لينا يعقوب انتهى كل شيء.. انتهى إلى انكسار وهزيمة وفشل مستحق. يحاولون بعد انتهاء الوقت ونفاد الفرص الممكنة والمستحيلة، تدارك ما لا يمكن إداركه! يجتمعون ويثرثرون ويعيدون ذات الأحاديث الماسخة المكررة، ويعتقدون أن بإمكانهم خداع الفيفا. أولئك، لا يدرون أن "منظمة التخابر الأجنبية" كما يسمونها، لا تستمد معلوماتها من رئيس الاتحاد الشرعي معتصم جعفر فقط، إنما لها سفارات تمدها بالمعلومات والتقارير، وتعرف إن كان الرجل يمدهم بالحقيقة أم لا. يمارسون الجهل والادعاء، وكلما انكشف ضلالهم، تمادوا وزادوا فيه، حقاً هم مثل فرعون وقلة عقله. والفيفا التي لا تعترف بهم، وسمتهم "مجموعة 30 أبريل"، وتعاملت معهم على مستوى عقلهم، فوصل وفدها إلى الخرطوم واجتمع بهم وطلب منهم تمكين معتصم جعفر بكامل إدارته من العودة إلى مقر الاتحاد ووضع لهم خارطة طريق محددة للتنفيذ. تماطلوا وتباطأوا، وفي النهاية أعلنوا سماحهم لمعتصم جعفر بالدخول إلى مقر الاتحاد لممارسة مهامه. إن فهموا ما قالته الفيفا لخرجوا منذ البداية وجنبوا البلاد التجميد، لكن ماذا نقول عن الذين يتعاملون بعنترية ويمارسون الدكتاتورية ويتصفون بالحماقة ويجيدون الفشل؟! قلت لزميلي حسن بشير قبل أيام، إني سأكتب عموداً أهاجم فيه معتصم جعفر واتحاده بعد تنازلهم عن مواقفهم واحداً تلو آخر، إذ قاموا بتأجير مقر آخر لممارسة مهامهم بعد رفض المجموعة "المحتلة بالقوة الجبرية" الخروج من مقر الاتحاد، ومع ذلك ظل معتصم يخاطب الفيفا ويطلب منها مهلة، ويدعي أنه توصل مع المجموعة لحل حول الأزمة، كل ذلك حتى لا يحدث التجميد. الحمد لله أن الفيفا لا تكتفي بخطابات معتصم وتتابع ما يحدث، لكنها جاءت بقرار التجميد في وقت قاتل لتلقن القائمين على أمر الرياضة والمجموعة المدهشة والشخصيات العبقرية، درساً لن ينسوه. هؤلاء لا يحترمون جماهير الرياضة، ولا يحترمون قيادات عضويتهم، الذين أنفقوا على أنديتهم أموالاً كثيرة لإدخال البسمة والبهجة لمحبي الرياضة. هزموا أي شيء، وعادو ليثرثروا مساء أمس ويعيدوا ذات الأحاديث المملة، لكن هذه المرة لن تُجدي الثرثرة!معتصم جعفر، سارع بإرسال خطاب للفيفا أنه توصل مع المجموعة لحل حول الأزمة، لكن الفيفا أرسلت له استمارة ليعطيها لوزير الشباب والرياضة تحمل اعتذاراً عن الخطأ، والتعهد بعدم تكرار الخطأ و"حاجات تانية حامياني"! وملأ الوزير الاستمارة وسلمها لرئيس الاتحاد الشرعي معتصم جعفر، والذي قام بإرسالها للفيفا ولكن..! ولأن المشكلة لا تحل بطريقة "التحنيس" والكلام والوعود الشفاهية، طلبت الفيفا من معتصم أن يمدها بقرار من وزارة العدل تؤكد فيه إلغاء قرارها السابق بإخلاء مبنى الاتحاد بالقوة الجبرية، لأن النشاط الرياضي لا يخضع لقانون إخلاء المباني الحكومية. اقتحمت المجموعة المدهشة المقر بالشباك، فأدخلت البلاد في ورطة، وغادرت الرياضة من الباب! نتيجة طبيعية لمن ظلوا يمارسوا الجهل ويرفعون شعارات السيادة الوطنية والتخابر مع المنظمات الأجنبية! وفي النهاية تعهد وزير الرياضة للمنظمة الأجنبية أنهم لن يكرروا هذا التهور مرة أخرى، وستُلغي وزارة العدل قرارها عاجلاً أم آجلاً ليمارس السودان نشاطه الكروي، ولكن بعد ماذا؟! السوداني