أبدع في الغناء والتلحين والعزف، كما أنه أحد الرواة الثقاة عن غناء الشايقية، حيث حفظ التراث في صور شعرية ولحنية رائعة، ساهم في نشر أغنية الطمبور وأخرجها من المحلية إلى العالمية، لذلك ظلت أغنياته خالدة في الوجدان. إنه الفنان الراحل محمد آدم محمد أحمد الشهير ب (النعام)، الذي غنى للوطن والحبيبة، ورغم غيابه السرمدي إلا أن أوتار طمبوره مشدودة بطول وعرض البلاد، وأغنياته حاضرة من خلال أصوات كل فناني الطمبور الذين تعاقبوا على مر السنوات. مدرسة فنية في السياق، قال الدكتور عبد القادر سالم ل (اليوم التالي): يعد النعام من أميز المطربين والملحنين السودانيين، وهو الذي حبب أغنية شمال السودان بروائعه، حيث خلق مدرسة فنية متكاملة، كما أنه يجيد العزف على آلة الطمبور بصورة ممتازة. وأضاف: أراه رائداً من رواد الأغنية الشايقية، وعلى نهجه سار عدد كبير من الشعراء والملحنين. وأردف: كان النعام رجل خفيف الدم وصديق للجميع، وقد عاشرته في عدة رحلات فنية في أواخر التسعينيات من القرن الماضي. بيئة وألحان من جهته، قال الدكتور الماحي سليمان ل (اليوم التالي): نشأ النعام في بيئة زراعية ولعل هذه البيئة التي أوحت له بهذه الألحان الفلكلورية، وجعلته فناناً شعبياً مستوعباً بكل المعطيات الفلكلورية في منطقتة بحكم معايشته الحية وممارسته الواعية لفنه بصورة تلقائية، لذلك جاءت أغنياته ذات صلة بالمجتمع الذي حوله، لأنها مستلهمة من دائرة ثقافية محددة عرفت نمط الأغنية في تلك المنطقة، بجانب بناء الصف، وهو غناء مرتبط بالحركة التعبيرية والرقص ويمارس في أداء جماعي متكامل. واستطرد: كان لكل منطقة صف خاص بها تنافس به صفوف المناطق الأخرى، وعادة يكون عازف الطمبور هو قائد الصف، والنعام آدم كان هو قائد الصف. وتابع: كان صوته قوياً وواثقاً وشديد التطريب، وتميزت ألحانه بالمولودية المناسبة بأسلوب سوداني أصيل، كما عرف بالعناية الشديدة في ضبط النغمات والانتقالات. التقليد والحداثة واصل الماحي حديثه قائلاً: مزج بين الأسلوبين التقليدي والتحديثي بحكم وجوده في العاصمة لفترة طويلة عاصر فيها معظم أغاني الحقيبة، إضافة إلى تمتعه بخاصية الارتجال العفوي في الأداء. وأشار إلى أن النعام أسس مدرسة فنية ذات ملامح خاصة تجاوزت أسوار ديار الشايقية إلى كل ربوع الوطن، بفضل مجموعة من الأصوات المفعمة بالموهبة الأصيلة وعبق الشمال بنخيله وجروفه ودعاشه وقماريه وإيقاع الدليب الذي رقصت على أنغامه أجيال. اليوم التالي