يمثل العمل الدبلوماسي أداة تنفيذية هامة لتحقيق السياسية الخارجية لأي دولة ...بإعتبار أن الدبلوماسية هي أحد العناصر التي تدعم السياسة الخارجية للدولة ... بعد ان اصبحت صناعة السياسة الخارجية مواجهة بتغيرات متواصلة... وتعقيدات متداخلة... وحالة من الغموض وعدم اليقين والافتقار للقدرة على التوقع..... ببروز تنازع واضح على وظائف وادوار السياسة الخارجية ....بجانب الدور الرسمي الذي تمارسه الدبلوماسية الرسمية للدول توجد أدوار خارجية لبعض الأقاليم داخل بعض الدول وهو ما يعرف باسم الدبلوماسية الموازية ...ممالاشك فيه أن للسودان دورا محوريا في التواصل بين شعوب الاقليم من حوله ...ويظهر هذا جليا من خلال الانفتاح الكبير للدبلوماسية بشقيها الشعبي والرسمي.... فحدود السودان الممتدة ظلت على الدوام مفتوحة لمواطني الجوار...علاوة على دعم مسارات السلام في كثير من الأحيان... ومن تلك الاهمية نظم مركز تحليل النزاعات ودراسة السلام كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة ام درمان الإسلامية ندوة بعنوان «دور الدبلوماسية السودانية في تدعيم السلام والتعاون الدولي». «حلقة الشر»... في استهلالية الندوة ابتدر وزير الدولة بوزارة الخارجية كمال الدين إسماعيل سعيد الحديث قائلا: لعب السودان دوراً فاعلاً في مختلف المؤسسات الدولية.... مضيفاً ان التعامل الدبلوماسي هو انعكاس لأوضاع السياسية في البلد ،مشيراً الى ان السودان أكثر دولة تعرضت لحصار اقتصادي في العالم ... لافتاً الى انه أقوي حصار بالرغم من انه دولة واحدة لكنه كان متعددا رغم ذلك الظروف الدبلوماسية ظلت الخارجية تُدير أعمالها ... ونوه الى ان الحصار كان متعدد....الا انه عاد وقال انه بالبرغم من ذلك كانت الدبلوماسية السودانية تعمل ونجحت في مواجهة «الأمواج العاتية» التي سعت لتفتيت السودان واستطاعت اجتياز الأزمة بقوة وثبات ....مشيرا إلى أن الدولة القوية تحتاج لدبلوماسية من نوع آخر ..وكان لابد للدبلوماسية ان تعمل لخروج السودان من الحصار... لافتا النظر إلى أن الدبلوماسية كلمة اصلها لاتيني وتعني التعامل بين الدول المختلفة في إطار العلاقات المشتركة بصفة عامة. واشار الى واحدة من معاني الدبلوماسية قائلاً«ان تقطع رقبة عدوك بمنديل ورق ناعم» ، واضاف تطورت الدبلوماسية بعد ان كانت في السابق عملا غامضا وسريا ...موضحاً ان نشأة وزارة الخارجية منذ الاستقلال كانت تقوم بدورها كاملاً ولم تعترضها صعوبات لكنها تعرضت في اوقات قريبة الى ضغوط كبيرة من مختلف الدول الى ان وصلت الى مرحلة الهجوم العسكري.. مضيفاً كان على الدبلوماسية اجهاض هذه الحملات بدبلوماسية الى ان بدأ الحصار بالتفكك وتغيرت نظرة الكثير من الدول حول السودان والعلاقة به بعد قناعتها بان الضغط لن ينجح مع السودان بالاضافة الى الضرر الذي لحق بها.... وابدى وزير الدولة بالخارجية تفاؤله بمستقبل الدبلوماسية بعد تكوين كادر دبلوماسي يستطيع حمل الراية .. وقال ان الدبلوماسية لم تعد ذلك الامر الهادئ السري الكهنوتي بعد التعامل مع المتغيرات بانفتاح اكبر وكسر حلقة« الشر» حول السودان. الدول والنزاعات... من جانبه قال السفير صديق عبدالعزيز إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية «ندرك أن خلق النزاعات مصلحة لمؤسسات وأجهزة متخصصة تتبع للدول المستفيدة من النزاع هناك حوافز دراسية في البلدان الغربية مهمتها الاساسية دراسة المكونات الاجتماعية والثقافية حتي تستطيع أن تحدد المواقع التي يمكن ان تصنع منها النزعات ...لأن النزاع بالنسبة لهم امر متي ما تحتاج دولة ما من الدول المستفيدة من نزاع الدول مع بعض في دولة ما عليها الا ان تشكل مجموعة من باحثيها للبحث عن مواطن الضعف حتي تستطيع ان تنال منها ...وهذا ما يشغل كثير من المؤسسات وهم المستفيدون من هذه النزاعات وتحديد البؤرة التي يصنع فيها النزاع وتكليف عدد من اتباعه لمعرفة نقاط الضعف ...مشيرا الي ان موضوع السلام مثل موضوع النزاع والشركات المتعددة الجنسيات من بعض البلدان هي صانعة السلاح لذلك فان هذه الشركات هي مصنع للسلاح و عملها ان تخلق الحروب او نزاعات لهذا البلد اذا آن.. واضاف ان الحرب والسلام يلازما الإنسان الي ان يرث الله الأرض ،مشيراً الى ان السودان دخل في حالة عدم الاستقرار قبل الاستقلال حيث اوجد المستعمر نزاعا في الجنوب مما جعل الدولة في مواجهة المشاكل منذ يومها الاول...مؤكداً بوجود مجهودات تعارض الجهد الدبلوماسي ..الا انه عاد وقال قامت الدبلوماسية السودانية على تحقيق هدفها الاستراتيجي بالرغم من تعارضه مع استراتيجيات اخرى،قاطعاً بقدرة الدبلوماسية السودانية في حل النزاعات وتحقيق السلام. الدبلوماسية والهوية.. ونوه السفير عمر صالح أبوبكر ان الدبلوماسية السودانية مثل الهوية هي معبر ثقافات عربية وافريقية .. وقال نحن بوتقة انصهار بين العرب وأفريقيا ،الخارجية السودانية لديها مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير ، مضيفاً لا توجد قمة عربية تهزم قمة الخرطوم ...لدينا ادوار مشهودة في حقن الدماء في دول الجوار ...والسودان يستضيف 5ملايين لاجئ لدينا دور في مساهمة الدول الإفريقية التي تعاني من المشاكل والحروبات .. واضاف السودان لعب دورا في تنمية المناطق الحدودية وكثير لايعلمون ان السودان يمد إثيوبيا بالغاز وهم بالكهرباء ،وفي المجال العربي ساهمنا في الدرع العربي ،مؤكدا علي ان إثيوبيا نالت استقلالها من السودان ،ولدينا أدوار في عاصفة الحزم ومكافحة الإرهاب ،وقال الاتحاد الأوربي يعاني من مشكلة الهجرة غير الشرعية وهم يعتمدون علي السودان لوقف هذا الظاهرة ،والسودان محطة عامة في المحيط العربي والافريقي. واتهم عدد من المشاركين في الندوة جهات لم يسموها بجمع مئات الدولارات لاشعال الحرب في دارفور...وأن الجنائية واحدة من غرائب الامور في العالم باعتبار انه ليست لديها قاعدة متفقة عليها وتكون محكمة وتصدر قوانين... الصحافة