وسط حضورَ جماهيرٍ مقدر افتتح دار حزب المؤتمر السوداني في محلية جبل أولياء إحدى المحليات السبع المكونة لولاية الخرطوم حيث تعتبر هذه الدار نقلةً جديد في حراك حزب المؤتمر السوداني - ولاية الخرطوم باعتباره الدار الأول من نوعه على هذه المستوى التنظيمي في ولاية الخرطوم لكون المقر الجديد يتبع إدارياً وتنظيمياً إلى فرعية الحزب في محلية جبل أولياء، وشارك في هذه الاحتفائية عددُ من القيادات التاريخية للحزب يتقدمهم رئيس الحزب الأسبق عبدالكبير آدم ورئيس المجلس السابق الفاتح عمر السيد اللذين قصا شريط الإفتتاح وسط حفاوةٍ من عضوية الحزب في المحلية ومشاركةٍ متميزة من كورال حزب المؤتمر السوداني الذي عطر سماوات الليلة بالعديد من الأغاني والأناشيد الوطنية ===== نورالدين صلاح الدين: دار الحزب هو دار كل الشعب السوداني في المحلية افتتحت الأمسية بكلمة حزب المؤتمر السوداني في ولاية الخرطوم حيث رحب نورالدين صلاح الدين رئيس الحزب بالولاية في بداية كلمته بالحضور الكريم من مواطني الكلاكلات وجماهير محلية جبل أولياء، كما حيا قادة العمل السياسي في المنطقة ممثلةً في أحزاب الأمة القومي والبعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي وتحالف المحامين الديمقراطيين الذين شرفوا الاحتفال، ثم وجه تحيةً خاصة لضيفي شرف الاحتفال الرئيس الاسبق عبدالكبير آدم وعضو المجلس المركزي الفاتح عمر السيد، مختتماً تحاياه لأعضاء فرعية جبل أولياء قائلاً أن هذا اليوم التاريخي في مسيرة الحزب يأتي تتويجاً لنضالاتٍ مستمرة وعملٍ يومي دؤوب قاموا به على امتداد الفترة الماضية. وأشار نورالدين إلى أن دار الحزب لن يكون داراً خاصاً بأعضائه بل هو دار كل الشعب السوداني في المحلية، وأن الحزب سيعمل عبره بالتعاون والتعاضد مع جماهير المنطقة والقوى السياسية الوطنية ليكون مقراً للجميع ومركزاً للفعل والحراك في مواجهة الاشكالات التي تواجهها المحلية على مستوى تردي الخدمات الصحية والبيئية والتعليمية، كما نوه لقضيتي المياه الملوثة وتنظيم الأسواق في المحلية. ودعا نورالدين في ختام كلمته عضوية الحزب في الفرعية إلى أن يكونوا أعمق في التعبير عن هموم الشعب، والالتصاق بقضاياه الحقيقية والانخراط مع الجماهير في صفٍ واحد في معركة التغيير، وأن يجعلوا من الدار مركزاً للتنوير والمعرفة والثقافة وأن تُفتح أبوابه للجميع ولكل المدافعين والمنافحين عن قضايا وهموم المحلية. ===== أزهري الحاج: محلية جبل أولياء تتمتع بتنوعٍ ثقافي وإثني يجعل منها سوداناً مصغراً كان أول المتحدثين في الندوة التي كانت بعنونا أزمة التغيير في السودان أزهري الحاج المنسق العام لشبكة المجتمع المدني وأحد سكان محلية جبل أولياء، والذي ابتدر حديثه مرحباً بالحضور في دار الحزب والذي عده بالخطوة النوعية في طريق تنظيم الجماهير لصالح مشروع التغيير خصوصاً وأن الدار يقع في محلية ظلت على الدوام تشهد حراكاً شعبياً مقاوماً لسياسات النظام، ثم تناول تاريخ تشكل محلية جبل أولياء وأحياء الكلاكلات وما تتمتع به المحلية من تنوعٍ وتعددٍ ثقافي وأثني وديني جعل منها نموذجاً لسودانٍ مصغر حيث تقطنها جميع المجموعات السودانية مشكلةً الكثافة السكانية الأكبر بين محليات ولاية الخرطوم السبع إذ يبلغ عدد سكانها 2 مليون نسمة يشكلون 1⁄4 سكان الولاية. ثم قدم أزهري نقداً لسياسات النظام في محلية جبل أولياء التي تعاني من غياب الخدمات الاساسية وعلى رأسها مشكلات الصرف الصحي وتصريف المياه التي تتكدس في فصل الخريف الذي يفاجئ النظام كل عام ودعا الي مجانية و إلزامية التعليم والعلاج للمواطنين . وفي معرض حديثه حيا أزهري شهداء ثورة سبتمبر المجيدة التي قدمت فيها محلية جبل أولياء وأحياء الكلاكلات عدداً منهم، ونادى إلى ضرورة تكاتف الجهود الرامية الى إحداث التغيير عبر العمل الدؤوب وسط الجماهير من جميع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها حزب