الحديث الذي أدلى به عضو آلية الحوار الوطني الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر الأسبوع الماضي في الندوة السياسية بأمانة الشباب الاتحادية للمؤتمر الوطني كاشفا عن حوار تقوده الآلية التنسيقية العليا للحوار بشكل سري مع بعض الأحزاب بغرض إلحاقها بالحوار الوطني، مشيرًا إلى أنها طلبات بأعطائه التوصيات سراً، وقال إن آلية الحوار ستحتفظ بنفس السرية التي من خلالها طلب الممانعون التوصيات، وأشار عمر في ذات الندوة الى اتصالات تجريها نفس الآلية مع مجموعة أحزاب قوى الأجماع الوطني وتجمع قوى المستقبل. رسالة للرافضين اللافت أن حديث كمال أثار كثيراً من الشكوك في مصداقية هذه الأحزاب ويضع كثيراً من التساؤلات أبرزها هل هي رسالة إلى الأحزاب الرافضة للحوار أو تلك الممانعة من العودة إلى طاولته بعد انسحابها مفادها الكشف عن أن بعضاً من هذه الأحزاب يدير حواراً من تحت الطاولة مع الآلية خلافاً لموقفها المعلن داخل التحالفات التي تنضوي تحتها، واستفهام آخر هل لجأ الحزب الحاكم وحلفاؤه من الأحزاب المشاركة معه في الحوار إلى سلاح التشتيت و"فرتكة" التحالفات المعارضة عبر الحوارات الثنائية الذي استخدمه من قبل بعد أن وصل إلى قناعة باستحالة إقناع هذه الأحزاب التي توحدت في تحالفات حسب موقفها الرافض للحوار وشروطها للعودة لطاولته وتمرست داخل هذه التحالفات التي أقامتها، وإلى أي مرحلة وصل هذا الحوار الذي يقول كمال عمر إن الغرض منه إلحاق هذه الأحزاب بالحوار للوصول لتوافق سياسي واصفاً إبداء قوى (نداء السودان) رغبتها في التوقيع على خارطة الطريق بالتحول الإيجابي في الساحة السياسية السودانية، مؤكدا رفض آلية الحوار لأي حوار تحضيري بالخارج مع الممانعين . لا حوار سري في هذا السياق يقول الأمين السياسي لحزب منبر السلام العادل ومقرر تحالف قوى المستقبل العميد ساتي محمد سوكتي إنهم ضمن القوى السياسية الرافضة للحوار نافياً بصورة قاطعة إدارتهم لأي حوار سري مع الحكومة والآلية التنسيقية للحوار (7+7) بعد انسحابهم منها بعد أن حاول المؤتمر الشعبي الانفراد بالحوار وفق ترتيبات مع المؤتمر الوطني بطريقة تخرج الحوار من شموليته من حيث المشاركين فيه وأهدافه، ليكونوا بعد انسحابهم تحالف قوى المستقبل ودخلوا عبره في اتصالات مكشوفة مع كافة الأحزاب في الداخل وقوى نداء السودان بقيادة حزب الأمة القومي وكذا الآلية الافريقية ما ساعد في تحريك الساحة السياسية نحو منطقة وسطى لتأمين أكبر قدر من المشاركة ، وكرر ساتي في حديثه للصيحة أن كل الاتصالات التي أجراها تحالف قوى المستقبل المنضوين تحته كانت مكشوفة ومعلومة للجميع ولم يكن فيها أي جانب من السرية . تشويش وتشتيت ويرى ساتي أن حديث كمال عمر عن اتصالات سرية تجريها الآلية التنسيقية العليا (7+7) مع القوى الرافضة قصد منها التشويش على قيادات الأحزاب وتشتيتها من الاستمرار في تحالفات بالتشكيك في مصداقية مواقفها، نافياً أن يكون في منبر السلام العادل او تحالف قوى المستقبل تم بهم اتصال بصورة سرية لإجراء حوار مع آلية (7+7) أو الحكومة مبيناً أن الاتصال السري الوحيد لهم كان قبل عامين مع المؤتمر الوطني لتوضيح موقفهم من عملية اختطاف مكونات تحالف القوى الوطنية التي قام بها المؤتمر الوطني لتوظيفها في آلية (7+7) وإبعادها من قاعدتها التي انتخبتها. تفكيك التحالفات وعما إذا كان المؤتمر الوطني وحلفاؤه في الحوار يريدون العودة لمربع الاستقطاب بالعمل على تفكيك تحالفات المعارضة بعد أن وصلوا لطريق مسدود في إقناعهم بالحوار المكشوف بالالتحاق بالحوار الذي شارف على نهايته أكد سوركتي أن الحكومة لم تغادر أصلاً مربع العمل على تفكيك تحالفات القوى السياسية المعارضة وتشتيتها، وزاد" هي تصر على هذا التفكيك حتى ان كان على حساب المطلوبات الموضوعية للحوار لإعادته لمساره، وأشار إلى أن صدور هذا الحديث من كمال عمر له ارتباط لما قام به المؤتمر الشعبي في وقت سابق بهدم وتقطيع تحالف القوى الوطنية الذي كان يمثل الطرف المقابل في الحوار. تخوفات المعارضة سوركتي وصف نفي عضو آلية (7+7) عبود جابر وجود اتصالات سرية على خلاف ما ذهب إليه كمال قال إن حديث جابر يعبر عن أن تحركات كل الأحزاب وتحالفاتها مكشوفة ومعلنة ولا سرية فيها. وأبدى سوركتي خشيته في ظل هذا السعي للوقيعة بين القوى السياسية وتشتيتها أن ينتهي الحوار إلى مفاهيم قسمة الثروة والسلطة التي تعج بها تصريحات الكثير من القيادات السياسية مشددًا على أن رؤيتهم في تحالف قوى المستقبل أن يفضى الحوار الى مشروع تعاقد وطني يصاغ ويملك لجماهير الشعب السوداني لحراسته كما حرس الشعب التركي ديمقراطيته . الصيحة