هل ترغب أن يرجع بك الزمن عشرين عامًا إلى الوراء، وتكون أحد شواهد العصر على آخر ثلاث حروب اعتُبرت عالميةً: الأولى غزو العراق للكويت عام 1990، والثانية حرب عاصفة الصحراء بمشاركة دول العالم ضد العراق وتحرير الكويت بعد سبعة أشهر فقط عام 1991، والثالثة حرب الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين وقتل نجلَيْه عدي وقصي وبعض أفراد أسرته 2003 ومحاكمته قبل إعدامه عام 2006؟ فقد حمل رجل الأعمال الكويتي يوسف العميري على عاتقه مساعدتك أنت وغيرك وأن تحقق حلمك، وأن تعيش بالصوت والصورة الأحداث الحية فيما يشبه المتحف الحي المسمَّى "بيت الكويت للأعمال الوطنية" الذي صار اليوم قبلة كافة رؤساء الدول والوفود العسكرية والجهات الحكومية والمدارس من داخل وخارج الكويت. يقول العميري إنه يشعر بالفخر؛ لتمكُّنه من تأريخ حقبة زمنية مهمة في تاريخ الكويت؛ هي محنة الغزو العراقي، وتحرير الكويت، والإطاحة بصدام حسين، لتكون عبرة للأجيال المقبلة. وأكد أن رأس تمثال صدام حسين الشهير الذي كان يتوسَّط ميدان بغداد، يُعتبر من أهم المقتنيات؛ لأنه شاهد على سقوط طاغية. وأشار إلى أن مجموعة من الضباط الأمريكيين أهدَوه رأس التمثال الذي جلبوه من بغداد؛ حيث أسقط برافعةٍ، في مشهدٍ لا يزال العالم يتذكَّره. وأكد العميري أنه يرفض التقاط أية صورة له مع تمثال صدام حسين. ويقول: "لن أفعلها، ولن تجمعني صورة حتى مع تمثاله.. لا يشرفني ذلك". وأوضح أن رأس التمثال يبلغ وزنه يقارب 4 أطنان، ومصنوع من النحاس. وأضاف أن كثيرًا من الجهات والأفراد والمتعاطفين مع الكويت، أهدَوه كثيرًا من المقتنيات الأصلية المهمَّة الشاهدة على تلك الفترة؛ منها مدفع رشاش مضاد للطائرات، وآخر ثقيل استعملهما الجيش العراقي في غزو الكويت وحرب عاصفة الصحراء، كما يحتفظ العميري بوثائقَ رسميةٍ ومخاطباتٍ استعملها النائب العام الأمريكي في محاكمة صدام حسين. وكشف رجل الأعمال الكويتي أيضًا أنه يحتفظ ب"بذلة" عدي النجل الأكبر لصدام حسين التي ظهر بها على التلفزيون العراقي بعد تعرُّضه لعملية اغتيال، وسيجاره الكوبي أيضًا -وطوله 40 سنتيمترًا- إلى جانب بطاقة دعوة إلى حضور عيد ميلاده، وعدد آخر من المقتنيات الخاصة بعائلة صدام حسين. وأشار العميري إلى أن غالبية الدول التي شاركت في حرب تحرير الكويت عام 1991؛ لها أجنحة خاصة بمقتنيات أصلية توضح الدور الذي قامت به. ولفت إلى أن مجموعة كبيرة من الفنانين العرب زاروا المتحف؛ منهم غادة عبد الرازق، ونادية الجندي، ونبيلة عبيد، ونور الشريف، وعابد فهد، ومحمد رياض، وألفت سلام، وأحمد بدير، وسمير غانم، وغيرهم. وألمح إلى أن الدائرة توسَّعت إلى درجة توقيعه على أكثر من عشر اتفاقيات دولية ليكون للكويت أجنحة خاصة في تلك الدول؛ آخرها الاتفاقية مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ومستشار ملك بريطانيا حاليًّا السير جون ميجر. يُذكَر أن بيت الكويت للأعمال الوطنية أُسِّس عام 1997 برعاية الأمير الوالد الشيخ الراحل سعد العبد الله السالم الصباح. وكان عبارة عن صالة للتوثيق بالصور الفوتوغرافية وتحوَّل إلى دراما تبدأ بالضوء والصوت تتحدث عن تاريخ الكويت. ويتضمَّن البيت مجموعة من القاعات تتحدث عن الأسرة الحاكمة للكويت، بدءًا بعهد الشيخ مبارك الكبير، وانتهاءً بعهد الشيخ صباح السالم الصباح.