'إن كنت تؤمن بمقتل اسامة بن لادن (الأخير) فأنت'غبي'.'هذا ما كتبته الامريكية المناهضة للحرب سيندي شيهان على صفحة الفيسبوك الخاصة بها والتي'تلقت انتقادات وتهكمات كبيرة من قبل شخصيات أوروبية وأمريكية. شيهان، والتي اقامت'حملة ضد'الحرب الذي شنها'الرئيس الامريكي جورج بوش في تكساس في 2005،'تساءلت كيف يمكن للولايات المتحدة الحصول على نتائج الحمض النووي بهذه السرعة، ولماذا تم'رمي بن لادن في البحر'فور مقتله'ولماذا لم يتم تصوير هذه العملية عبر الفيديو. كل هذه الأسئلة تواردتها بعض وسائل الإعلام العربية ولكنها لم تطرح بجدية على أي من وسائل الإعلام الغربية. أما في إيران، فقد أعلنت وكالة الأنباء شبه الرسمية، مهر بأن 'وفاة أسامة بن لادن كذبة'. وقال التلفزيون الايراني الرسمي أن طريقة التخلص من الجثة عبر البحر تزيد من التشكيك في صحة مقتله. كما'كررت'بعض وسائل الاعلام الايرانية في هذه المناسبة ايمانها'بأن أسطورة بن لادن استخدمت'لتبرير الاحتلال الأمريكي لأفغانستان. وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد في تصريح للصحافيين : 'هذه الأنباء تأتي فقط من جانب واحد، من مكتب أوباما، وأمريكا لم يظهر أي دليل أو برهان لدعم هذه العملية'. وفي سياق الحفاظ على هذا الإنجاز الأمريكي في القضاء على بن لادن والسعي لعدم تكذيبه'قال جون برينان، المستشار الأعلى للبيت الابيض'لمكافحة الارهاب 'اننا سنعمل كل ما في وسعنا للتأكد من أن لا أحد لديه أي أساس في محاولة إنكار إتمامنا'عملية أسامة بن لادن'. كما صرح من قبل'السفير البريطاني السابق لدى الولاياتالمتحدة كريستوفر ماير، أن إعلان الولاياتالمتحدة'عن'بعض الأدلة'التي تثبت مقتل بن لادن هو أمر'ضروري. وأضاف:''لا أرى أنه من الممكن'أن يعلن'الرئيس الأمريكي للعالم ان بن لادن قد مات دون أن يتمكن من تقديم أدلة بذلك. وأعرب ماير'عن اعتقاده بأن العالم سيرى'الأدلة الكافية مثل الحمض النووي أو'نشر صور تثبت مقتل بن لادن. ولكن ذلك لم يتحقق بعد.'فالصور لم تنشر كما أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما بحجة أنها تهدد الأمن العام. وردا على قرار الرئيس اوباما'بعدم الافراج عن الصور، قال ليندسي جراهام، السيناتور الجمهوري'الأمريكي ورئيس الفريق الجمهوري باللجنة الفرعية للعمليات الخارجية، ان قرار أوباما خاطئ. وأضاف': 'إن الغرض الأساسي من ارسال جنود امريكيين'الى المبنى الذي يسكن فيه بن لادن بدلا من القصف الجوي، هو الحصول على دليل لا يقبل الجدل بوفاة بن لادن. أنا أعرف أن بن لادن قد مات. ولكن أفضل طريقة للحماية والدفاع عن مصالحنا في الخارج هو اثبات هذه الحقيقة إلى بقية العالم'. من جانبه قال جورج غالاوي وهو سياسي بريطاني ونائب سابق في البرلمان البريطاني عبر فيديو سرب على youtube أثناء وجوده في غلاسكو كمرشح لمقعد'قيادي، انه يجد صعوبة في تصديق'قصة مقتل بن لادن. وأضاف بأنه يعتقد بأن'هذه القصة ليست كاملة وأن هناك ظروفا'مثيرة للشكوك'تتعلق بالرواية الأمريكية حول عملية مقتل بن لادن مثل عدم نشر الصور والفيديو ورمي الجثة في البحر. كما قال بأن رمي الجثة 'لتنام مع الأسماك' بحسب تعبيره يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية وتساءل عن'طريقة التخلص من الجثة بهذه السرعة والسبب وراء'رميه في البحر.'وأضاف غالاوي أن'المواجهة بين الشرق والغرب'لن تنتهي بانتهاء بن لادن لأنها لم تبدأ عند بدايته'ولن تنتهي عند'موته. وأنهى غالاوي كلامه بالقول: 'نحن لن نتخلص من'حالة الحرب مع العالم الإسلامي إلا'عندما'نتوقف'عن مساعدة إسرائيل باحتلال فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين. إذاً، لهؤلاء الذين يهللون لمقتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن على يد الاستخبارات الأمريكية، وللذين يتهمون المشككين بمقتله بالمبالغة الحمقاء في'الإيمان'بالنظرية التآمرية، ما من جديد، هذه المرة،'يدعو إلى'تأكيد صحة خبر مقتل بن لادن في حين لم يتم عرض أي دليل موثوق يؤكد مصرعه، والجميع يعرف كم من مرة أعلن مقتله من قبل جهات عديدة ثم تم تكذيب الخبر بعد حين. هذا الانفعال السريع والحماس الفائض يجعلان البعض يتساءل: هل أصبح الناس، لكثرة هوسهم'بخطورة بن لادن، جاهزين لتصديق الأكاذيب العلنية؟ وهل أصبحت'وسائل الإعلام الغربية واحدا من مقاتلي بن لادن، حتى باتت لفرط كرهها له،'تقتله هي أيضاً، عبر الإعلام؟ القدس العربي