"داليا" كانت "شترا" و"نادرة" دلوعة ماما.. فما الذي غير الاحوال؟ بعيدا عن ذلك الاتهام الذي ظل ولفترة طويلة يطارد بنات الداخليات من انحرافات واشياء غير جميلة تمارس من قبل بنات الداخلية وذلك الاسطول الطويل وعريض من العربات الفارهه التي تقف امام بوابة الداخليات.. لم يتسن لي الحياة في كنف الداخلية ولكن زرت كثيرا من صديقاتي في الداخليات ولي قريبات كثر عشن في الداخليات وكانت تجربة ثرة لهن جميعا. لنترك المجال لكل واحدة منهن لتحكي لنا تجربتها في الداخلية التي كانت تعيش فيها. نادرة خالد.. خريجة اقتصاد كنت اعيش في داخلية الزهراء وبصراحه عندما جئت للداخلية كنت ابنة مدللة جدا بسبب انني ابنة وحيدة لاسرة تعاني شح البنات هذا الشئ جعلني اعتمد على افراد اسرتي في قضاء كل حوائجي مما جعلني لا ادرك لنفسي شيئا ولم نكن نضع في حسابتنا سواء كنت انا او اسرتي ان هناك يوما سوف يكونوا مضطرين لتركي لوحدي في خضم وضع لم اكن مستعدة له تماما واليوم الاول كان عبارة عن يوم كارثي في حياتي وحياة اهلي الذين كانوا منشغلين علي تماما وطوال اليوم امي حاملة الجوال لتسأل عن احوالي ماذا ارتديت وكيف اكلت وماذا سأصنع بعد ذلك اي في اليوم الاول..حقيقة كانت هناك زميلة تدرس في كلية الصيدلة اسمها حفية وكانت لها خبرة في الحياة في الداخليات هذه تبنتني تماما ولكن دون ان تقوم بعمل اشيائي الخاصة انما كانت تعلمني كيف اعمل حاجاتي الخاصة كيف اغسل ملابسي واكويها حتى طريقة الجلوس لزميلاتي وتبادل الحديث معهن والاكل في مكان واحد اذ كنت دائما آكل لوحدي حتى آكل على راحتي مما جعلني متخلفة في طريقة الاكل مع الجماعة.. تطور كبير تواصل (نادرة) حكيها عن الداخلية والذي تعلمته في الداخلية عند نهاية النصف الاول من العام الدراسي وذهبت لاسرتي كنت اقوم بعمل كثير من الاشياء التي ماكانت امي تحلم يوما ان اقوم بعملها من كنس وترتيب وغسيل العدة واهتمامي بملابسي التي لم اكن اعلم عنها شيئا في الماضي واكثر شخص كان مبسوطا من تجربة الداخلية هذه هي والدتي التي قالت انها دلعتني ولم تكن تعلم ان هناك يوما سوف ياتي ولن تكون موجودة معي وعندما تخرجت من الجامعه كنت قد تعلمت الطبيخ بكل انواعه كنت شترا هذه الصديقة ( داليا) عندما دخلت الجامعه واقامت في داخليا بعيدا عن اهلها صديقتي العزيزة هذه كانت تعاني اشد المعاناة من خلال اختيارها لملابسها التي تريد ان تذهب بها الكلية وفعلا نحن قبل ان نتعرف عليها بشكل قريب كنا نعلق على ملابسها التي كنا نرى الشترا فيها ظاهرة (الشترة عزيزي القارئ هي عدم المواءمة في الالوان في اللبسة الواحدة) ولكن بعد فترة بداية العام الدراسي في الكلية بدات الالوان تتوافق والشنطة مع الحذاء في اناقة غريبة.. عندما بدات في اجراء هذا الحديث عن الداخلية فضلت الاتصال عليها لاسالها هل للداخلية يد في تبدل الشترا.. اجابتني ضاحكة نعم لها يد طويلة في هذا الامر رغم اني لم استعن باحد في هذا الامر اعتمدت على عيوني في هذا الامر وفعلا حققت ثقافة عالية جدا في هذا الامر كما اني اليوم اصبحت من بيوت الخبرة في تركيب الالوان في المنطقة التي اسكنها لكن الحق يقال كنت شترا عديل كدا.. لكن للشوف تعليم خطير عشت حياة اخرى.. اما( تقوى) التي يقال لها( تتا اللذيذة) من باب انها حلوة ومن اسرة ارستقراطية وحنكوشة وذات دهشة حاضرة بعد تحضير اكلة من نوع الكسرة بالطماطم والبوش والسخينه قالت انها في البداية كانت ترى نظرات الاستهجان من زميلاتها في الغرفة ولكن بعد ذلك توصلن لحقيقة انها فعلا تندهش من هذه الاشياء اي انها ما (مطنقعة) (مفترية ) من خلال عشرتها واشيائها التي تجلبها للداخلية من ماكولات غريبة على زميلاتها في الغرفة وكانت تقول لهن لماذا انتن لكن الدهشة من اشيائي ومحرمة علي انا من اكلكن الذي لم ار احد يأكله من اسرتي بحكم انني من اسرة لا تأكل الكسرة بالطماطم لكن بعد ان اقمت في الداخلية اصبحت من الاكلات المفضلة لدي انا ووالدي خاصة في ايام الجمع بعد ان استقر بهم المقام في هذه البلد السوداني