واشنطن د ب أ: قال باحثون من أمريكا إن الدواء الوهمي «بلاسيبو» يمكن أن يساعد أيضاً الذين يعانون من الآلام الناتجة عن التجارب العاطفية الفاشلة حيث إن هذا الدواء الخالي من أي مادة فعالة يساعد الشخص الذي عانى من الخذلان العاطفي في تخفيف لوعة الفراق عند رؤية المحبوب. وقال الباحثون في دراستهم التي نشرت الاثنين في مجلة «جورنال أوف نوروساينس» المعنية بأبحاث الأعصاب إن تجاربهم أثبتت أن الدواء الوهمي يؤثر على مناطق المخ نفسها عند كبت المشاعر العاطفية أو الآلام الجسدية. وأوضح الباحثون تحت إشراف ليوني كوبان من جامعة كولورادو في مدينة بولدر الأمريكية أن تأثير الدواء الوهمي «الغُفْل» في علاج الآلام الجسدية قد خضع لدراسات كافية في وقت سابق ولكن الباحثين لا يعلمون كثيراً عن كيفية تأثير الأدوية الوهمية على الحالة النفسية للإنسان وذلك على الرغم من التأثيرات الهائلة في بعض الأحيان لهذه الأدوية على الجانب النفسي للإنسان. وقال الباحثون إن رفض شخص ما من قِبَل محبوبه من أكثر التجارب المؤلمة التي يمكن أن تصيب الإنسان وإن احتمال إصابة الأشخاص الذين يتعرضون لهذه التجارب للإحباط أكثر 20 مرة من احتمال تعرض بقية الناس لمثل هذا الإحباط. درس الباحثون حالة 40 متطوعا تعرضوا لانفصال عاطفي مؤلم خلال الأشهر الستة السابقة للدراسة. طلب الباحثون من المتطوعين مشاهدة صور صديق راحل أو محبوبيهم الذين انفصلوا عنهم دون رغبة منهم مع تسجيل درجة الألم العاطفي في مؤشر من 1 إلى 5 درجات يبدأ من سيئ وينتهي بجيد جداً. وفي الخطوة التالية للتجربة عُرِّض المتطوعون لمصدر ألم حراري وطلب منهم ذكر مدى شعورهم بالألم وسجل الباحثون نشاط مناطق مختلفة عدة في المخ بينما قام الباحثون خلال ذلك بتسجيل نشاط مناطق عدة في المخ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. ثم بدأت المرحلة الأساسية للتجربة والتي حصل فيها المتطوعون على بخاخة أنف بها محلول ملح. وقال الباحثون لمجموعة من المتطوعين إن هذا المحلول عبارة عن مسكن يخفف أيضاً الآلام العاطفية والمشاعر السلبية وقيل للمتطوعين الآخرين إن هذه المادة ستحسن فقط جودة صور أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي. وتبين من خلال تحليل نتائج التجربة أن الدواء الوهمي خفف الآلام الاجتماعية بالفعل حيث أظهر مسح المخ أن نشاط المخ تراجع في المناطق الذي يرَجح أنها ذات صلة بالرفض الاجتماعي. كما خفت الآلام الجسدية أيضاً متأثرة بالدواء الوهمي. وأظهرت تحليلات أخرى أن الجسم يعالج الآلام الاجتماعية والجسدية في المناطق نفسها من المخ.