كتب فارس النور بعد ان خرج من المعتقل: في المعتقل الضابط قال لي: الملاحظه الواضح عندنا انو كل شباب العمل الطوعي في الشارع ليه؟؟ انتو مفروض اكتر ناس تكونوا حريصين على الاستقرار عشان الأيتام والمساكين الراجنكم مايتشردوا!! قلت ليهو : نحنا اكتر ناس عارفين السبب منو؟ كل لقمه ادينها لجايع في بلد(سلة غذاء العالم) كنا بنشوف وراها سوء الاداره . وكل علاج وفرناه كنا بنشوف وراه فساد الحكام. وكل قريه ما عندها مويه كانت بتردد صداها (بئر معطلة وقصر مشيد). كل أرض زرعناها كنا بنشوف بين ترابها (واحلوا قومهم دار البوار). وفي الاخر الخلاصه كانت عشان الناس تعيش حياه كريمه لازم نتخلص من السرطان. الضابط قالي : اعفي لينا . (يلا يا جماعه عشان نخش السوق العربي بدري قبل مايقفلوه). _____ طالع ماذا كتبت صحيفة البيان عن فارس النور الجوع كاسرٌ وقاهر.. يطحن الجسدَ ويذلّ النفس.. حقيقة أدركها صانعُ الأمل العربي فارس علي، من السودان، حين وقع بصره ذات يوم على تلميذة جائعة تجمع فتات الخبز، مما كانت تقتات عليه الأغنام وتنقعه بالماء قبل أن تأكله. هذا المشهد كان كسكين غرُست عميقاً في قلبه. لكن الجوع ليس ظاهرةً عابرةً أو محصوراً ضمن حالات فردية؛ فآلاف الأطفال والمراهقين يتسربّون من مدارسهم في العديد من قرى ومناطق السودان بسبب الجوع.. يخرجون من بيوتهم، التي استوطن فيها الفقر وضيق ذات اليد، جياعاً دون وجبة فطور أو ساندويشة تسند قاماتهم الهشّة، ثم يقضون النهار على مقاعد الدرس بالكاد يستطيعون استيعاب كلمة مما تُقال. والسؤال هو: كيف تتوقع من طفل أو أي شخص أن يقدم ويعطي ويبدع وينجز بمعدة فارغة؟ سؤال دفع فارس كي يقوم بشيء. كان ذلك من نحو ثماني سنوات. البداية كانت من بيت والدته التي أعدت له مجموعة من الساندويتشات، وسرعان ما بدأ المجتمع المحلي من حوله يتبرع بالطعام، ليجمع فارس الساندويتشات ويقوم بتوزيعها على عدد من تلاميذ الأطفال في الصفوف المدرسية، متنقلاً من مدرسة لأخرى بسيارته، ليكون ذلك نواة مبادرته التي أطلقها «التعليم مقابل الغذاء». لم يكتف فارس بإطعام الأطفال، الذين لا يزالون على مقاعد الدراسة، مكابدين الجوع برغم كل شيء، بل استهدف البطون الخاوية لمئات الأطفال المشردين في الشوارع الذين تركوا بيوتهم وهجروا مقاعد الدراسة بسبب الفقر والبؤس، ليُسهم في دمجهم في المجتمع وإعادتهم إلى التعليم، إيماناً منه بأن التعليم هو أكبر حصانة لهم من ويلات الشارع. ومن عشرين ساندويتش انطلق بها فارس ليطعم عدداً من الأطفال الجياع، ها هو مشروعه اليوم يوفر الساندويتشات لأكثر من 35 ألف طالب وطالبة يومياً في 132 مدرسة. تعمل المبادرة تحت مظلة فريق «مجددون» التطوعي الذي أسسه فارس، حيث انضم إليه عدد متزايد من المتطوعين، تحت ظروف قاسية، مدفوعين بما يقومون به بشعورهم أنهم يصنعون شيئاً من أجل مستقبلهم بلدهم.. السودان. خلال ثماني سنوات، قدمت مبادرة «التعليم مقابل الغذاء» أكثر من 40 مليون ساندويشة مجاناً للطلاب، كما أسهم فارس وفريقه الذي يناهز 1200 متطوع في توفير مياه للشرب في 100 مدرسة. وبمساعدة عدد من المنظمات الإنسانية، تمكن فريق فارس من صيانة نحو 20 مدرسة إلى جانب توفير مدرسة في الشارع (في الهواء الطلق) بالقرب من مقر عمل فريق فارس في الخرطوم متاحة لأي طفل أو مراهق مشرد يبتغي العلم واللقمة التي تسد الجوع. بفضل فارس وفريقه، ثمة أطفال في السودان باتوا ينهضون كل صباح يتوقون للتعلم، يسرعون إلى مدارسهم، تسبقهم أحلامهم الجميلة للمستقبل، ويعرفون أن الجوع لن يعرف طريقه إلى بطونهم هذا اليوم.. سوف يأكلون ويشعبون وينتظرون الغد بشوق أكبر.