المؤتمر السوداني. واختتم أزهري حديثه بالدعوة إلى التغيير الذي يحقق مصالح المواطنين ويحقق مصالحهم في العيش الكريم حيث الماء الصحي والتعليم والسلام الاجتماعي وأن يقف الوطن علي مسافة واحدة من الجميع. ============= مواهب مجذوب: ننادي بتوحيد جبهات المقاومة وتوحيد العمل المعارض وكانت الكلمة الثانية في الندوة من نصيب الأمينة السياسية للحزب في ولاية الخرطوم مواهب مجذوب والتي استعرضت في كلمتها الحراك السياسي لقوى المعارضة على امتداد السنوات الماضية وأشارت لفترات النشاط والضمور التي يمر بها متناولةً بالتحليل الأسباب المؤدية لذلك في وتيرة العمل المعارض. ودعت مواهب في كلمتها إلى توحيد جبهات المقاومة وتوحيد العمل المعارض مشيرةً إلى أهمية التوصل إلى صيغةٍ يتفق عليها الجميع تؤدي الى التغيير المنشود، مشيرةً إلى أن الوطن الآن في مهب الريح وأن أي تأخر في عملية التغيير ستقود إلى كوارث أكثر كارثية من التي نعيشها الآن. كما أضافت قائلةً أن تضافر جهود القوى المعارضة وتوحيدها ولو في برنامج الحد الأدنى سيحدث تغييراً كبيراً في ميزان القوى لصالح المعارضة. وفي ختام حديثها وجهت نقداً لسياسات النظام مؤكدةً على فشله واستكمال كل مقومات استمراره قائلةً أنه يفتقد للشرعية والقبول الشعبي وأنه يعتمد في بقائه على ميلشياته وقواته الامنية. ============= خالد عمر: الدولة السودانية دولة متحيزة مارست قهراً واقصاءاً ممنهجاً ضد غالب قوميات السودان خالد عمر نائب رئيس الحزب كان آخر المتحدثين في الندوة حيث استهل حديثه بالحديث عن ماهية التغيير الذي ينشده حزب المؤتمر السوداني مؤكداً أن مفهوم التغيير يتجاوز مجرد إسقاط النظام الذي يعتبر عتبةً سياسية في طريق المفهوم الأشمل للتغيير والذي يتناول الأسس والمفاهيم التي يجب أن تبنى عليها الدولة فيما بعد إسقاط النظام، كما تناول خالد ملامح هذا التغيير قائلاً أنه ثورة شاملة تحدث تحولاً كاملاً في البني الإجتماعية والثقافية والإقتصادية والسياسية وينهض بالبلاد في مجالات السلام ومخاطبة جذور الحرب والتنمية والصحة والتعليم والبني التحتية والذي يجب أن يبتديء من الآن. ووصف خالد الدولة السودانية بالدولة المتحيزة التي مارست قهراً واقصاءاً ممنهجاً ضد غالب قوميات السودان وشرائحه الإجتماعية المهمشة، ووجه نقداً لما أسماه بمناهج العمل السياسي الصفوي التي سادت منذ حكومات ما بعد الإستقلال، قائلاً أن السياسة الحقيقية تبدأ بتناول قضايا المجتمعات المحلية وإيجاد حلول لها، وأشار إلى حجم الهوة ما بين هذه الصفوة والجماهير التي تنظر إلى مصالحها بشكلٍ مختلف عن اهتمامات ومصالح هذه المجموعات. وفي سياق حديثه سخر نائب رئيس الحزب من ادعاءات اقتراب حدوث تسوية سياسية تحت الضغط الدولي مؤكداً أن على خطل الأسطرة الزائدة لقدرات ما يسمى بالمجتمع الدولي وإدعاء قدرته تحقيق ما يريد بالقفز على معطيات الواقع المحلي وتوازنات القوى فيه، وتحدث عن طبيعة النظام وارتباط المجموعات المسيطرة عليه بعلاقة طفيلية بجهاز الدولة بصورة تجعل فكاكها منه عملية معقدة وليست بتلك السهولة التي تصورها بعض الدوائر السياسية. وفي ختام حديثه أكد خالد أن التغيير هو عملية مستمرة تحدث يومياً في مختلف الجبهات السياسية والإجتماعية والثقافية متكئةً على ميراث عريق لشعوب السودان في المقاومة والسعي نحو التحرر والكرامة وأن حالة الإنسداد السياسي الظاهرية هذه تخفي خلفها عمليات عديدة تجري وسيكون لها أثر عميق في إحداث تحول أكثر جذرية في مستقبل البلاد مستشهداً بتجارب دول عديدة مثل كينيا وكوريا الجنوبية والبرازيل والتي شهدت قفزات كبيرة في العقود الأخيرة عبر أدوات وطرق مختلفة مؤكداً على قدرتنا على ابتداع أدوات تحدث التغيير الذي ننشده والذي ينعكس بشكل واضح على معاش كل سوداني وسودانية ويحول من بؤس الواقع الحالي إلى رحاب حياة كريمة وسلام عادل ووطن يصون حقوق وكرامة الكل دون تمييز أو إقصاء.