تقرير -كورت لينداير - إنها تحلق فوق سماء جبال النوبة كل يوم، إنها طائرات الجيش السوداني "لقد ألقت بثلاثة قنابل هنا" تقول ياسمين التي تقطن قرية كوليلي "قتلت امرأتان وجرح العديد من الأطفال. وهنالك أيضا رجل شاب يجلس بالقرب من شجرة تبلدي(شجرة مدارية ضخمة الجذع) انقسمت نصفين بسبب إصابتها بقذيفة أثناء القصف. في نهاية رمضان الماضي (نهاية أغسطس) أعقب القصف الجوي على المنطقة هجوم ارضي للجيش السوداني "وقد نهبوا بعض ممتلكاتنا واغتصبوا النساء واختطفوا العديد من الشبان" تقول ياسمين وصرخوا في وجوهنا "انتم من الحركة الشعبية وسنقضي عليكم" كتب كورت ليندايرا تقع قرية كوليلي قرب مدينة الدلنج التي تسيطر عليها القوات الحكومية، لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال لازالت تسيطر على معظم المناطق الريفية، ولا تتمركز قوات الحركة في القرية نفسها بل على مسافة منها بعيدا عن المدنيين. الجنوب الجديد أصبح المدنيون الآن هم الهدف المفضل للحرب الجديدة التي انفجرت في شمال السودان. بدأت الحرب في جبال النوبة في يونيو الماضي، وامتدت في الشهر الماضي إلى ولاية جنوب النيل الأزرق المجاورة التي يسميها سكانها "الجنوب الجديد" في إشارة لجنوب السودان الذي انفصل عن الشمال في التاسع من يوليو الماضي. العامل المشترك بين هذه المناطق هي إنها مأهولة بسكان أفارقة سود مقابل العرب الذين يسكنون في مناطق شمال السودان "لقد حاولوا إبادتنا نحن الأفارقة للاستيلاء على أرضنا" حسب لوقلي درود القائد المحلي لقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان / الشمال. الكثير من النوبة عايشوا ما يرونه الآن في السابق، عندما كانوا يقاتلون في صفوف المتمردين الجنوبيين ضد حكومة الخرطوم بين عامي 1989 و2002 لكن المتمردون يسيطرون ألان أيضا على مناطق واسعة غرب جبال النوبة وهي منطقة لم يكونوا ينشطون فيها من قبل وفي هذه المناطق تشكل الغارات الجوية مصدر هلع للسكان المحليين. خوف من الظلام تقدم حاكمة آدم طبقا من الطعام لحفيدتها أمونه، تعيش حاكمة مع حفيدتها وزوجها البالغ المائة من العمر والعديد من أقاربهم وجيرانهم في كهف في الجبل. امضوا حتى الان ثلاثة أشهر في الكهف خوفا من القصف الجوي. تقضم امونة الصغيرة اضافرها "انأ أريد العودة للمدرسة، وانأ أخاف من الظلام هنا من الثعابين الكثيرة" مدرستها بسفح الجبل أيضا تعرضت للقصف. لجا عشرات الآلاف من النوبة للكهوف الجبلية خلال الأسابيع الماضية هربا من المدن بعد سلسة من الاعتقالات في صفوف مؤيدي الجيش الشعبي وقولون أن النوبة بمن فيهم أعضاء الحزب الحاكم يفصلون من وظائفهم ويسجنون ويقتلون. "إنها حملة إبادة جماعية ضدنا" كما يقول كولا مايون وهو مدرس هرب من مدينة لقاوه. الركض خلف القنبلة أقامت القوات الحكومية حواجز على الطرق، ولا يسمح للناس شراء وبيع المواد الغذائية، كما عجز الكثير من السكان عن زراعة محاصيلهم بسبب استمرار القصف الجوي ويحوم سبح المجاعة على الافق، فيما منعت الحكومة وصول منظمات الإغاثة الأجنبية إلى المنطقة. يقول حسن الذي يعمل في منظمة طوعية محلية "نحن نتعرض لحصار خانق" يعمل حسن على تدريب السكان المحليين على حماية أنفسهم أثناء الغارات الجوية "استلق على الأرض ولا تركض" يريني حسن منطقة تزعم الحركة الشعبية لتحرير السودان/الشمال أن الطائرات الحكومية قد ألقت فيها قنبلة كيماوية. تتصاعد بعض الأبخرة تؤذي العين والأنف من الماء الذي تجمع في حفرة صغيرة خلفتها قنبلة، "عندما تلقى مثل هذه القنابل اركض لتتركها خلف ظهرك وعكس اتجاه الريح"