قال المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي إنه يشعر بالاستياء مما وصفه بصمت الشعب القطري على ما تقوم به قيادته تجاه تمويل وتشجيع الإرهاب في عدة دول عربية من بينها ليبيا. وطبقا لمقتطفات بثتها وكالة الأنباء الليبية، فقد أبلغ حفتر وفدا من القبائل الليبية التقاه مساء الجمعة الماضي: «نحن مستاؤون من صمت الشعب القطري على ما تقوم به قيادته تجاه دعم الإرهاب في بعض الدول». وأضاف: «بعض الدول تتحدث وتتساءل عن الأوضاع في ليبيا، في حين هي الدول نفسها التي تدعم الإرهاب في ليبيا، إنهم من درب هؤلاء الإرهابيين وأرسلوهم إلى ليبيا لقتلنا وترهيبنا، وللأسف نشعر بالأسف تجاه دعم بعض الدول لتلك المجموعات الإرهابية وعلى رأسها دولة قطر». وتابع: «المنطقة الشرقية عصية على مر التاريخ، المجموعات الإرهابية تمت مواجهتها بعدد بسيط من أبنائنا وحققنا انتصارات باهرة عليها بعكس سوريا والعراق، ولعل قواتهم المدعومة بأربعين دولة فشلت في تحرير مدينة واحدة». وعن الوضع الداخلي قال حفتر، إن «القوات المسلحة الليبية ترغب في التسلية بباقي تلك الجماعات الإرهابية المتحصنة بآخر معاقلها بسوق الحوت والصابري في مدينة بنغازي والقضاء عليها في مهل». ورأى حفتر أنه «لا بد من تحرير العاصمة طرابلس من قبضة الميلشيات المسلحة التي تهيمن عليها منذ أكثر من عامين». وأضاف: «ونحن كعسكريين نحاول بقدر الإمكان الابتعاد عن السياسة، وقلنا ذلك في أكثر من مناسبة، ولكن سنصبح أهل السياسة لو اضطررنا لذلك». وتابع: «تركنا السياسة لأهلها طيلة السنوات الماضية، لكن السياسة هي من أوصلت الإخوان والمقاتلة للسلطة وميليشياتهم هي من أوصلت البلاد لما هي عليه الآن». واعتبر أن مصراتة مدينة ليبية «لا نحمل أي ضغينة على سكانها، ولكن بها مجرمون عبثوا بالبلاد وأرسلوا الجرافات المحملة بالأسلحة والذخائر والقذائف التي قتلت أبناءنا... ولا من محاسبة». ولاحظ أن يوم 17 من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل هو آخر أيام المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج، مضيفا: «فهذا الوقت طويل جداً علينا، ولا يمكننا أن نصمت عليهم وعلى تقصيرهم تجاه الأمة الليبية». وأضاف: «خلال الستة أشهر المقبلة لا بد أن يحصل شيء جديد ويتغير الوضع بشكل عام، أو بعد شهر أو اثنين أو ثلاثة، فالقيادة العامة للقوات المسلحة لن تقف ولن تصبر ولن تصمت وتصبر على معاناة الشعب الليبي لأكثر من ذلك». عسكريا، أعلن الجيش الوطني الليبي أن قواته حققت المزيد من الانتصارات بعدما أحكمت سيطرتها على ميدان سوق الحوت، مشيرا وفقا لمسؤول إعلامي، إلى أنه تم شن هجوم شامل تقدمته الدبابات والكاسحات لفتح ثغرات في خطوط دفاع الجماعات الإرهابية لتتقدم بعدها المدرعات. وتابع: «قواتنا سيطرت على محيط محكمة شمال بنغازي وشركة شحات ومبنى سي قرسيوني، بالإضافة للسيطرة على شارع عمر المختار بالكامل»، مشيرا إلى أن القوات توغلت في محيط المنطقة وبدأت في تفكيك الألغام والتمشيط وإحكام السيطرة على كامل محيط سوق الربيع وسوق الحوت. وأضاف: «وتستمر الوحدات العسكرية في هذه اللحظات في تطهير ما تبقى من المنطقة وذلك في محيط الشوارع الخلفية لسوق الحوت وتمشيطها بشكل كامل وذلك تمهيدا لدخول الهندسة العسكرية الذين سيباشرون تفكيك الألغام التي زرعتها الجماعات الإرهابية فور الانتهاء من التمشيط الكامل للمنطقة». واعتبر أن الوضع الميداني بعد هذه الانتصارات ممتاز جدا؛ لافتا إلى أن «العمليات العسكرية ما زالت مستمرة حتى يتم اقتلاع جذور هذه الجماعات من كل شوارع بنغازي». وتمكنت قوات الجيش من فرض سيطرتها الكاملة على محكمة شمال بنغازي والمباني المطلة عليها بمحور سوق الحوت شمال وسط بنغازي، وسط انهيار تام لبقايا الجماعات الإرهابية المتحصنة في الصابري وسوق الحوت. وطبقا لمصادر عسكرية فقد تم مؤخرا تفكيك أكثر من 3800 ملغمة في محوري الصابري وسوق الحوت وسط البلاد. من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش العقيد أحمد المسماري، أن العميد إدريس مادي هو المكلف من طرفها بالمنطقة العسكرية الغربية. ونفى المسماري وجود أي تنسيق مع حكومة السراج المدعومة من بعثة الأممالمتحدة بشأن تسمية ضباط للمناطق العسكرية ومنحهم رتبا، وقال: «أكدت القيادة العامة أن هذه القرارات باطلة لكونها خارجة عن الشرعية الدستورية، كما أنها تنفي عقد أي اجتماعات تنسيقية بالخصوص سواء مع أطراف سياسية أو عسكرية أو اجتماعية». من جانبه، قال السراج إنه هنأ هاتفيا غسان سلامة وزير الثقافة اللبناني الأسبق بتوليه منصب المبعوث الجديد للأمم المتحدة في ليبيا، مشيرا إلى أنهما بحثا التنسيق والتعاون بين الطرفين. وهنأ السراج سلامة على تعيينه مبعوثاً أممياً بإجماع من مجلس الأمن الدولي، مؤكداً دعم حكومته لاختيار شخصية سياسية وثقافية مرموقة لهذه المهمة بالغة الأهمية. كما أكد استعداد مجلسه الرئاسي لتوفير كل ما من شأنه تسهيل مهمة المبعوث الجديد لإيجاد حل للأزمة الليبية مبني على الاتفاق السياسي المبرم في منتجع الصخيرات بالمغرب قبل نحو عامين. الشرق الأوسط