غزة: اتهمت حركة حماس بعض القنوات الإخبارية العربية بترويج «أخبار كاذبة ومغلوطة»، بعدما زعمت كل من قناتي «الغد العربي» القريبة من محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحرك فتح المفصول المقيم في دولة الامارات العربية المتحدة، و»الميادين» أن دولة قطر طلبت من عدد من قادة الحركة المقيمين على أراضيها المغادرة فورا، بناء على ضغوط خارجية. ونفت حماس ذلك بشكل قاطع. وفيما يبدو بأنه عائد إلى الحملة التي تديرها وسائل إعلام خليجية، وأخرى لبنانية ضد دولة قطر، نقلت كل من قناة «الغد العربي» التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى قناة «الميادين» اللبنانية المدعومة من إيران، أنباء زعمت فيها طلب دولة قطر من قادة حركة حماس خاصة الذين يتواصلون مع الضفة الغربية الموجودين على أراضيها بالمغادرة فورا. وذكرت القناة الإماراتية أن القيادي صلاح العاروري، عضو المكتب السياسي لحماس، غادر الدوحة باتجاه ماليزيا، فيما نقلت القناة اللبنانية عن مصادر مطلعة زعمها بأن دولة قطر «سلمت قيادة حركة حماس لائحة بأسماء أعضاء في الحركة مطلوب مغادرتهم الدوحة»، وأن هذه الأسماء وردت مؤخراً في تحقيقات مع معتقلين لدى الاحتلال. وحسب ما ذكرت أيضا نقلا عن مصادرها فإن قطر أرجعت الخطوة لضغوطات خارجية مباشرة، مارستها حسب القناة كل من السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية. وعقب تردد هذه الأنباء التي أوردتها هاتن القتاتين، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، ورئيس المعسكر الصهيوني، إسحاق هرتسوغ أن الأمر يعد «فرصة إقليمية استثنائية». وطالب رئيس وزراء بلاده بنيامين نتنياهو باستغلال ما وصفها ب «الفرصة» من أجل التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين. وسارعت عدة وسائل إعلام إسرائيلية منذ أن جرى بث الخبر إلى الإعلان عن تثمينها للقرار، كونه يعود بالربح الأكبر على إسرائيل، متوقعة أن حكومة تل أبيب هي من نقلت المعلومات التي أوقعت بعناصر حماس الموجودين في قطر، عبر الولاياتالمتحدة. وفتحت الأخبار التي بثت عبر هاتان القناتان باب التحليلات، خاصة أمام خصوم دولة قطر وحركة حماس، في ظل استضافتهما لعدد من المحللين السياسيين، فيما انتشرت الأخبار بشكل كبير بين الناس، وأخذت حيزا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لوحظ وجود تشكيك في صحة هذه الأخبار بعد نشرها مباشرة، وذلك قبل أن يأتي نفي حماس الرسمي على لسان الناطق باسمها الموجود في قطر، حسام بدران. وقال في تصريح صحافي مكتوب تلقت «القدس العربي» نسخة منه «إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام مؤخرا، من تقارير مغلوطة ومزاعم حول لائحة قدمتها قطر بأسماء عدد من قيادات حماس وإنها طلبت مغادرتها الأراضي القطرية، هو كلام يجافي حقيقة الواقع». واتهم هذه الوسائل الإعلامية بأنها «اعتادت ترويج معلومات وأخبار غير صحيحة عن الحركة، بغرض تشويه الصورة، ومحاولة التأثير على علاقات الحركة الخارجية». وأشار إلى أن حماس انتهت مؤخرا من إجراء انتخاباتها الداخلية وفق اللوائح والتوقيت الزمني المتفق عليه مسبقا، وأنها اختارت قيادة جديدة وعلى رأسها الأخ إسماعيل هنية الذي يقيم داخل فلسطين هو ومن معه من قيادة الحركة. وتابع «ثم باشرت القيادة الجديدة للحركة في ترتيب أوراقها وتحركات قياداتها وتنقلاتهم في الساحات المختلفة وفق ما تقتضيه مصلحة العمل». وثمن بدران «الدور الإيجابي الثابت والمتواصل» الذي تقوم به دولة قطر في دعم الشعب الفلسطيني وإسناد قضيته العادلة، وخصوصا إعمار غزة ودعم صمود أهلها. وأكد أن حماس ستبقى «رأس الحربة» في مواجهة الاحتلال وستظل بوصلتها واضحة وثابتة نحو القدس «رغم كل العقبات والتحديات، وسنواصل مقاومتنا جنبا إلى جنب مع كل فصائل شعبنا وقواه الحية، مستندين إلى جماهير شعبنا المرابط، التي تحتضن المقاومة وتشكل الرافعة الأساسية للمشروع الوطني الفلسطيني». يشار إلى أن دولة قطر استضافت قيادة المكتب السياسي لحركة حماس، منذ قرار الحركة الخروج من سوريا، بسبب تفاقم الأحداث هناك، وعقب موقف الحركة الرافض لموقف النظام السوري. ويوجد على أرض دولة قطر كل من قائد الحركة السابق خالد مشعل، وعدد من أعضاء المكتب السياسي، من بينهم موسى أبو مرزوق وعزت الرشق وسامي خاطر وآخرون. وكانت حماس أعلنت عن وثيقتها السياسية الجديدة من دولة قطر، بعد أن واجهت صعوبات أدت إلى تأجيل الموعد، بعد اعتذار فندق إنتركونتننتال المملوك للإمارات، عن استضافة الإعلان. وذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن الوثائق المسربة من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، تضمنت اتصالا إماراتيا أمريكيا لمنع عقد مؤتمر لحركة حماس في الدوحة.