عماد عبد الهادي-غرب كردفان رغم تدهور المرعى وضيق المساحات التي تتحرك فيها الأغنام وغالب الماشية في شمال كردفان وغربه في السودان، فإن هناك إنتاجية عالية من الضأن خاصة التي يطلق عليها اسم الضأن الحمري. ويتخوف مربو الأغنام والضأن على وجه التحديد هذه المرة من أن تتسبب قلة الأمطار الموسمية في انعدام شبه كامل للمرعى الذي ينحصر في أماكن محدودة. ومع ذلك يتفاءل كثير منهم بأن الإنتاجية العالية من كافة الماشية تمثل "بشارة خير"، ربما لا تعقبها فترات جدب مؤثرة، كما حدث في سنوات ماضية. ويرى يحيى محكر دومة -أحد مربيي الضأن- أن الإنتاجية العالية هذه السنة جاءت لتعوض ما فقد خلال الصيف الماضي بسبب العطش وقلة المرعى. ويعتبر محكر أن الإنتاجية العالية في ظل ضعف المرعى، هي بشرى لمواسم مقبلة أكثر رخاء، مشيرا إلى عدة سنوات خلت كان فيها الإنتاج لا يمثل أكثر من 20%. ويتحدث محكر عن نفوق أكثر من مئة رأس من أغنامه في يوم واحد مع بداية هطل الأمطار الموسمية، مشيرا إلى أن تلك الحالة تدفع المربين للاستعداد باكرا لتجميع الحشائش ومخلفات الفول السوداني وتخزينها لفترة الصيف المقبل، والتي قد تمتد لأكثر من أربعة أشهر. الزحف الصحراوي وتعاني الماشية في ولايات كردفان المختلفة من قلة الحشائش في منطقة بدأ الزحف الصحراوي يلتهم أطرافها بشكل أخاف الرعاة والمزارعين على السواء. وتشتهر المنطقة بإنتاج أفضل أنواع الضأن وأوفره بين السلالات الأخرى التي تنتج في مناطق مختلفة من السودان وغيره. وكان مسؤول سوداني في ولاية شمال كردفان أعلن الشهر الماضي استعداد المنطقة لتصدير أكثر من خمسة ملايين رأس من الأغنام إلى دول الخليج العربي وبعض دول الجوار الأخرى. وكشف معتمد محلية الخوي في شمال كردفان بكري صالح الشريف -في تصريح صحفي- أن محليته صدرت العام الماضي نحو مليون وخمسمئة ألف رأس من الضأن لدول الخليج وحدها. وتشكل سلالات الضأن شبه الصحراوي -الحمري نسبة لقبائل الحمر والكباشي نسبة لقبيلة الكبابيش- الداعم الرئيسي لصادرات الأغنام في السودان. وفرة المراعي وتعتبر منطقة شمال كردفان وغربه من أكثر المناطق إنتاجا لأجود السلالات، لوفرة المراعي الطبيعية وملاءمة الظروف الطبيعية والبيئية لتربيتها، بجانب انخفاض تكاليف تربيتها. ويساعد نمط الترحال الذي يمارسه رعاة الماشية في استغلال أمثل للموارد الطبيعية المتاحة، رغم كثير من المشكلات التي تواجههم. من جهته، يشكو جمعة إبراهيم -أحد مربي الأغنام- من ضعف الخدمات البيطرية والصحية بشكل يؤثر على كل الإنتاج. ويبرر -في حديثه للجزيرة نت- ارتفاع إنتاجية الضأن حاليا بزيادة المعرفة والخبرة بين المربين، مطالبا بتوفير بعض الأدوية والأمصال المنقذة لحياة الحيوان، "لأننا نرعى في أماكن يكثر فيها الهوام والثعابين"، وفق قوله. أما محكر فيؤكد أن غلاء الدواء وضعف القوة الشرائية في الأسواق المحلية قد تجبر مربي الضأن على تقليل إنتاجه في المستقبل، متسائلا عن إمكانية وجود شركات أو مصدرين يتعاملون مع المنتجين مباشرة بدلا من الوسطاء.