قالت الخدمة التلفزيونية ل«إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)» إن تجربة أجرتها الإدارة لمنظومة هبوط على كوكب المريخ، باءت بالفشل عندما تمزقت المظلة التي تحمل المركبة التي تشبه الطبق الطائر، بعد أن انفتحت جزئيا فوق مياه المحيط الهادي. كانت مشكلة مماثلة صادفت هذه المركبة في أول محاولة لها من هذا النوع العام الماضي، إلا أنه تمت إعادة تصميم المظلة وتقويتها لخوض التجربة الثانية، لكن يبدو أن الأمر يتطلب مزيدا من الوقت قبل أن تصبح هذه المنظومة جاهزة للهبوط على سطح المريخ مزودة بحمولات ثقيلة، حسب «رويترز». وقال دان كواتا، المهندس في «ناسا» والمعلق على مهمة هذه المركبة، عقب فشل التجربة: «هذا هو بالضبط السبب الذي يدعونا إلى إجراء اختبارات من هذا النوع. عندما نكون على أتم الاستعداد بالفعل لإرسال مركبة إلى المريخ، فلا بد أن نكون مدركين أنها ستعمل على أكمل وجه عندما تكون المهمة الكبرى في طريقها». والمظلة التي يصل قطرها إلى مائة قدم - وهي أضخم مظلة تخضع لهذه التجربة - هي المرحلة الثانية من منظومة مكابح لإبطاء السرعة تعكف «ناسا» على تطويرها منذ نحو خمس سنوات بتكلفة 230 مليون دولار تقريبا. ومثلما حدث العام الماضي، فقد انتفخت حلقة شبيهة بالكعكة كما هو متوقع، مما أضاف مساحة سطحية أكبر لزيادة كمية الاحتكاك من أجل سلاسة هبوط المركبة عبر طبقات الغلاف الجوي. وبدأت تجربة أمس بانطلاق بالون ضخم مملوء بغاز الهيليوم من منشأة لإطلاق الصواريخ تابعة للقوات البحرية بالمحيط الهادي في منطقة كاواي في هاواي الساعة 7.34 صباحا بالتوقيت المحلي (17.43 بتوقيت غرينتش). وبعد نحو ثلاث ساعات بلغ البالون الارتفاع المستهدف وهو 36576 مترا، وعندئذ انفصلت المركبة. ووضع محرك صاروخي المركبة على ارتفاع 54864 مترا؛ أي أعلى بنحو خمس مرات من ارتفاع أي طائرة ركاب، ثم انطلقت بسرعة 4828 كيلومترا في الساعة؛ أي أربعة أمثال سرعة الصوت. والغرض من هذا الارتفاع ومستوى السرعة هو محاكاة الظروف التي يمكن أن تواجهها مركبة فضائية أثناء هبوطها في الغلاف الجوي للمريخ المنخفض الكثافة. ووقفت سفن إنقاذ على أهبة الاستعداد في مياه المحيط الهادي لانتشال المركبة والمظلة والمعدات الأخرى.