتشير معلومات «فاو» التي رصدت الأوضاع حتى أبريل، إلى أن معظم الأشخاص المتضررين - ويبلغون 3 ملايين في مستوى الأزمة، و800 ألف في طور الطوارئ، يتركزون في شمال شرقي البلاد، وهي منطقة أعالي النيل الكبرى الأشد تضرراً بالقتال. بينما يعثر على أعداد كبيرة أيضاً في الجزء الغربي بولاية بحر الغزال، حيث تواصل الظروف تدهورها نتيجة لامتداد النزاع. وأسفر الصراع عن تعطل موسم الزراعة العام الماضي في ولاية أعالي النيل الكبرى، مؤدياً إلى تشريد الملايين من رؤوس الماشية وفرار الرعاة إلى أنحاء متفرقة من البلاد. ومع تصاعد القتال يتواصل تشريد أعداد إضافية، فيما يتجاوز ما سجل بالفعل في عام 2014 بنحو 1.5 مليون شخص في تلك المنطقة. وكشف تقرير «فاو» أيضاً عن أنه بالإضافة إلى 3.8 مليون شخص يصنفون في مستويات الطوارئ والأزمة، فثمة 4 ملايين بلغوا مرحلة «الإجهاد الغذائي». ويستحوذ شراء الغذاء عادة على حصة كبيرة من إنفاق الأسرة وما يصل إلى %85 من دخل فقراء الحضر. ومع تآكل الدخل والانكماش الاقتصادي على نحو متواصل، سيعجز أشد الفقراء في المناطق الحضرية والريفية عن تلبية احتياجاتهم الغذائية.