«رغيفان بجنيه» قاطعوا الأفران واصنعوا خبزكم في بيوتكم، ويكون خاليا من المواد المسرطنة ونظيفا»تحت هذا الشعار ابتدر ناشطون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ،خاصة فيسبوك لإرجاع أسعار الخبز في السودان لما كانت عليه. وطبّقت المخابز في العاصمة السودانية الخرطوم زيادة في أسعار الخبز ليصبح سعر قطعتي الخبز «زنة الواحدة 80 غراماً» جنيها، وعزا اتحاد المخابز هذه الزيادة إلى إرتفاع اسعار الدقيق عالميا. واعتبر ناشطون أن هذه الزيادة تشكل عبئا كبيرا على المواطنين،خاصة وأنها تزامنت مع زيادات في أسعار المواصلات واللحوم والخضر ومستلزمات المدارس، ومتطلبات فصل الخريف. وشهدت المواقع الألكترونية العديد من المشاركات التي تدعم هذه الحملة بالعودة للمأكولات المحلية التي تصنع في المنازل بواسطة ربات الأسر وذلك بقولهم: « عليكم بالكسرة والقراصة مقاطعة رغيف الخبز واجب وطني من أجل أولادك وأولادي ومحاربة اللصوص الذين يضطهدوننا ويتفننون في سرقتنا يوميا، والله لو تركتم شراء خبز المخابز ثلاثة أيام فقط لأفاقوا ورجعوا عن غيهم واستهانتهم بنا، نأكل عصيده، قراصة كسرة، اندومي، أي شيء يسد رمق الجوع إن شاء الله الناس تصوم حتي يرجع للمواطن الغلبان حقو غير كده ما في حل نهائي». وقال آخر : «كلكم عارفين وضع العيش عندنا كيف وحصل لي اي مكان وبجنيه بقي كم عيشه ويا ريت لو كانت تامه عيشه ؛ والتجار وأصحاب المال هم من يستحقرونا وهم من يزودو وهم من يقررو مع عدم وجود أي مراقبة تجارية» وطرح آخرون وصفات غذائية محلية تغني المواطنين من شراء الخبز سواء أكانت من الذرة والدخن أو من القمح نفسه من خلال صناعة خبز في المنازل، وانقسم المشاركون في هذه الحملة بين من حمّل الحكومة وحدها وزر هذه الزيادات وبين من أشرك التجار وصاتعي الخبز معها. ولم تخل حملة المقاطعة من السخرية إذ نشر البعض أشكالا تعبيرية تجسد معاناة الشعب السوداني مع زيادة أسعار الخبز طوال السنوات الماضية وانتشر مقطع يقول: «خمسة عيشات بجنيه 2013، أربعة عيشات بجنيه 2014،ثلاثة عيشات بجنيه 2015،عيشتين بجنيه 2016،عيشة واحدة بجنيه 2017 وتنظر لها فقط مقابل جنيه في 2018»! وتفاءل كثيرون بنجاح هذه الحملة ،لكن البعض الآخر تنبأ بفشلها مثل حملات «الغالي متروك «التي ابتدرتها جمعية حماية المستهلك إدبان زيادة أسعار اللحوم في في فترات سابقة بينما دعا ناشطون نقابات العاملين بالدولة للقيام بدورها تجاه منسوبيها بدلا من أن تصبح بوقا لتأييد الحزب الحاكم وطالبوا منظمات المجتمع المدني وأجهزة الإعلام بالضغط على الحكومة للتراجع عن هذه الزيادة. وبرّر اتحاد المخابز في ولاية الخرطوم هذه الزيادة بارتفاع أسعار الدقيق عالميا، وبحسب وكالة الأنباء الرسمية، فقد أرجع،عادل ميرغني، نائب الأمين العام للاتحاد،الزيادة إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج، مشيرا إلى عدم وجود أي خيار آخر لضمان وجود الخبز غير تخفيض عدد قطع الخبز. وتجدر الإشارة إلى أن خواتيم شهر رمضان شهدت ندرة في الخبز وعودة الصفوف للمخابز في ولاية الخرطوم والتي يبلغ عددها في الولاية 2300 مخبز تستهلك ما بين 30-35 الف جوال دقيق في اليوم. وكان الرئيس السوداني أعلن في بداية هذا العام أن قضايا المعيشة تعد من أولويات اهتمامه، وأشار إلى ما سماه بالنجاحات التي حققها اقتصاد بلاده في السنوات الماضية وأكد البشير في خطابه الرئيسي احتفالا بعيد الاستقلال أن العام الثاني من عمر الخطة الخمسية يجيء تحت شعار دعم الإنتاج من أجل الصادر وتحسين مستوى المعيشة، مؤكدا أن ذلك هو عماد برنامجه الإنتخابي. «القدس العربي»
