استقبل الوفد المصري المشارك في مهرجان كان السينمائي بالتصفيق الحار والزغاريد من قبل النقاد والسينمائيين وأبناء الجالية المصرية الذين امتلأت بهم صالة الدورة الستين للمهرجان. وحضر مدير مهرجان كان التنفيذي تييري فريمو والذي قال في كلمته الترحيبية إنني أرحب بالثورة والسينما المصرية ونحن سعداء باستقبال الوفد المصري ولاسيما ماجدة واصف وشكرها على مساعدتها المهرجان في تنظيم هذه التظاهرة المصرية. وحضر من النجوم المصريين الذين شاركوا في فيلم "18 يوما" كل من يسرا ومنى زكي واحمد حلمي وآسر ياسين وخالد ابو النجا ومعظمهم كانوا من الناشطين الفعليين على الأرض خلال الثورة وشاركوا في تظاهراتها يوميا، كما هو الشأن مع مخرجي الشريط الذين حضر منهم إلى كان يسري نصرالله وكاملة بو ذكري ومروان حامد وشريف البنداري ومريم ابو عوف. وتغيب النجم عمرو واكد عن الحفل رغم مشاركته في الشريط بعدما انتقد مشاركة اثنين من المخرجين شاركا في السابق في حملة دعائية لحساب الحملة الانتخابية للرئيس السابق حسني مبارك. ونشط واكد في مهرجان كان في شرح موقفه للصحافة العربية والاجنبية وتحدث عن دوره في فيلم "إبراهيم البطوط" الجديد الذي يصور الآن حول الثورة. وتغيب عن حفل الأربعاء سفير مصر في باريس، بعدما أثار احتمال حضوره جدلا. وقبيل تقديم الفيلم أهدت مريم ابو عوف نيابة عن زملائها الفيلم "الى كل الارواح التي قضت وهي تدافع عن الثورة والى كل من امضوا وقتهم في ميدان التحرير لتغيير الاشياء". وبينما حاول احمد حلمي ممازحة الحاضرين قال يسري نصرلله إن "الثورة عبرت عن رغبة الشعب المصري بالحرية والكرامة" واهدى الفيلم اضافة الى الشعب المصري الى "كل الشعوب التي تناضل من اجل الحرية في سوريا وليبيا واليمن والبحرين". وحمل الشريط الجماعي حيث لا يظهر اسم المخرج مقرونا بالجزء الذي انجزه الا في نهاية الفيلم، رؤى المخرجون العشرة للثورة المصرية كما اعادوا صياغتها مستندين الى الوقائع التي تكررت بين جزء وآخر من الشريط. وجاء الفيلم في صورة مباشرة في كثير من اجزائه من دون ان يتخطاها الى مستوى فني آخر، غير ان ذلك لم يمنع القائمين على المهرجان في كان من تسجيل طلب كبير على الشريط الذي ارتبط اسمه بالثورة. وكان منفذو العمل صرحوا في اكثر من مناسبة انهم انتجوا الفيلم اساسا في محاولة لتنمية الوعي بالديمقراطية لدى جميع فئات الشعب المصري، وهو ما كررته بمناسبة عرض الفيلم لوكالة فرانس برس المخرجة كاملة ابو ذكري. واستهل العرض بشريط شريف عرفة "احتباس" حيث يصور الوطن مثل مستشفى للامراض النفسية، نزلاؤها ناموا طوال اثنين وثلاثين سنة واستيقظوا فجأة على الثورة. ويصور مروان حامد اجواء الاعتقال والتعذيب خلال ايام التظاهرات من خلال شاب متعلم ورجل امن يمارس التعذيب على من بات اسمه السجين رقم " 19-19". اما كاملة ابو ذكري مخرجة الروائي "واحد صفر" الذي نال العديد من الجوائز فوقعت هنا "خلقة ربنا" عن فتاة تنزل لتكسب رزقها لكنها تمشي مع المتظاهرين الى مصيرها. وقدم المخرج الشاب محمد علي "الطوفان" ملتفتا فيه الى وضع الفقراء في الثورة ممن ليس لديهم موقف مما يجري ويسعون للاستفادة من الثورة لتحقيق بعض المكاسب المادية، لكن بأي ثمن؟ وصورت مريم ابو عوف في تحرير "2/2" ايضا وضع فقير يريد ان يتكسب ببيع الاعلام المصرية وحتى صور مبارك. وتميز شريف البنداري في عمله "حظر تجول" الذي صور في الاسكندرية علاقة جد بحفيده المتمرد والذي يتظاهر بوجع في المعدة ليخرجه جده الى المستشفى ويكسرا معا حظر التجول العبثي كما يصوره المخرج. واعتمد يسري نصرالله المشارك في "داخلي/خارجي" على النجمات منى زكي ويسرا فضلا عن آسر ياسين ليصور رغبة امرأة بالنزول الى ميدان التحرير بعد ما عرف ب"واقعة الجمل" ومعارضة زوجها الفكرة. اما احمد عبدالله، مخرج "ميكروفون" الذي نال عددا من الجوائز اخيرا، فصور في "شباك" انجذاب شاب لصبية بينما يعيشان الثورة بطريقة مختلفة. وحكى "اشرف سبيرتو" لاحمد علاء سيرة حلاق ايام الثورة تحول محله الى ما يشبه المستشفى الميداني بينما روى خالد في "كعك الثورة" يوميات شاب بسيط يعمل خياطا ويتابع الثورة من محله دون ان يجرؤ على الخروج. وبعد عرض الفيلم اقام مهرجان كان حفلة على شرف المصريين غنت فيها فرقة "وسط البلد" وحضرها عدد من النجوم المصريين والعرب والاجانب.