أعلن جهاز خفر السواحل الليبي عن إنقاذ تسعة عشر مهاجرا غير نظامي كانوا ضمن مئة وستة وعشرين شخصا على متن قارب مطاطي قبالة العاصمة طرابلس. وقال المتحدث باسم خفر السواحل الليبي قاسم أيوب إن تسعين مهاجرا ما زالوا في عداد المفقودين بعد غرق زورق مطاطي كان يقل عشرات المهاجرين. مهاجرون بالألوف وقد شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري أكبر تدفق للمهاجرين القادمين من ليبيا باتجاه أوروبا، وفقا لمسؤولين أوروبيين. وشهد الأسبوع الحالي إنقاذ ثمانية آلاف شخص من عرض البحر الأبيض المتوسط، بينهم ألف شخص في يوم السبت الماضي وحده (22/10/2016). وتحدث عناصر وحدات إنقاذ المهاجرين على متن السفن الأوروبية عن وضع ينذر بالانفجار نتيجة الارتفاع المفرط في أعداد المهاجرين والمخاطر التي يتعرضون لها. وقال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن بعض المهاجرين يلقي بنفسه من على متن الزوارق المتهالكة عند اقتراب خفر السواحل منهم، ويحاول السباحة في البحر أملا في الوصول إلى الشواطئ الأوروبية. وقد لقي حتفه عدد منهم وبينهم أطفال ونساء، فيما تكثف وكالة "فرونتيكس" البحث عن آخرين مفقودين. وقد بلغ عدد المهاجرين الذين أنقذتهم السفن الأوروبية خلال شهر أكتوبر الجاري نحو عشرين ألف شخص؛ فيما بلغ عدد المهاجرين الذين بلغوا الشواطئ الإيطالية نحو مئة وخمسين ألف شخص؛ وهو رقم يناهز مجموع الذين وصلوا إلى إيطاليا خلال العامين الماضيين. وقد ارتفعت حركة الهجرة من ليبيا بسبب حالة الطقس الهادئة من ناحية، وانتشار الفوضى في ليبيا من ناحية أخرى. ويقول الأوروبيون إنهم لم يستطيعوا حتى الآن إيجاد شريك ليبي يعتمد عليه في فرملة حركة الهجرة من جنوب حوض المتوسط إلى شماله. مقاربة جديدة وفي محاولة لمواجهة الوضع في عرض البحر الأبيض المتوسط، اجتمع في العاصمة الإيطالية روما وزراء داخلية الدول الأوروبية الأعضاء في "مجموعة-6". وقد اتفق الوزراء على ضرورة الإبقاء على السياسة الأوروبية في التعاطي مع المهاجرين غير النظاميين والتي تقوم على ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية وحرمانهم من حق اللجوء في أوروبا. وقد ناقش الوزراء الأوروبيون حصيلة عمليات المهمة البحرية "صوفيا" التي تم إطلاقها ربيع عام 2015، ولم تأت بنتائج تذكر على صعيد مجابهة أفراج المهاجرين. ويتجه الاتحاد الأوروبي إلى تدريب خفر سواحل ليبيين تابعين لحكومة الوفاق الوطني للمساهمة في منع المهاجرين من الوصول إلى الشواطئ الأوروبية. ويعتقد الاتحاد الأوروبي أن خفر السواحل الليبيين الحاليين غير مؤهلين لهذه المهمة؛ وهي القناعة التي ترسخت بعد تكرار حالات مهاجمة زوارق المهاجرين من قبل حرس السواحل الليبيين. وسيبدأ مدربون أوروبيون في تدريب ثمانين شخصا تم اختيارهم بالتنسيق مع حكومة الوفاق. وبالتوازي مع تدريب خفر السواحل الليبيين؛ يسعى صناع القرار الأوروبيون لبلورة اتفاقية مشابهة لتلك التي تم توقيعها مع تركيا في مارس/آذار الماضي، وأسهمت في تقليص أعداد المهاجرين عبر بحر إيجة بشكل كبير. وفي هذا السياق، دعا رؤساء دول الاتحاد الأوروبي الدول المصدرة للمهاجرين إلى بذل المزيد من الجهود لتقليص أعداد المهاجرين غير النظاميين الذين يتوجهون إلى أوروبا. وأمام القمة الأوروبية، التي انعقدت في العشرين من أكتوبر/تشرين الأول الجاري في بروكسل، قدمت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني مقترحا إلى اتفاق مع خمس دول إفريقية، هي: إثيوبيا ومالي ونيجيريا والنيجر والسنغال، يتضمن تقليص أعداد المهاجرين واستقبال المهاجرين المرحلين من أوروبا مقابل مساعدات مالية. وقد طالب زعماء الاتحاد الأوروبي مفوضة الاتحاد بتقديم نتائج الاتفاق خلال قمة ستعقد شهر ديسمبر المقبل. وتوقعت مصادر أوروبية أن يكون الاتفاق جاهزا للتنفيذ قبل حلول الربيع المقبل؛ موعد انطلاق عمليات الهجرة إلى أوروبا.