لوقت ليس ببعيد.. وفي التسعينيات تحديداً كانت فرقة الاصدقاء المسرحية الشهيرة تزور جمهورها في منازله وفي النصف الثاني من الليل وتجد حتى صغارهم في انتظارها.. الآن اصبح جمهورها يشد الرحال باحثاً عنها بالمسارح وفي كل مسارح يترك لها ورقة «فرقة الاصدقاء.. حضرنا ولم نجدكم؟!». أين هي فرقة الاصدقاء.. وهل توقفت بتبعثر اعضائها.. حاضرها ومستقبلها واسباب اختفاء الوجوه المألوفة فيها.. ناقشناه مع عرابها الكاتب والمخرج والممثل محمد نعيم سعد، اضافة الى معوقات ومشاكل الانتاج الدرامي التي تعوق عمل الفرق.. كل ذلك ومحاور اخرى في نص الحوار التالي... * بداية اين فرقة الأصدقاء؟ - الفرقة موجودة.. وعندما يكون هناك انتاج تعمل الفرقة وفي حالة العدم تتوقف كما هو الحال الآن. - صمت وقال- وهذا حال البلد.. ليس هناك انتاج في التلفزيون والمسرح يحتاج الى تمويل وتخفيض الضرائب الكثيرة عليه. * رغم عروض مسرحية ابيض واسود القريبة.. إلا ان الناس لا تحس بوجود فرقة الأصدقاء؟ - هذا لان مسرحية ابيض واسود لا تضم كل الاصدقاء وانما بعضاً منهم وطبعاً عندما تكون الفرقة مكتملة يكون لها طعمها الخاص. * أين «متاعب» الاصدقاء؟ - اخذ نفساً عميقاً وقال: التلفزيون توقف عن انتاج متاعب من زماااان. * ما هي أسباب إرتفاع تكلفة الانتاج الدرامي؟ - الضرائب على المسرح عالية جداً.. ولا تغطي تكلفة انتاج المسرحية للمنتجين.. والتلفزيون يدفع لكنه لا يسوق تلك الاعمال حتى يأتيه منها مردود مادي.. رغم علمه ان الدراما خارجياً تمثل مصدر دخل اساسي دي مشكلة الاعلام الخارجي. * لماذا اتجهت للإخراج وتركت التمثيل؟ - الاتجاه للإخراج اصلاً هو بدايتي كنت امارس التأليف والاخراج. * وآخر مرة ظهرت فيها ممثلاً متى كانت؟ - كانت الحاج مذكر 2007م. * يقال ان الاخراج اخذك من التمثيل؟ - قدرت في فترة من الفترات ومن اجل التطور ان افرغ نفسي للإخراج حتى نواكب التطور. * هل فقدت الاصدقاء احدى ركائزها في التأليف بهجرة العضو مصطفى احمد الخليفة؟ - مصطفى فرق معانا في التأليف للمسرح.. والمسرح لا ينتج اما متاعب الذي يبث في التلفزيون فهو من تأليفي انا. * هل يعكس ضعف العائد المادي عدم شعبية المسرح؟ - الجمهور لم ينقطع عن المسرح.. لكننا نحن لا نستطيع الاستمرار مع التكلفة العالية والضرائب.. ومطالبون كذلك بسعر تذاكر مناسب حتى تتمكن الاسر من المشاهدة... جماهيره موجودة بس نحن ما موجودين. * كيف تنظر لمستقبل خريجي كلية الدراما وسط هذه الاجواء؟ - المستقبل موجود لخريجي الكلية أو يفترض ذلك.. يمكن لعدد منهم مزاولة نشاطهم الابداعي ويمكن لعدد آخر ان يقوم بالتدريس في المدارس بعد تفعيل حصص الموسيقى والدراما.. ومن المهم جداً ان تدرس الدراما والموسيقى منذ اعمار صغيرة في المدارس. * كيف هو راهن العلاقة بين الدراميين والاذاعة والتلفزيون؟ - العلاقة مع الاذاعة جميلة وثمرتها ان الدراما الاذاعية ناجحة جداً وكذلك تعامل الاذاعة مع الدراميين راق وهو سبب نجاح هذه المجموعات في عملها.. وهذا يعكس التلفزيون تماماً. * هل هناك أزمة في المسرح؟ وكيف الخروج منها؟ - الأزمة هي عدم الممارسة المسرحية واذا وجدت معالجة لجعل الممارسة حية، حتماً ستزول الازمة. * لماذا لا توجد سوق للخروج بالدراما خارجياً؟ - الاتجاه معروف للخروج بالعمل الفني الواضح فعلى مستوى الغناء والموسيقى نحن نجد القبول في غرب افريقيا (تشاد - الكنغو -جيبوتي)، وسوقنا مزدهر هناك وكذلك هناك قبول حتى للدراما بعكس الدول العربية. * لماذا تتعثر المواسم المسرحية رغم دعم المسرح للفرق بالديكور والازياء وغيرها؟ - في السابق كانت هناك مواسم مسرحية مدعومة والآن توقفت اما ما ذكرته يكون حسب الاتفاق وبنسبة مئوية. * لماذا يهرب اصحاب رؤوس الاموال من الانتاج المسرحي؟ - يخافون من الضرائب والامر هو مغامرة.. قد تدفع اموالاً لا تستطيع المسرحية ارجاعها. * ما مشاريع فرقة الاصدقاء المستقبلية؟ - ليست لديها اي مشاريع حتى ينصلح الحال. الصحافة