سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البشير: السودان مقبل على مرحلة مهمة وخطيرة .. حزب البشير : قضية دارفور ستُحل في الداخل وانفصال الجنوب سيشرذم إفريقيا.. 221 قتيلاً في دارفور الشهر الماضي..
أكد الرئيس عمر البشير أمس، أن السودان مقبل على مرحلة مهمة وخطيرة في تاريخه تتمثل في استفتاء الجنوب في يناير/ كانون الثاني المقبل، لتقرير مصير البلاد لتكون دولة موحدة أو دولتين . وقال البشير أمام المستشارين الذين أدوا القسم بعد تعيينهم مؤخراً بمرسوم جمهوري، إن الجهازين التنفيذي والتشريعي أعلنا عزمهما على بذل كل الجهود للمحافظة على السودان الموحد، وأشار إلى ما يتطلع إليه الشعب من إحداث نقلة نوعية في المجالات كافة تعزيزاً لمسيرة السلام والتنمية والخدمات . ودعا المستشارين للعمل بجد من اجل المحافظة على الوحدة والاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الرفاهية والتقدم . في غضون ذلك، يبدأ المبعوث الأمريكي الخاص للسودان الجنرال سكوت غريشن زيارة للبلاد الجمعة المقبل تستغرق عدة أيام، يجري خلالها مباحثات مع عدد من المسؤولين، ويزور دارفور للوقوف على الأوضاع، ويشارك في الاجتماع التشاوري حول قضايا السودان . إلى جانب ذلك، التقى وزير الخارجية علي أحمد كرتي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان هايلي منقريوس وتناول اللقاء التحديات الراهنة وقضايا السلام والوحدة في السودان . ووصف العلاقات بين الحكومة والبعثة بأنها ممتازة، وأكد أن الحكومة ستواصل دعمها للبعثة وستقدم لها التسهيلات اللازمة لتمكينها من تنفيذ تفويضها . وفي الجنوب، قتل سبعة أشخاص على الأقل في هجوم لجيش جنوب السودان على عناصر تابعين لميليشيا محلية معارضة، الجمعة الماضي، وقال كول ديم كول الناطق باسم الجيش الجنوبي: قتل سبعة من رجالهم ووقع 11 آخرون في الأسر وهم بين أيدينا، وسقط لدينا ثلاثة جرحى أحدهم في حال الخطر . وأوضح كول أن الهجوم استهدف قاعدتين عسكريتين في المنطقة النفطية الواقعة في ولاية أعالي النيل والخاضعة لسيطرة رجال لام اكول، وزير الخارجية السوداني السابق الذي يتزعم الحركة الشعبية لتحرير السودان - التغيير الديمقراطي وهي فصيل منشق عن الحركة الشعبية، وقال “تم تدمير قاعدتيهما العسكريتين وصادرنا معدات من بينها أسلحة رشاشة" . إلى ذلك، كشفت قوة السلام الإفريقية في دارفور أن أعمال العنف التي شهدها الإقليم الشهر الماضي، خلفت 221 قتيلاً، سقط معظمهم في معارك بين قبائل عربية متنازعة . وقدرت مهمة السلام التي أحصت خلال مايو/ أيار نحو 600 وفاة، في بيان “عدد القتلى بسبب النزاعات المسلحة أو الجريمة في دارفور ب 221 في يونيو/ حزيران، وتعود غالبية حالات القتل (نحو 140) إلى معارك بين قبائل متنازعة" . وجرت معارك شرسة بين فروع قبيلتي الرزيقات والمسيرية بين مارس/ آذار ويونيو/ حزيران في جنوب دارفور وغربه . ووقع زعماء القبيلتين في 28 يونيو/ حزيران اتفاق سلام أنهى المعارك، حسب قوة السلام دار الخليج إبراهيم غندور : قضية دارفور ستُحل في الداخل الأمين السياسي للحزب الحاكم السوداني أكد أن انفصال الجنوب سيشرذم إفريقيا أكد الأمين السياسي لحزب «المؤتمر الوطني» الحاكم في السودان إبراهيم غندور في مقابلة مع «الجريدة» أن مفاوضات الدوحة الجارية الآن بين الحكومة وحركة «التحرير والعدالة» الدارفورية في العاصمة القطرية الدوحة هي آخر منبر تفاوضي خارج أراضي السودان، مشدداً على ضرورة أن تحل قضية دارفور داخل السودان. وفي سياق آخر، اعتبر أن انفصال الجنوب سيشرذم القارة الإفريقية. وفي ما يلي نص الحوار: تم إعلان استراتيجية جديدة للحكومة السودانية في التعامل مع ملف دارفور ما هي ملامح هذه الاستراتيجية؟ - الاستراتيجية في المرحلة المقبلة تعتمد على إدخال عملية السلام داخل السودان ودعمها لكي تكون عملية سودانية خالصة، بعدما تم تدويلها هنا وهناك، فرأينا أنه لابد أن يعود هذا الملف إلى الداخل مرة أخرى، نظراً إلى أن هناك حكومات منتخبة وولاة منتخبين في دارفور وبرلمانيين، بالإضافة إلى النازحين واللاجئين المتضررين الحقيقيين من الأزمة، هؤلاء جميعا لا يمكن إغفال دورهم ولابد أن يكون لهم قول في هذا الأمر، لأن مكونات الداخل أهم من مكونات الخارج مع احترام وتقدير أي دور خارجي. وهل ترى الحكومة أن توقيع اتفاق مع حركة «التحرير والعدالة» من الممكن أن ينهي الصراع في دارفور؟ - أولاً نريد أن نؤكد أن حركة «التحرير والعدالة» مكونة من 15 حركة. وحركات دارفور بالفعل حوالي 30 حركة أو أكثر، ورغم أن «العدل والمساواة» بقيادة خليل إبراهيم هي الأنشط عسكرياً وحركة «تحرير السودان» بقيادة عبدالواحد نور هي الأنشط سياسياً في المعسكرات فإن غيابهم لا يعني أن مفاوضات الدوحة مبتورة، لكنها تعد بداية اختراق لعملية السلام من أجل إنهاء الصراع في إقليم دارفور. ماذا عما حدث من أزمة مكتومة بين الخرطوموطرابلس على خلفية تأكيد الجانب الليبي عدم تلقيه طلباً سودانياً بطرد خليل إبراهيم؟ - الرئيس (السوداني عمر) البشير اتصل بالزعيم الليبي معمر القذافي، وأوفد له مدير جهاز الأمن محمد عطا، ومدير الأمن تلقى وعوداً من مسؤولين نافذين على صلة بالملف السوداني في زيارته لطرابلس باستبعاد خليل. البعض رأى أن قرار إغلاق الحدود البرية بين البلدين جاء كرد فعل سوداني نتيجة رفض طرابلس لطرد خليل؟ - السبب في إغلاق الحدود كما ورد من بيان وزارة الداخلية هو الحفاظ على أمن مواطني البلدين، وحتى لا تكون المنطقة مصدر خلاف بين الخرطوموطرابلس لمنع أي تدخلات تؤدي لتعكير صفو العلاقة، وما زلنا نتمنى أن تستبعد طرابلس خليل أو على الأقل منعه من القيام بأي أعمال عدائية ضد السودان من طرابلس. تواترت أنباء عن تحركات ليبية لإنشاء منبر بديل للدوحة؟ - إذا كان المنبر المقصود به هو تفاوض مع حكومة السودان، فإن الموقف السوداني ثابت في ما يتعلق بهذا الأمر كما قال الرئيس البشير، إن الدوحة ستكون آخر منبر خارجي لحل قضية دارفور، وإن الذي يريد أن يتحاور بعد ذلك فليتحاور داخل السودان. هل هذا يعني أنه إذا تقدمت طرابلس بأية مبادرة ستُرفَض من قبل الحكومة؟ - قطعاً السلطات الليبية نفسها تعلم بذلك قبل أن نقوله صراحة. وأي محاولة أو جهد لإلحاق الحركات في ما تبقى من وقت حتى منتصف يوليو للدوحة سيكون مقدراً. وما نتمناه أن كل من يملك جهداً فليضغط على الحركات المتمردة لترك السلاح والدخول والعودة إلى السودان، لأن الحوار داخل السودان يتسع للجميع. يبدو من توجه أغلب قيادات «الحركة الشعبية لتحرير السودان» أن انفصال الجنوب قدر محتوم ما مدى جاهزية حزب «المؤتمر الوطني» لذلك؟ - نحن نسعى إلى الوحدة ونتمنى أن نصل إليها، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وإذا وقع الانفصال ربما يكون نواة لانفصالات جديدة في إفريقيا، فهناك حوالي 27 دولة إفريقية تشهد نزاعات داخلية، وبعضها يطالب بالانفصال، وربما يؤدي انفصال الجنوب إلى تشرذم هذه الدول. وماذا سيكون وضع الجنوب في حال انفصاله؟ - نحن نأمل ألا ينفصل الجنوب، لكن الانفصال سيجعل من الجنوب دولة غير مستقرة بسبب ما يجري من نزاعات قبلية ومشكلات داخلية. وأؤكد أن قضية انفصال الجنوب لن يتضرر منها السودان فقط بل ستنعكس على إفريقيا والمنطقة كلها، وأيضا المجتمع الدولي سيضطر إلى أن يدفع ثمن ذلك غالياً من معونات ومساعدات لهذه الدولة الجديدة. الخرطوم - رفيدة ياسين