يزدادان بشكل مختلف لدى ممارسة الخاملين والرياضيين لها كمبريدج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): دانيال إي فورمان* أحيانا أشرع في المشي مرتديا جهازا لقراءة ضغط الدم. وبعد مرور الدقائق الأولى عندما أكون ماشيا بوتيرة بطيئة، يرتفع الضغط الانقباضي لدي من 115 إلى 130 ملم زئبق أو نحوه، بينما لا تتغير وتيرة دقات القلب المعتادة تقريبا عن معدلها وهو 60 دقة في الدقيقة. ولكن وعندما أشرع بالمشي أسرع فإن مقدار الضغط لا يتغير، بل وقد ينخفض، بينما يزداد عدد دقات القلب إلى 110. هل هذا هو النسق الطبيعي لعمل الجسم، وهل لك أن تفسر لي ما يحدث في حالتي؟ عندما يجلس أي شخص سليم الجسم، أو يمشي بوتيرة طبيعية، فإن قلبه ورئتيه وأوعيته الدموية تغذي جسمه بسهولة بكل ما يحتاجه من الدم الغني بالأكسجين. * تغيرات في القلب والشرايين * ولكن، وما إن يسرع الخطى، أو يبدأ في الجري فإن الأكسجين الذي تتطلبه عضلات الرجل يتطلب حدوث تغيرات متوقعة في الدورة الدموية: ازدياد سرعة ضخ القلب وازدياد عمله بهدف تأمين كميات أكثر من الدم للعضلات النشيطة، وتغيرات في عمل وتكيف عضلات الأوعية الدموية بهدف تغيير اتجاه تدفق الدم من الجهاز الهضمي نحو العضلات العاملة. وتتسبب هذه التغيرات في معدل عدد دقات القلبمين الدم للعضلات النشيططة، ومقدار ضخه للدم وتكيف الأوعية الدموية عادة في حدوث زيادة في مقدار ضغط الدم الانقباضي. ويسجل هذا المقدار عادة عند انقباض عضلة القلب، وهو يمثل القيمة الأعلى في قراءات ضغط الدم. ويزداد معدل عدد دقات القلب وضغط الدم الانقباضي بسرعة لدى الأشخاص الذين لا يمارسون التمارين الرياضية إلا نادرا، فورا تقريبا عند ممارستهم لأي نشاط طفيف. ويحدث هذا غالبا لان القلب غير معتاد على ضخ كميات كبيرة من الدم ولهذا فإنه لا يقدر على تأمين حاجة العضلات منه إلا بزيادة عدد الدقات. ومع هذا فإنه، وحتى مع ازدياد عدد دقات القلب لدى هؤلاء الأشخاص بسرعة مع ممارسة أي نشاط، فإن مقدار هذا المعدل لا يصل في أقصاه إلى المعدل الأقصى لدقات القلب الذي يصل إليه الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام. ويسمى هذا المقدار الأقصى الكليل لعدد دقات القلب (الذي يطلق عليه أيضا «عجز في معدل انقباض القلب» chronotropic incompetence) ويكون مرتبطا بالشعور بقلة الطاقة وقلة الهمة، لأن القلب لا يتمكن من توفير كميات أكبر من الدم تؤمن احتياجات الجسم. إلا أن نسقا آخر يظهر لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة كثيرا، فمع الزمن تطور قلوبهم طرقا لتجهيز كميات أكثر من الدم لكل دقة من دقاتها عبر ملء الدم بشكل أفضل والقيام بانقباضات أقوى. ولدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام، يتجه معدل دقات القلب نحو الارتفاع بشكل أبطأ استجابة للتمارين الخفيفة مقارنة بالأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة كثيرا. إلا أن أقصى معدل لدقات القلب لديهم يصل إلى مقادير أعلى عندما يتحولون لإجراء تمارين أشق. ضغط الدم كما أن مقدار ضغط الدم الانقباضي يجب أن يزداد دوما عند إجراء التمارين الرياضية. وفي بعض الأحيان وعندما يزيد مقداره على 220 فإن خطر حدوث مشكلات في القلب والأوعية الدموية سيزداد. وفي جانب من عملي فإني أشرف على مراقبة وتقييم حالات الأشخاص الذين يمارسون تمارين الإجهاد على الدواسة الكهربائية. وأسجل هنا ضمن المقادير الأخرى، مقادير معدل دقات القلب وضغط الدم لديهم. وهناك عدد من التغيرات التي يمكنها أن تحصل خلال إجراء التمارين، تحمل بعض الإجابات عن أسئلتك: * لدى بعض الأشخاص من غير الرياضيين، لا يزداد معدل دقات القلب بنفس الدرجة التي يجب أن يزداد إليها، عندما يمشون بسرعة على الدواسة الكهربائية. * لدى أشخاص آخرين، لا يرتفع ضغط الدم كما يجب، وهذا يمكن أن يكون مؤشرا على أن القلب لا يضخ بشكل صحي سليم، أو أن الأوعية الدموية لا تحول الدم بشكل مناسب. وفي بعض الأحيان قد يكون ذلك راجعا إلى أن هؤلاء الأشخاص لم يتناولوا حديثا ما يكفيهم من الطعام، أو أن أدوية ضغط الدم لديهم تتداخل مع استجابتهم لاختبارات التمارين. * وعلى الرغم من أن هناك تغيرات فسيولوجية عامة تحدث مع التمارين، فإن كل واحد منا يستجيب لها بشكل منفرد. ولذا فإني لا أستطيع أن أتحدث بشيء حول النسق الخاص للتغيرات الحاصلة في القلب أو ضغط الدم لديك. إلا أنني أستطيع القول لك: إن كنت متخوفا من استجابات القلب وضغط الدم في جسمك، فعليك استشارة الطبيب حول ما إذا كان اختبار التمارين الرياضية مفيدا لك. * أستاذ مساعد في كلية هارفارد للطب، مدير مختبر الاختبارات الرياضية والنسائية، مستشفى بريغهام، رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا»
