مهرجان التراث والسياحة والتجارة المزمع انعقاده في عاصمة جنوب كردفان (كادوقلي) أثار الكثير من الجدل والحديث الإيجابي والسلبي، فهناك من عدَّ أن الوقت غير مناسب لكون الولاية لا تزال في إطار البحث عن السلام، وبالتالي من الأولى أن تتركز الجهود لتحقيق الاستقرار، بينما يرى آخرون أن قيام المهرجان ضرورة ملحة لأجل عكس صورة إيجابية عن المنطقة وتعريف المجتمع الدولي والإقليمي بمكوناتها وثرواتها. ويتطلع القائمون على أمر الفعالية تقديم الأفضل في هذه النسخة والتأكيد على أن عروس الجبال ومحلياتها تضم مجموعات ثقافية تستند على تراث ضارب في الجذور. (اليوم التالي) أدارت حواراً مع فيليب عبد المسيح عضو اللجنة العليا للملتقى الشبابي المشارك في المهرجان والداعم للسلام بالولاية، وأحد القيادات المساهمة في الفكرة، وذلك للحديث عن الترتيبات الجارية للفعالية المرتقبة: * ماذا يحمل فيليب في سيرته؟ - أنا فيليب عبد المسيح معتمد سابق برئاسة حكومة ولاية الخرطوم، والآن أمين عام مجلس الطائفة الإنجيلية بالسودان، وعضو اللجنة العليا للمتلقى الشبابي الدائم للسلام بجنوب كردفان، سنشارك في الملتقى في إطار الحراك الشبابي الداعم للسلام، إلى جانب ممثلين للمجموعات الكنسية في السودان. * ما هو الهدف من قيام المهجرجان بالولاية ؟ - الهدف الأساسي، هو تعريف الولاية ليس بالمجتمع المحلي فحسب، بل الإقليمي والدولي، باعتبار أن جنوب كردفان يدور فيها صراع، وهي من أغنى الولايات بثرواتها ومعادنها وأراضيها، وبالتالي التعريف بهذا المكونات مهم. * هل نتوقع مشاركات دولية كبيرة في الفعالية ؟ - وجهنا الدعوة لكل الأجهزة الإعلامية الدولية والمحلية مستهدفين الشركات العالمية في مجال التجارة السياحة والعملية الاستثمارية والمنظمات على المستوي الإقليمي. * هل توجد مقومات مقنعة بأهمية المنطقة سياحياً في مجال الاستثمار؟ - أولا التوقيت نفسه مهم، لأن هذا الوقت يعد الأفضل باعتبار جمال الطبيعة في موسم الأمطار، وهذا يعكس الشكل الجمالي، إضافة إلى أن الولاية نامية وفرص الاستثمار فيها كبيرة، وهناك خارطة للاستثمار وأخرى سياحية سيتم عرضها. * مع ذلك هناك مطالبات بتأجيل المهرجان لظروف كثيرة؟ - أفتكر أي زول يطالب بتأجيل المهرجان لأشياء في نفسه، لأنه ليس بالضرورة يقوم في أجواء ليست فيها حرب، لأن ذلك لا يمنع بتعريف الولاية بالمجتمع العالمي والمكونات المحلية للسودان، لدينا نماذج، مثلا العراق فيه حرب لكن لم تغب عنه مقومات السياحة، وكذلك سوريا الآن تحترق لم يمنع ذلك مواصلة النشاط، جنوب كردفان الآن أكثر أمنا من سابقاتها باعتبار حدوث توسيع للرقعة الأمنية وأصبحت الحركة سهلة جدا. * هل تتوقعون أن يؤدي المهرجان دوره ويعكس الصورة الإيجابية عن المنطقة؟ - أعتقد من الضرورة أن يتعرف شركاء السلام على واقع الولاية على الأرض لأن تناول القضية كان يتم عبر الإعلام فقط، وبالتالي كان لابد أن يقف المجتمع الدولي الراعي للسلام على الحقائق على الأرض، وهذا يساهم في تسريع عملية السلام، ولدينا تجارب سابقة بتنظيم بطولة سيكافا التي كان العالم حاضرا لفعالياتها، وكان بعض الناس وقتها يرون أن ذلك قفز في الظلام، لكنها أدت دورها ونجحت. * معنى ذلك أن الهدف السياسي موجود في المهرجان؟ - واحدة من الغايات أن الناس تستشعر بأهمية السلام حتى يشترك الجميع في تحقيقه، ونحن نتوقع أن يأتي في القريب العاجل، خاصة ما حدث من اختراق كبير في صفوف المعارضة وتصريحاتهم الإيجابية، وهذا يمهد أن يجلس الناس على الطاولة وفق أجندة واضحة، بالتالي كل ما يجري هو لبنات أساسية أن ينطلق الناس في التنمية. * هل يمكن أن نقول كل ترتيبات المهجرجان اكتملت؟ - المهرجان قائم في وقته كل الترتيبات جاهزة، العمل على الأرض يمضي بصورة جيدة والولاية على استعداد أن تستقبل وفوداً من خارج السودان. اليوم التالي