الخرطوم (رويترز) - قال السودان يوم الاثنين انه سيضخ مزيدا من الدولارات في السوق وحذر التجار من استغلال زيادة الطلب على العملة الصعبة بعد انفصال الجنوب. ويعاني السودان من نقص العملة الصعبة الامر الذي يقول محللون انه يمكن أن يتفاقم بعدما انفصل الجنوب في التاسع من يوليو تموز ومعه 75 في المئة من انتاج الدولة من النفط قبل التقسيم والذي كان يبلغ 500 الف برميل يوميا . ويعتمد جنوب السودان على منشات نفطية ومصاف شمالية لبيع الخام لكن محللين يقولون ان الخرطوم ستحصل على الارجح من الجنوب على رسوم نظير استخدام المنشات أقل مما كانت تحصل عليه بموجب اتفاق السلام عام 2005 الذي قسم العائدات مناصفة بين الجانبين. ومن شأن تراجع العائدات النفطية أن يصعب على الشمال الحصول على العملة الصعبة اللازمة لتغطية الواردات. وقال البنك المركزي السوداني انه قادر على تلبية الطلب المتزايد على الدولار الناتج عن "المضاربات" فضلا عن "اتجاه مواطني دولة الجنوب لاستبدال حقوقهم المعاشية التي منحت لهم الي عملات أجنبية" قبل العودة الى بلادهم. وكان البنك قد ضخ في يوليو تموز أكثر من 500 مليون دولار في البنوك لتستقر العملة في السوق السوداء الاساسية عند 3.4 جنيه سوداني للدولار. وقال تجار في السوق السوداء هذا الاسبوع ان السعر بلغ 3.45 أو 3.5 جنيه مقارنة مع السعر الرسمي عند حوالي ثلاثة جنيهات للدولار. وقال البنك في بيان ان "المضاربين والمتاجرين في العملة الاجنبية عبر القنوات غير المشروعة وغير المرخص لها" سيواجهون السجن ومصادرة الاموال. وبلغ معدل التضخم السنوي 15 في المئة في يونيو حزيران مقارنة مع 9.8 في المئة في نوفمبر تشرين الثاني عندما خفض البنك المركزي فعليا سعر العملة لمحو الحاجة الى السوق السوداء في اجراء لم يحقق نجاحا يذكر. الطيار جرجس القس بسطوس الذي منعت حكومة البشير استمرار حياته وحكمت عليه بالاعدام في بداية عهدها لوجود بضع دولارات بطرفه.