الخرطوم (رويترز) - قالت مسؤولة كبيرة في الاممالمتحدة ان الحرائق مازالت تشتعل في الاكواخ ومازال اللصوص يجوبون البلدة الرئيسية في منطقة أبيي السودانية المتنازع عليها بعد أكثر من شهر على سيطرة الخرطوم عليها واغلاقها ادارة مشتركة بين الشمال والجنوب. وقالت كيونج وها كانج نائبة مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان انه يجب اجراء تحقيقات "مستفيضة" في أبيي ومنطقة حدودية أخرى بين الشمال والجنوب تشهد صراعات حيث أجبر قتال نشب قبل أسابيع عشرات الالاف على الفرار. وسيصبح جنوب السودان دولة مستقلة في غضون أكثر من أسبوعين لكن الاشتباكات على طول الحدود غير المرسمة جيدا أثارت مخاوف من العودة الى حرب أهلية شاملة بين الشمال والجنوب على غرار تلك التي أودت بحياة أكثر من مليوني شخص على مدى عقود حتى انتهت عام 2005 . ونشب قتال بين الجيش الشمالي ومقاتلي الحركة الشعبية - شمال السودان - بجنوب كردفان المنتجة للنفط في الخامس من يونيو حزيران بعد نحو أسبوعين من سيطرة الخرطوم على منطقة أبيي وارسالها الدبابات والجنود. وقالت كانج ان جولة بالسيارة في البلدة الرئيسية في أبيي هذا الاسبوع أظهرت "دمارا كاملا. لا يوجد مدنيون وبعض الاكواخ مازالت تشتعل ويتصاعد الدخان ويجول فيها اللصوص." وأضافت في مقابلة أجريت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء "أعتقد أن الوضع خطير بدرجة تستوجب تحقيقا مستفيضا." ودعا الجيش الشمالي سكان أبيي للعودة الى منطقتهم وقال ان جنوده موجودون في أبيي وجنوب كردفان لضمان الاستقرار ولحماية المدنيين. وطالبت كانج بتسهيل دخول مراقبي حقوق الانسان الى المنطقة لاجراء مقابلات مع المتضررين من القتال على الجانبين. وقالت "نرغب في مثل هذه الفرصة لكن تصريح الدخول حتى الان محدود للغاية." وأضافت أن الاف السكان الذين كانوا قد فروا من كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان والمنطقة المحيطة طلبا للمأوى بالقرب من مقر بعثة للامم المتحدة في السودان عادوا الى بيوتهم لكن هناك شكوكا في عودتهم طواعية. وقالت ان فريقها طلب زيارة جنوب كردفان في اطار جولة بالسودان قبل انفصال الجنوب في التاسع من يوليو تموز لكنه لم يتلق ردا حتى الان. وقالت "تتطلب كادقلي الان تحقيقا مستفيضا .. وكلما كان ذلك أقرب كلما كان أفضل." واتهمت جماعات معنية بحقوق الانسان وجماعات كنسية الخرطوم بشن حملة على أبناء النوبة في جنوب كردفان وهي ولاية شمالية بسبب دعمهم للجنوب. ورفض مسؤولون في شمال السودان تلك المزاعم وقالوا ان لا اساس لها وتحركها دوافع سياسية. وفرضت قيود على الرحلات الجوية للامم المتحدة فوق جنوب كردفان بدرجة كبيرة وقالت المنظمة الدولية ان ذلك عرض عملها في توزيع المساعدات للخطر. وأعلنت الاممالمتحدة عن اعتقال ستة من موظفيها في مطار كادقلي يوم الاربعاء. وللسودان تاريخ طويل من الصراعات التي تتسم بالعنف. وكان الاستفتاء الذي أجري في يناير كانون الثاني واختار فيه الجنوبيون الانفصال عن الشمال شرطا من شروط اتفاقية السلام في السودان التي أبرمت عام 2005 لانهاء حرب أهلية اندلعت لاسباب لها علاقة بالايديولوجية والعرق والدين والنفط مما أجبر الملايين على ترك منازلهم. وقالت كانج ان الدولة الجديدة في الجنوب ستواجه تحديات "هائلة" في مجال حقوق الانسان تفاقمت بسبب الافتقار للبنية التحتية ولان قدرة الدولة الناشئة مازالت محدودة. وأضافت "تخلف الحرب وراءها ثقافة تكون للقوة الغاشمة فيها الكلمة العليا. والتغلب على هذه الثقافة يتطلب الكثير من الوقت والدعم