يُعد الإعلام الجديد مسرحاً ومرتعاً خصباً للمعلومات، بعد الثورة الهائلة في تكنولوجيا الاتصالات، التي دخلت كل بيت، وبات من الصعب السيطرة عليها أو حجبها من الجمهور، وفي نفس الوقت لابد من التعامل معها بحيطة وحذر بعد وضع التدابير التي تحمي الأمن القومي وتدرأ الإشاعات وكل ما من شأنه يصب في مصلحة الوطن والمواطن، سيما في ظل ارتفاع نسب المستخدمين، التي تزداد يوماً بعد يوم. الخبير الإعلامي بروفيسور على شمو تحدث في أكاديمية السودان لعلوم الاتصال، آخر الأسبوع الماضي، عن تاريخ وسائل التكنولوجيا وتطورها، وتناول أهمية ذلك الإعلام الجديد وتأثيره على المجتمع، وكيف يمكن الاستفادة منه، فماذا قال؟ وليدة المجتمع في البداية أكد بروفيسير على شمو أن القائمين بالاتصال لا يمكنهم التخلي عن التكنولوجيا وما يحدث فيها من تطور، بل ويعتبرها إحدى معيناته على أداء مهمته بصورة جيدة. وقال: إن الإعلام الجديد حدث نتيجة لتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وليدة المجتمع الجديد، الذي نقوم على إعداده، بعد أن كنا نعيش وسط مجتمع تقليدي رعوي وزراعي بسيط تطور بعد تعامله مع تلك التكنولوجيا، التي استقبلها ببطء، وظللنا لفترة من الزمن أسرى للإعلام القديم. وأضاف: إننا لم نلتفت للتعامل معه إلا بعد ظهور التطور الصناعي، الذي نبهنا إلى وجود كم هائل من المعلومات، فصنع شيئاً يسهل تخزين المعلومات ومراجعتها واستردادها متى أراد، ثم حدث تطور في الاتصالات، وظهر الانترنت الاختراع العسكري بفضائه الفسيح الذي لا يحكمه شخص، وخلق عالماً افتراضياً نتعامل معه دون أن نكون موجودين فيه. وبعد ذلك ظهرت العديد من المكتوبات والمنشورات الإلكترونية عبر الانترنت لكنها لم تصنف. وقال: السؤال المهم ما هي الصحافة الإلكترونية هل هي الصحافة الورقية التي تطبع ثم ترفع على الانترنت، أم هي ما يكتب مباشرة داخل الشبكة، وهل تحكم بقوانين، فقانون الصحافة والمطبوعات لا يعالج هذه المسائل لأنه يتعامل مع الصحافة الورقية. تأثير إيجابي ونبه بروف شمو إلى خطورة ذلك الإعلام حينما قال: أخطر ما في الإعلام الجديد الاتصال المباشر الذي يحدث في نفس اللحظة، وأن هذه التقنية يمكن الاستفادة منها سياسياً، ولولا الإعلام المفتوح لما حدث الربيع العربي على سبيل المثال، لذلك يؤثر إيجاباً وسلباً، لكنه يميل إلى إيجابيته التي تتوقف على استخدام الشخص لها، مؤكداً ضرورة توجيه أرباب الأسر لأبنائهم ومراقبتهم حتى يستطيعوا الاستفادة من تلك الإمكانيات في المعرفة واستقاء المعلومات بصورة إيجابية، إضافة إلى توظيفها بطريقة جيدة. وقال: يمكنها أن تكون ذات مردود سلبي اذا أسيء استخدامها، لأنها تفتح آفاقاً كثيرة ضارة ومؤذية، ففرض على الناس عبئاً جديداً بمراقبة استخدام الأفراد والأسر. على مستوى المجتمع السودني يرى بروف شمو أن هذه التكنولوجيا أثرها إيجابي، بعد أن مكنت وسهلت التواصل عبر مجموعات تطبيقات التواصل الاجتماعي الواتساب أو الفيس بوك وغيرهم، وباتوا على اتصال دائم ببعضهم رغم فروقات المسافة والزمن. ضحد المحاولات الهدامة السودان بحسب بروف شمو يخطو بخطى متسارعة نحو الإعلام الجديد، حتى أن لدينا "33" مليون مستخدم، منهم "11" مليون يستخدمون الانترنت، وفقاً لإحصاءات الهيئة القومية للاتصالات، وقال: لكن أنا دائماً ما أضع تعديلاً على هذه الأرقام، وبرر ذلك باشتراك عدد من المستخدمين في شبكة واحدة، بالإضافة إلى أن أجهزة المحمول زادت بنسبة "85%" وهذا يعني أن لدينا كل وسائل التواصل التي تمكننا من ولوج هذا العالم، وما نحتاجه هو التعامل مع الإعلام الجديد، وعدم رفضه. وقال: رغم أنه يشكل خطراً على الأمن القومي إلا أن القانون أعجز من أن يقف أمام هذه التطور، وبدلاً من التصدي له يجب التعامل معه بأسلوب وشكل جديد، وأن تعمل الدولة على حماية المجتمع، وأن تحمي الأسر أبناءها، أما الإعلام مسؤوليته نقل المعلومات بوضوح ومصداقية، لأنه بات من المستحيل إخفاء المعلومة في ظل هذا التطور، ودرء الإشاعات بالمعلومات الصحيحة التي من شأنها دحض كل المحاولات الهدامة اليوم التالي