انتشرت أجواء الاحتفالات في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم قبل أيام من حلول الأول من يناير (كانون الثاني) للعام الجديد والذي يوافق أيضاً ذكرى مرور 60 عاماً على استقلال البلاد من الاستعمار البريطاني. ويقام عدد من الحفلات الموسيقية الكبيرة لمناسبة رأس السنة التي تطغى عادة على ذكرى الاستقلال، على رغم أن هذا العام شهد ميولاً وطنية أكبر، تمثلت في حملات مكثفة لبيع علم البلاد وعرضه على واجهة السيارات والبيوت والمحال، إضافة إلى تداول وسائل الإعلام المرئية والمسموعة أناشيد تمجد الاستقلال. وكانت السلطات أصدرت في وقت سابق عدداً من الموجهات الخاصة باحتفالات آخر العام، اشترطت من خلالها على جميع المؤسسات والأندية رفع علم السودان ووقف جميع الاحتفالات عند منتصف ليلة 31 كانون الأول (ديسمبر) لعزف النشيد الوطني. وكتب الصحافي السوداني أحمد يونس أن «احتفالات السودانيين تشهد اشتباكاً سنوياً بين دعاة الاحتفال بذكرى استقلال البلاد ومحبي الاحتفاء برأس السنة الميلادية»، موضحاً أن السمة الغالبة على الفئة الأولى هي أن معظمها من كبار السن والناشطين السياسيين، فيما تتكون المجموعة الثانية من الشباب غالباً. وتتباين أشكال الاحتفالات لدى الفئتين، فمن جهة، تشهد شوارع العاصمة ومتنزهاتها تكدس الشباب الذي يحتفي بقدوم عام ميلادي جديد، فيما تعرض مؤسسات الدولة ووسائل الإعلام الرسمية علم البلاد والأناشيد الوطنية وخطابات المسؤولين. ولا يسلم الشباب في هذا اليوم من انتقادات يوجهها أشخاص يرون في ميول الجيل الحالي إلى الاحتفال برأس السنة وليس الاستقلال، دليلاً على عدم الوطنية. ويعزو البعض هذه اللامبالاة تجاه ما يفترض أنه أكثر الأيام أهمية في تاريخ البلاد، إلى «ضعف التربية الوطنية في المناهج التربوية»، فيما يرى آخرون أن الاحتفالات الرسمية لهذه المناسبة تكون في الغالب رتيبة ومملة، وتفشل في جذب تلك المرحلة العمرية. وحوت مواقع التواصل الاجتماعي آراء عدد من الشباب السوداني ومواقفهم تجاه هذا اليوم. وجمع وسم (هاشتاغ) «عيد استقلال السودان» على «تويتر» تغريدات تباينت ما بين تهنئة أفراد الشعب بعضهم بعضاً باستقلال السودان في 1956 من جهة، والتحسر على تدهور الحال الاقتصادية والاجتماعية الحالية في البلاد من جهة أخرى. وغردت آلاء محمد: «كل عام ووطني الحبيب وشعبه بألف خير، وأتمنى له مزيداً من الازدهار والتقدم، وأن يعم الأمن والسلام كل أرجائه»، مؤكدة أن «بلادي وإن غارت علي عزيزة». وذكر أحد المغردين أنه على «رغم الحرب والاستبداد والفساد، يظل الوطن عزيزاً»، وأيده محمد أسامة بالقول: «نحن أبناؤك في الفرح الجميل.. نحن أبناؤك في الحزن النبيل». وقال مغرد يستخدم اسم «جند الوطن»، مستشهداً بكلمات النشيد الوطني: «نحن جند الله، جند الوطن.. إهداء لكل الوطنيين على رغم ظروف الدولة وقسوتها التي لم تترك فينا وطنية».