عواصم وكالات: ذكر تقرير داخلي للجيش الكونغولي أن بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية نقلت مئات من المقاتلين الموالين لزعيم المعارضة في جنوب السودان ريك مشار إلى الكونغو الديمقراطية المجاورة لتلقي رعاية طبية. والتقرير المؤرخ هو أول تأكيد على أن العديد من الرجال المسلحين عبروا الحدود منذ فر مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان إلى الكونغو الشهر الماضي في أعقاب قتال ضار في العاصمة جوبا. وأمسكت بعثة الأممالمتحدة في الكونغو (مونوسكو) بمشار وقد أصيب في ساقه في 17 أغسطس/ آب ونقل إلى جزء آخر من البلد قبل التوجه لتلقي العلاج في السودان حيث لا يزال هناك منذ ذلك الحين. وجاء في تقرير الجيش أنه بدءا من 18 آب/ أغسطس نظمت البعثة ثلاث رحلات يوميا على مدار ثلاثة أيام من دونجو التي تبعد نحو 75 كيلومترا عن حدود جنوب السودان إلى مدينة جوما في الشرق على بعد ألف كيلومتر تقريبا إلى الجنوب لإجلاء مقاتليه. وأضاف قائلا «جرى إجلاء نحو 500 مقاتل من (الموالين لريك مشار) وأرسلوا إلى جوما. ومن بين هؤلاء مصابون إصاباتهم طفيفة وخطيرة وبالغة الخطورة تلقوا العلاج على يد طاقم طبي في عيادة مونوسكو في دونجو قبل الإجلاء إلى جوما». وأكد المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك أن البعثة قامت بإجلاء «أكثر من مئة» مقاتل جريح من الموالين لمشار لأسباب إنسانية، وأنهم سلموا أسلحتهم قبل الصعود إلى طائرات هليكوبتر تابعة للأمم المتحدة. وقال «مونوسكو أجلت بعض العناصر من الجناح المعارض بجيش تحرير جنوب السودان لاعتبارات إنسانية حتى يمكنهم تلقي مساعدة طبية عاجلة». وأبلغ المتحدث باسم الحكومة لامبرت ميندي رويترز أن الكونغو سمحت لمونوسكو بتقديم الرعاية الطبية لبعض من مقاتلي مشار الذين عبروا الحدود شريطة أن يكونوا غير مسلحين لكنه لم يذكر عددهم. وأضاف أن المحادثات مستمرة مع حكومة جنوب السودان بشأن ماذا سيحدث لهؤلاء المقاتلين. وقتل المئات في معارك اندلعت في جنوب السودان في يوليو/ تموز مع تفجر معارك بين قوات موالية لمشار وأخرى تابعة للرئيس سلفا كير خصمه السياسي القديم استخدمت فيها الدبابات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر. وأدى تجدد الاشتباكات بين الجانبين إلى أزمة لاجئين شردت أكثر من مليوني شخص منذ تفجر الصراع بين قوات كير ومشار للمرة الأولى في 2013. وتقول وكالة الأممالمتحدة للاجئين إنه منذ 28 آب/ أغسطس سجلت السلطات 27250 لاجئا من جنوب السودان في شرق الكونغو بينهم 21600 هذا العام. ووافق كير علانية الشهر الماضي على قبول أربعة آلاف جندي إضافي من قوات حفظ السلام الدولية لينضموا إلى بعثة قوامها 12 ألفا منتشرين بالفعل على الأرض لكن تفاصيل نشرهم لم يتم بعد الاتفاق عليها. الى ذلك قال مبعوث واشنطن الخاص إلى جنوب السودان إن الولاياتالمتحدة تعتقد أن ريك مشار نائب رئيس السودان سابقا ينبغي ألا يعود إلى منصبه السابق في الحكومة في ضوء استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد. ونشبت خصومة سياسية قبل نحو ثلاثة أعوام بين رئيس جنوب السودان سلفا كير المنتمي إلى قبيلة الدنكا، ونائبه السابق مشار المنتمي إلى قبيلة النوير. وأدى ذلك إلى اندلاع حرب أهلية كثيرا ما كانت القبيلتان متناحرتين فيها. ووقع الزعيمان اتفاق سلام هشا قبل عام لكن القتال مستمر بما في ذلك هجمات استهدفت مدنيين من جنوب السودان وأجانب. وفر مشار من البلاد. وقال مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص دونالد بوث في جلسة لمجلس النواب الأمريكي «في ضوء ما حدث كله فإننا لا نعتقد أن من الحكمة أن يعود مشار إلى موقعه السابق في جوبا». وأضاف في شهادة أدلى بها أمام اللجنة الفرعية لأفريقيا التابعة للجنة الشؤون الخارجية «لكن هذا لا يمكن أن يصبح مبررا لأن يحتكر الرئيس كير السلطة ويقمع الأصوات السياسية المعارضة». وأدى استمرار حالة عدم الاستقرار وأعمال العنف في البلد المستقل حديثا عن السودان إلى إغضاب أعضاء في الكونغرس الأمريكي. ودعا كثير منهم خلال الجلسة إلى فرض عقوبات دولية على الأفراد المسؤولين عن أعمال العنف القائمة. وقال كريس سميث عضو مجلس النواب ورئيس اللجنة الفرعية «لا بد أن تكون هناك عواقب لمن يثبت أنهم مذنبون». وتحدث بوث عن مشاعر متنامية معادية للولايات المتحدة في جنوب السودان. ففي السابع من يوليو/ تموز أطلق جنود النار على مركبتين تقلان دبلوماسيين أمريكيين. ولم يصب أحد لأن المركبتين كانتا مصفحتين. وتعهدت حكومة جنوب السودان بإجراء تحقيق. وقال إن كير ومشار لن يعملا سويا لتنفيذ اتفاق السلام أو ينشئا ترتيبات أمنية تحول دون عودة القتال، وإن الرجلين كليهما فقدا السيطرة على قواتهما. وسئل بوث أيضا بشأن احتمال أن تفرض الأممالمتحدة حظرا على السلاح ضد جنوب السودان. ووافقت حكومة جنوب السودان يوم الأحد على قبول نشر 4000 جندي إضافي من جنود حفظ السلام في مسعى لتجنب حظر على السلاح لوح به مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.